So Qatara

فهناك مع سوقطرة جزر أخرى تشكل أرخبيلا منها عبد الكوري و سمحة و درزة , كانت لزمن طويل مقصدا صعب التحقيق. فالوصول إليها بالقارب كان ممكنا إلا أن الإذن به مستحيلا. وبالرغم من أن ظروف الزيارة قد أصبحت أفضل في العقد الأخير , إلا أن الزائرين ما يزالون قلة متميزة.

تقع سوقطرة بين أفريقيا و الجزيرة العربية و يفصلها 250كم عن رأس غواردافوي في الصومال و ألف كم عن الشاطىء اليمني عند عدن, و لقد عرف البحارة هذه الجزر أثناء ذرعهم لتلك المياه من أفريقيا إلى الهند. أما سوقطرة المعروفة لدى الإغريق باسم ديوسكوريديس , ولدى الهنود باسم دفيبا سوكاتارا أي جزيرة السعادة, فهي أكبر جزر الأرخبيل. تبلغ مساحتها130في 40كم و فيها سلسلة جبال يتراوح ارتفاعها ما بين 1400و 1700 متر, كما أن لها مناخ جاف بالرغم من هبوب الرياح الموسمية.

لقد انسلخت هذه الجزيرة عن أفريقيا منذ 6 ملايين سنة مما عزل الحيوانات و النباتات فصارت الجزيرة مستوطنة لها حيث لا يجد الإنسان هذه الأصناف في أماكن أخرى تقريبا.

من بين 850 نوع من النباتات المسجلة فيها , الثلث مستوطن و ما يزال اكتشاف الجديد مستمرا. عدد كبير من هذه النباتات الموجودة في الجزيرة قد اختفى منذ زمن عن وجه القارة الأفريقية.

في رحلة علمية استكشافية قام بها العالمان أنتوني ميللر و ديكون ألكسندرمن هيئة الحدائق النباتية الملكية في إدنبرة , اكتشفا 15 نوعا من النباتات الجديدة بما فيها شجرة جديدة لنبات البخور,و الخبازى و نبتة صغيرة آكلة لحوم تنمو على جذع شجرة رطب في أعالي الجبال الوسطى.

من تلك النباتات أيضا شجرة دم التنين , لأنك إذا جرحت اللحاء يخرج نسغ أحمر اللون.و هناك عدد آخر من النباتات الفريدة مثل السرخس التي ترتبط عادة بالأماكن الباردة والوحيدة التي تنتمي إلى عائلة الخيار و تنمو إلى حجم شجرة. كما أن هناك أشجار لها أصول في الجزيرة العربية منها شجرة الزجاجة , وشجرة وردة الصحراء و شجرة المر.

كل الزواحف في سوقطرة مستوطنة ما عدا بعض سحليات البيوت. حتى الحرباء مستوطنة. تجدها وهي تقوم بحركات رقصها البطيئة على الأغصان المتشابكة متألقة بألونها الرائعة.

أيضا هناك 140 نوع من الطيور المسجلة , 6 مستوطنة منها الدرسة و الزرزور و طير الشمس . أما نسر البلدية , كما يسمى لنوع العمل الذي يقوم به, فهو ينظف الجيف و القاذورات و موجود في كل مكان.

أما الحشرات هناك فقد تطورت بشكل عجيب , فأجنحتها صغرت حتى تستطيع مقاومة الرياح الموسمية فلا تدفع بها إلى البحر . العناكب من ناحية أخرى تنسج بيوتا كبيرة , و يصل طول الأم أربع و أربعين إلى 20 سم كل هذه تستطيع أن تشكل فلم رعب حقيقي!!

الثدييات قليلة نسبيا , هناك بعض أصناف الخفاش و صنف واحد من الزريقاء , هو حيوان يشبة القطة و يسكن الأشجار. لكن الجزيرة غنية بالحيوانات البحرية المتنوعة فهناك أنواع الحيتان و الدلافين التي تسبح قريبا من الشاطىء فتشكل منظرا رائعا. بعض الجزر الأصغر من الأرخبيل أصبحت محمية طبيعية حيث المياه الصافية الشفافة تضمن لك تجربة غطس لاتنسى.

تنوع مناظرالجزيرة الطبيعية يعطي الزائرفرصا ممتعة لتسلق الجبال و نزهات الاستكشاف. كما إن السهول الساحلية حافلة بالبحيرات الضحلة ذات اللون الزمردي , و الثقوب الصخرية حيث تنمو الشجيرات . في قلنسية التي تقع على الطرف الغربي من الجزيرة , شطوط من الرمال البيضاء النقية و المياه الصافية , و على الطرف المقابل يقع رأس مومي حيث الكثبان الرملية أكثر بياضا كأنها ثلوج .

في التلال الداخلية المنخفضة حيث الجروف المنحدرة المؤدية إلى الهضاب الكلسية , تنمو أشجار دم التنين و الصبار . أما زهرة الصحراء فناجحة لدرجة أنها كونت غابة حقيقية.

الجداول الدائمة التي تسقط على الجوانب الصوانية لهضبة الهجير تشكل موطنا لأسماك و سراطانات المياه العذبة. كل هذه البيئات تشكل ملااذا لمجموعات خاصة من النباتات.

كان عدد سكان الجزيرة منذ خمسة عشر سنة زهاء 15000 نسمة يعتاشون من صيد السمك و اللؤلؤ . أما الآن فقد تضاعف هذا العدد . الزراعة محدودة بالتمور و بعض الخضار و التوابل و ذلك نتيجة لفقر التربة و الطقس الجاف. لكن توفر الأسماك في مناطق الصيد تزود أبناء الجزيرة بالطعام و المدخول الإضافي. سكان السواحل من أصول أفرقية, أما سكان الجبال و المناطق الداخلية فمن أصول عربية. و ما تزال اللغة العربية الجنوبية القديمة ( ماهري) تحكى في قرى الصيد الواقعة شرق الجزيرة.

طبيعة الجزيرة الفريدة جعل الحكومة اليمنية توليها اهتماما خاصا من أجل حمايتها.فقد طورت خطة على المدى الطويل تحمي تنوعها الطبيعي و في نفس الوقت تؤمن الخدمات المناسبة لسكانها المقيمين و الذي يبلغ عددهم 35000 . هذه الخطة تدرس الآن من قبل الاتحاد الأوروبي لتقرير مصيرها ما بين أن تكون إرثا عالميا أو محمية .

الوصول إلى هذه الجزيرة صار سهلا بعد بناء مطار فيها. فهناك رحلات على الخطوط الجوية اليمنية كل يوم جمعة الساعة الخامسة صباحا من صنعاء إلى سوقطرة بعد التوقف في المكلا. تستغرق هذه الرحلة أكثر من الساعتين. كما أن هناك رحلات من عدن أيضا. البطاقات التي تشترى من اليمن غالية الثمن , لكنك تستطيع شراء بطاقات أرخص من خارج اليمن , على سبيل المثال من باريس , عندها تدفع 600 يورو للبطاقة.

البنية التحتية للسياحة و السياحة إجمالا ما زالت محدودة . في العاصمة (حديبو) التي تقع على الشاطىء الشمالي للجزيرة , توجد بعض الفنادق حيث الإمكانات بسيطة لكنها كافية.

قائمة طعام المطاعم فيها صنفان هما الدجاج و السمك الطازج يوميا. إن أردت سياحة في داخل الجزيرة فعليك أن تحضر نفسك للتخييم , إلا إذا لديك أصدقاء عندها تستطيع الإقامة عندهم . محطة أبحاث داروين تستطيع أن تؤمن الإقامة للعلماء الزائرين. لكنهم إن أرادوا التجوال و الاستكشاف فعليهم أن يستأجروا سيارات و سائقين لذلك. الجزيرة آمنة جدا. لا داعي لإقفال أبواب البيوت أو السيارات , كما أن أمتعتك لا يمسها أحد أينما وضعتها.

هناك شركة سياحية مركزها في اليمن تدعى ( شركة المستقبل للسياحة) تقدم رحلات مغامرات متنوعة لكنها تنبه كل من يحبذ الرفاه الأوروبي إلى عدم وجوده و ذلك لأن مكافآت الحياة لا تأتي إلا بالجهد و قليل من التضحيات.

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289