ربما كان في اسم الشركة إجابة على هذا السؤال، فالاسم
يتشكل من الأحرف الأولى لكلمات تعني باللغة العربية
"الإدارة
الاستثمارية للأصول لتسريع تدفق إيرادات الأسهم" (وهذا
مأخوذ عن موقع الشركة على الشبكة).
وهذا المفهوم يظهر جلياً في كل ما تقوم
به الشركة في كل يوم. ويمكنها
استخدامها شعاراً لها بكل سهولة.
وبعيداً عن أي شيء آخر، أثبتت الشركة قدرتها الفائقة
على الابتكار في إنشاء مفاهيم جديدة، واختيار نخبة مميزة من المفاهيم
المعروفة واستخدام مفاهيم ثبتت فعاليتها من قبل والاستفادة من الأصول
القائمة.
ويضاف إلى ذلك أن إستراتيجية الشركة تحظى
بالكثير من جهود الإعلان والدعاية والتوثيق، ويبدو أن هناك اتفاقاً
واسع النطاق في مجتمع الأعمال والمحللين كليهما على أن الشركة تعمل على
تطبيق هذه الإستراتيجية بنجاح.
ونلاحظ أن الشركة تستخدم أسلوباً هجومياً عبر أربعة
محاور معتمدة على نجاحاتها في دبي كنقطة انطلاق:
1-
الابتعاد عن ثقافة قائمة على التحكم
البسيط بالكلفة إلى ثقافة تدعى "الإنتاجية
الإجمالية". وتعني الاهتمام
بالاستجابة إلى حاجات العميل بدلاً من الاستجابة للدافع الداخلي الذي
يتطلب التوسع. وتعني أيضاً النظر
إلى القيمة المضافة التي يقدمها الموظف بدلاً من الكلفة التي تتكبدها
الشركة للاحتفاظ به. ويعني تركيز
الإدارة على المجالات ذات الإيرادات الأضخم للشركة من خلال تلبية معظم
حاجات العملاء. ما من جدال أن هذا
النهج يمثل خطوة شجاعة بالنسبة لشركة وطنية من حيث انه مضاد للثقافة
السائدة في العديد من الوجوه، إلى جانب اختلافه عما نراه في ثقافة
الأعمال في أمريكا وأوروبا الشمالية التي تقوم على شركات تتبنى موقفاً
يركز أولاً على تحقيق القيمة للمساهم ومن ثم العميل، ومن المؤكد أن
مخالفة إعمار لهذا النمط في التفكير يجسد نقلة ذكية.
2.
تستخدم الشركة علامتها التجارية المميزة
لإعطاء التأثير المرغوب،
3.
كما أن القائمين على التسويق والعلاقات
العامة ضمن الشركة يستخدمون قيم العلامة التجارية،
4.
خصوصاً أفكاراً من صنف "الطراز
العالمي" و"التوسع
المبتكر" و"التوسع
السريع"،
5.
لتعزيز الرسالة التي تنقلها منتجاتها
وخدماتها. والشركة في ذلك تستخدم
أشياء من قبيل الدافع للتوطين ضمن الإمارات العربية المتحدة لدعم
استراتيجيتها التسويقية،
6.
من هنا فإنها توثق الارتباط بين الإيمان
بنمو وتطور الدولة والإيمان بنمو وتطور إعمار.
في مقابلة أجريت مؤخراً،
7. صرح
رئيس مجلس الإدارة،
8. السيد
محمد علي العبار لصحيفة "إنترناشيونال
هيرالد تريبيون" قائلاً: "أنا
حريص جداً على الاستثمارات في البضائع والمنتجات والسلع الفاخرة في
مختلف أنحاء العالم،
9.
وإنني أنظر بجد إلى عدة مؤسسات".
ولذلك فإن الشراكة مع أرماني ستعزز من
الصورة العامة للشركة في أوساط الأعمال وخارجها.
11.
من المؤكد أن الاختصار الذي أخذ من الاسم
الكامل للشركة وهو "إعمار"
يؤدي دوراً فعالاً،
12.
بحيث أن الشركة تستخدم خبراتها في
الأعمال وروحها المتوثبة لكي تكون مختلفة وأفضل كذلك.
وقد أعلن مؤخراً عن مركز تحكم وسيطرة
تقني متطور جداً هدفه إدارة ممتلكاتها وعقاراتها،
13.
وهذا المركز يجسد مثالاً واضحاً على هذا
النهج. وهو يظهر أيضاً التركيز
على خدمة العميل،14. إلى جانب
الحرص على استخدام التقنية لإعطاء أثر تجاري طيب وتلبية حاجاتها الخاصة.
5-
أشار مصدر مسؤول داخل إعمار مؤخراً أن
أكثر من 80% من عملياتها ستكون
في بلدان أجنبية خلال أقل من 5
سنوات. وقال المصدر إن عملية تحول
الأعمال إلى المستوى الدولي ستكون عبر خطوات حصيفة ومتزنة، والقفز إلى
مجالات جديدة تتبعها عملية التكامل والتعزيز.
لكن سرعة التغيير وسرعة النمو تتناسب
تماماً مع مفهوم الإيرادات العاجلة الذي يبرز شاهداً على ذلك في اسم
الشركة نفسه. يبدو أن الإدارة قد
أدركت بوضوح حقيقة أن السوق المحلية ستصبح مشبعة في نهاية المطاف.
وبغض النظر عن الابتكار أو الإبداع، فإن
العمل الأساسي بالنسبة لشركة إعمار يبقى إدارة العقارات.
ومن السهل أن نرى أن هذا قد أعطى للشركة
قوة أساسية لا تضاهى وإدارة ذكية ونهجاً مبتكراً في التسويق وروحاً
تركز على الأعمال الحرة، وجميع ذلك يتضافر لاستثمار هذه المزايا
الطبيعية في كافة أنحاء العالم.
غير أن النمو والتوسع والثروة بهذه المستويات التي
تحققت لإعمار تستتبع مستويات أخرى من المسؤوليات والصعوبات، وإننا
جميعاً نعرف أن أغلب أعمال الإنشاءات في دبي يقوم بها عمال بأجر منخفض
يعيشون في ظروف صعبة.
ولذلك حدث ما حدث من أعمال الشغب مؤخراً
من قبل عمال لشركة "النابودة
لاينج أوروك"، فيما كانوا يعملون
في مشروع برج دبي المميز الذي تنفذه شركة إعمار، وهذا يسلط الضوء على
بعض التأثيرات الاجتماعية التي يتركها نمو دبي الذي يمثل ظاهرة بحق.
وإذا كانت إعمار بما لديها من ثقة
ومصداقية لم تتعرض لما تعرضت له شركات أخرى من اتهامات، غير أنها تعمل
على التخفيف من نتائجها السيئة.
وصحيح أن المنهج التسويقي الإيجابي يعمل على تعزيز سمعة هذه الشركة إلى
درجة كبيرة، إلا أن هذا النوع من الأشياء يلقي على هذه السمعة ما لا
داعي له.
وهذا ما تحقق من خلال الاستجابة السريعة التي أبدتها
إدارة الشركة وإدارة التسويق لحل المشكلة، فيما تواصلت مسيرة البناء
والإنشاء.
وفيما تتوسع الشركة في أنحاء مختلفة من
العالم، يمكن ملاحظة أنه ليس لجميع الأسواق نفس الود والتجاوب كما هي
الحال في السوق المحلية.
ولئن أمكن لإعمار أن تكرر نجاحها في توسعها ونموها في
دبي على نطاق عالمي، فإنه ينبغي لها التمسك باستراتيجيتها وعدم تكرار
الأخطاء نفسها التي ارتكبتها شركات عالمية عملاقة.
وهكذا ستتولى الشركة إدارة أعمال من
الطراز العالمي لمصلحتنا جميعاً نحن الذين نعيش ونعمل في دبي. |