يقول
مظفريان إن الحلي تنتج بعملية شديدة التحديد فيما يتعلق بالتشكيل
والحرفة والصنع وبالتالي فهي ليست قابلة للشطحات التي يعرف بها تصميم
الملابس على سبيل المثال. ويضيف:
"تصميم المجوهرات عملية فطرية دوماً.
فهي تنشأ بداية كإحساس ثم تتحول إلى فكرة
فتصميم ثم تأخذ شكلها النهائي.
تصميم القطعة يخرج من القلب غير أن هناك الكثير من الاعتبارات التي يجب
الاهتمام بها قبل تخيل الشكل النهائي."
الأهمية
القصوى تولى للزبون الذي يصنع التصميم له.
ولا يقتصر الأمر على االطراز أو العناصر
التصميمية أو الأججار المفضلة للزبون فحسب بل، كما يقول مظفريان الذي
يضيف: "يتوجب علينا أن ندخل جلد
الزبون بكل ما تعنيه الكلمة ونعرف طموحاتهم وسماتهم الشخصية وطباعهم
وما الذي يسعدهم وهكذا. كما يتعين
علينا أن نأخذ بعين الاعتبار سنهم وثقافتهم وحتى لون بشرتهم وأحياناً
ظروف الإضاءة التي سيستخدمون فيها مجوهراتهمن في اليل أم في النهار،
تحت ضوء طبيعي أم صناعي وغير ذلك."
مثل هذا
الاهتمام بالتفاصيل قد يبدو للكثيرين منا تناهياً في الإفراط.
غير أن مظفريان يقول: "الاهتمام
المتناهي شيء مطلوب لأن الحلي هي شيء شديد الخصوصية.
وللأسف، فإن الناس ربما يولون اهتماماً
أكبر بثوب الزفاف وليس بالحلي رغم أن الأخيرة هي التي ستنتقل من جيل
إلى جيل وربما تكون هي الرمز الأفضل للمناسبات المهمة."
سواء كانت
مجوهرات تقليدية أو حديثة تساير الموضة وتتصف بالحيوية البالغة أو كانت
ذات تصاميم جريئة وعصرية تنحو نحو المجسمات وتتميز بالخواتم الكبيرة
جداً والمصوغات النسيجية الذهبية والتناغم الرائع بين ألوان الأحجار
الكريمة، فإن كل قطعة من مجوهرات مظفريان تحتفظ لنفسها بصورتها التي
تفتح أفقاً جديداً عبر العصور كما يقول.
"الحلي هي
تعبير عن الأنوثة والشخصية الفريدة.
ما نقوم بصنعه هو أشكال تتوحد مع الجسد
وتتحرك بحركته. كل قطعة هي صنعة
فريدة. ليست هناك مجموعات تحمل
علامتنا. كما أننا لا ننتج عدداً
محدداً من النسخ من القطعة نفسها.
كل فكرة جديدة هي تحد لبراعة وفن صاغتنا الذين يضعون دقة صنعتهم
وتقنيتهم وإحساسهم بالفراغ أمام الاختبار لإعطاء المنتج التعبير الدقيق
المطلوب."
ويرى
مظفريان أن القيمة المالية ليست هي المعيار المهم حين الحديث عن الحلي
المتفردة والمتميزة، " إذ إن
فلسفتنا تقوم على أساس بسيط هو صنع قطع فريدة التصميم يمكن لها على
المدى البعيد أن تكتسب التقدير باعتبارها قطعة فنية وأن تصبح مقتنيات
عائلية تتناقلا الأجيال وتتصف بالموثوقية العالية وبالتالي تتحول إلى
استثمار حصيف. إن إنتاج مثل هذه
التجليات المتألقة للتميز هو الذي يرقى بصياغة الحلي إلى مصاف الفنون."
ويفخر
مظفريان بأن إنتاجهم لا يضاهي في مجال حلي الخطبة والزفاف حيث تشتهر
العائلة بالإتقان والجودة البالغين في هذه المنتجات.
يقول: "إننا
نصنع قطعاً شديدة الخصوصية تناسب تماماً شخصية وسمات مستعملها."
غير أنه حين يصمم قطعة الحلي لتناسب
زبونه، فهو يتقصد أيضاً أن يجعل تصاميمه متعددة الاستخدامات بقدر
الإمكان.
وهذه الصفة
أمر مهم جداً خصوصاً للحلي الخاصة بحفلات الزفاف.
إذ بخلاف ثوب الزفاف الذي يستخدم لمرة
واحدة فقط، يرغب مظفريان في أن تستمتع العيون بمصوغاته في الكثير من
المناسبات التي تلي الزفاف. ويقول:
"مؤخراً صممنا عقد زفاف يمكن استخدامه
وفق 14 طريقة مختلفة.
على سبيل المثال يمكن ارتداؤه باعتباره
تاجاً أو عقداً وأقراطاً أو بروشاً أو أساور وهكذا.
وفي كل مرة ترتديه صاحبته فيها فإنها
تراه قطعة حلي مختلفة تماماً."
إن ما قدمه
مظفريان لعالم موضة المجوهرات هو قدر من الفردية، ذلك الفارق الواضح
الذي يفصله عن الصياغة التجارية.
ليست الأرقام هي التي تسحره، بل الجودة، جودة المادة الخام وتشكيل قطع
لراقية من الحلي لا تفقد قيمتها بمرور الزمن.
والعلامة التجارية لعائلته هي ضمان
للتميز الذي لا مراء فيه وبراعة الصنعة المتناهية اللذان يجدا
انعكاسهما في مصوغات رائعة وذات تقنيات مبتكرة.
باعتباره
سليل واحدة من أعرق العائلات العاملة في صياغة المجوهرات يحرص عباس
مظفريان كثيراً على الإبقاء على خيط التواصل مستمراً من جيل إلى جيل.
ويقول: "إننا
بحاجة لنتأكد من إنجاز عملنا باحترام كبير له وبقدر كبير من الثقة
بيننا وبين زبائننا مع الحرص على بذل كل ما نستطيع للوفاء بما يتوقعونه
منا. وباعتباري من الجيل الأكبر
سناً في العائلة، فإن من مسؤولياتي ضمان وجود بيئة جذابة ومنتجة
لتجارتنا تجعل الأجيال المقبلة من العائلة راغبة في تواصل الطريق نفسه."
ولا يزال
مظفريان البالغ من العمر 64 عاماً
ذلك اليوم قبل 50 عاماً من الآن
حين كلفه والده وهو ابن 14 عاماً
بأول وأضخم مهمة له. يقول:
"طلب مني والدي أن أحمل مجموعته الضخمة
من المصوغات من طهران إلى زبائنه المهمين في أصفهان ومحيطها.
شعرت بالعصبية والخوف حينها وقلت في نفسي
كيف يكلفني والدي بمثل هذه المسؤولية الضخمة.
قال والدي إنه لو لم يكن واثقاً بقدرتي
لما فعل. وبالفعل نفذت المهمة
بنجاح وعدت لطهران بعد أسابيع بثلاثة زبائن جدد." |