Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور تحيـــة الى لبنـــان كلمة رئيس مجلس الإدارة

من أهم قواعد ماكينة الدعاية والتلفيق الإسرائيلية هو وصف كل من يختلف مع سياسات الحكومة الإسرائيلية بالعداء للسامية. هذه هي الآلية التي غالباً ما تستخدمها إسرائيل لإسكات منتقديها. وقد كانت بالفعل وسيلة فعالة في خراب بيوت والقضاء على مستقبل الكثيرين. فما هو العداء للسامية وكيف استطاعت الحركة الصهيونية تسييس هذه التهمة التي أفرطت في استخدامها لخدمة غاياتها.

 آخر المستهدفين بهذا التجني الكاذب كان رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو. إذ رداً على اعتماره الكوفية وانتقاده إسرائيل على استخدامها المفرط للقوة ضد لبنان، اتهمه السفير الإسرائيلي إلى إسبانيا بأنه "معاد للسامية."

 وعلى الفور تقريباً، دخل أبراهام فوكس من جمعية مناهضة التشهير المشهد ليقول: "إن رئيس الوزراء الإسباني يرتدي انحيازه ضد إسرائيل على كمه." كما قال كاتب رأي في صحيفة إيديعوت أحرونوت الإسرائيلية: "لا أحد يتوقع هذا التفجر الشرير لمعاداة السامية في إسبانيا ولا حتى حين تكون تحت قيادة يسارية."

 هذه الهجمات المنظمة ضد الزعيم الإسباني تبدو وكأنها جعجعات عصبة من المجانين، باستثناء كون جنونهم يستخدم في هذه الحالة وسيلة صنعت بعد إعمال الكثير من الفكر.

كيف يريدون للرأي العام العالمي أن يتفهم، لا سمح الله، أنه نتيجة لأسر جنديين إسرائيليين، يقتل أكثر من 1200 مدني وينزح ما يزيد عن مليون إنسان عن ديارهم ويدمر أكثر من 15 ألف بيت في لبنان. إن لم يكن كل ذلك "قوة مفرطة" من الجانب الإسرائيلي فسيصعب علينا أن نجد شيئاً أخر يرقى لمثل هذا الوصف.

 ولكن لأن رئيس الوزراء ثاباتيرو تحلى بالشجاعة الكافية ليسمي الأمور بمسمياتها وجد من يصفه فوراً بأنه معاد للسامية بدلاً من أن يكون محباً للإنسانية شعر بالتقزز لمرأى هذا العدد الكبير من الرضع يغطيهم الرماد وهم لا يزالون متشبثين بجثث أمهاتهم حين سحبهم من تحت أنقاض البيوت المدمرة.

 في هذه الحالة، يجب وصفنا كلنا، نحن ممن شاهدوا تدمير لبنان واستنكروا هذا الخراب ورفضوا أن يكونوا شهوداً صامتين، بأننا معادون للسامية.

 ما هو العداء للسامية؟

يقول قاموس مريام وبستر للغة الإنكليزية إن "العداء للسامية" هو "العداء أو التمييز ضد اليهود أكان تصنيفهم مجموعة دينية أو عرقية أو قومية."

 بالتأكيد، هذا التعريف ليست له علاقة من قريب أو بعيد بما قاله رئيس الوزراء الإسباني والذي لم يتطرق فيه لدين أو عرق أو قومية. وأن يقوم إسرائيليون أو مناصرون لإسرائيل بإطلاق هذه التهمة ضد هو عمل خاطئ في أفضل توصيفاته وعمل تشهيري متعمد في أسوأها.

 وهذه ليست بالمرة الأولى التي تتعرض فيها شخصية بارزة انتقدت سياسات إسرائيل أو عبرت عن تعاطفها مع الفلسطينيين لهذا التشهير أو تضطر للاعتذار عن إفصاحها عن آرائها المحقة.

 في 2002، وجدت قرينة رئيس الوزراء البريطاني شيري بلير نفسها عرضة لضغوط من قبل السفير الإسرائيلي لتعتذر عن قولها إن الشباب الفلسطينيين يرون أن "لا أمل لديهم" في تحقيق شيء سوى نسف أنفسهم.

عضو البرلمان البريطاني جورج غالاوي والكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك، وكلاهما من أنصار القضية الفلسطينية، دائماً ما يتهمان بأنهما أعداء للسامية كلما عبرا عن آرائهما الصريحة وهو ما تعرض له أيضاً عمدة لندن كين لفنغستون حينما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بأنه "مجرم حرب."

 يذكر أن شارون كان قد تعرض للتحقيق من قبل لجنة كاهان البرلمانية الإسرائيلية لدوره عام 1982 في تدبير مجزرة ضد الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا اللبنانيين وحملته اللجنة المسؤولية عن ذلك، ولهذا فإن وصف لفنغستون له بمجرم الحرب كان يستند على حقائق راسخة.

 غير أن الحقائق ليس لها من كثير أهمية في القاموس الصهيوني الذي تحولت فيه عبارة "العداء للسامية" إلى أداة لإخماد الأصوات الخارجة عن إمرتها في كل أرجاء العالم.

ولا أقصد بهذا القول أن العداء للسامية ليس موجوداً. بل هو موجود ولعب أدواراً معروفة طوال المراحل التاريخية وخصوصاً أيام الحروب الصليبية وخروج العرب من الأندلس والإتحاد السوفييتي وألمانيا النازية وبلغ ذروته بالهلوكوست الذي ذهب ضحيته كما يقال ستة ملايين يهودي.

تعود جذور هذه الفكرة إلى الديانة المسيحية في العصور الوسطى حين برزت فكرة أن اليهود هم المسؤولون عن الحكم على السيد المسيح عليه السلام بالموت، وهو الشيء الذي كان الفاتيكان قد اعتذر عنه قبل سنوات قليلة.

وتعرض اليهود، الذين أصبح لقبهم في أوروبا "قتلة المسيح" للتهميش طوال قرون في القارة وأصبحوا عرضة للعزلة والاستبعاد من مهن بعينها. وأدى تواصل التمييز ضد اليهود إلى تكتلهم حول بعضهم وزيادة إصرارهم على مواجهة كل العداوات. وهذا الأمر كان وراء نجاحهم في مجالات بعينها وهو ما جعلهم هدفاً لمشاعر الحسد من جانب الأكثريات الفقيرة في دولهم والتي فبركت الأقاويل القديمة عن تخطيط اليهود للسيطرة على العالم.

 ولا شك في أن اليهود المنتشرين في أرجاء العالم قد عانوا الكثير ويجب ألا ينكر أحدنا أو يحاول أن يقلل من شأن الجرائم التي تعرضوا لها. غير أن الدولة اليهودية، ومثلما هو حال من تعرض للإيذاء في طفولته، قد كبرت وأخذت تتصرف مثل المريض النفسي المصاب بالعصاب حين يدمر بدون أخلاق أو ضمير وخصوصاً في تعاملها مع الفلسطينيين واللبنانيين.

  الكتاب اليهود مغرمون بالزعم أن أعداء السامية اليوم هم العرب ويتجاهلون بكل بساطة حقيقة أن اليهود كانوا يعيشون حياة هانئة في كل أرجاء الوطن العربي حتى 1948 حين قامت الدولة الصهيونية بالقوة والعنف على أرض فلسطين.

 ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، يقول: "يجب أن نستخدم الإرهاب والقتل والترويع ومصادرة الأراضي والحرمان من الخدمات الاجتماعية لإفراغ الجليل من سكانه العرب." لكنه لم يفهم تماماً حينها أن إسرائيل بعدها بعقود ستحول الإرهاب إلى شكل فني فيما الفلسطينيون سيجعلون من المقاومة علماً من العلوم.
 

 ما هي "الصهيونية؟"

 الصهيونية كلمة عامة تشير إلى العقيدة السياسية لإسرائيل. ويقول قاموس وبستر إنها اسم "حركة عالمية كانت تهدف أساساً إلى تأسيس دولة يهودية قومية أو دينية لليهود في فلسطين ومن ثم إلى دعم إسرائيل حالياً."

 أول ما ظهر مصطلح الصهيونية كان على لسان اليهودي النمساوي ناتان بيرنباوم في 1892. غير أن تيودور هرتزل مؤلف كتاب "الدولة اليهودية" هو الذي يعتبر اليوم مؤسس الحركة الصهيونية. أما زائيف جابوتنسكي فيعرف بأنه مؤسس الجناح العسكري للصهيونية.

وبالفعل، أصبح الحلم الصهيوني حقيقة نتيجة الهلوكوست الذي أطلق موجة هجرة عارمة لليهود خارج أوروبا. إذ قبل ذلك لم يكن لدى يهود أوروبا شهية كبيرة لهجر حياتهم المريحة في أوطانهم من أجل تحقيق أحلام يريدها آخرون على أرض غريبة.

وهذا هو السبب الذي يجعل حكام إسرائيل الصهاينة يسعون لإبقاء ذكرى الهلوكوست حية ويواصلون توظيف هذه الذكريات المؤلمة باعتبارها سبب الوجود لإسرائيل. وتريد إسرائيل دوماً أن تظهر بمظهر المستضعف المهدد في وجوده وبقائه وليس الدولة العسكرية القوية مثلما هي عليه حقاً.

 في المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية الذي عقد في مدينة دوربان الجنوب إفريقية عام 2001، كتب رابي ميخائيل ملشوير الذي كان نائباً لوزير الخارجية الإسرائيلي حينها تحت عنوان "اللاسامية الجديدة" ما يلي:

"لقد حدث تغير جذري في طبيعة الصراع السياسي بين إسرائيل وجاراتها العربيات. النزاع على الأرض والحقوق التاريخية قد تحول لدى الكثيرين على الجانب العربي الآن إلى معركة وجودية على الهوية حيث أصبح الإنكار الكامل لشرعية الدولة اليهودية مكوناً مركزياً لهذه الحملة.

غير أن ملشوير قد نظر للحقيقة بطريقة مقلوبة تماماً. ففي 1969، قالت رئيسة وزراء إسرائيل حينها غولدا مائير لصحيفة صنداي تايمز: "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني... الأمر ليس أننا أتينا وطردناهم ثم أخذنا بلادهم. إنهم لم يكونوا موجودين." إن القول إن شعباً هو حتى غير موجود الآن ولم يكن موجوداً أبداً هو موقف عنصري مثلما يفهمه كل إنسان.

 بل إن خليفتها مناحيم بيغن ذهب إلى أبعد من ذلك حين وصف الفلسطينيين بأنهم "دواب ولكن بقدمين" فيما قال رئيس أركان إسرائيلي سابق هو رافييل إيتان بأنهم "صراصير في وعاء زجاجي."

 مثل هذه الأقوال الهادفة للتضليل والتقليل من شأن الفلسطينيين هي نموذج معتاد للطريقة التي يحاول فيها مسؤولون حكوميون إسرائيليون إعطاء الشرعية لإسرائيل ونزع الصفة الإنسانية عن أبناء الأرض الحقيقيين الذين لا يزال آباؤهم يحتفظون بحجج ملكية البيوت التي بناها الأجداد.
 

 العرب "ساميون" أيضاً

الحقيقة هي أننا لو بحثنا عن أكثر من يستحق تهمة العداء للسامية بالمعنى المنطقي للكلمة، لوجدنا أها ليست سوى إسرائيل، إذ يجب ألا ننسى أن العرب هم ساميون أيضاً.

 لنعود إلى قاموس وبستر مرة أخرى لنجد أن كلمة "سامي" تعني "الإنسان الذي ينتمي إلى أي من مجموعة شعوب سكنت منذ القدم جنوب غرب آسيا مثل الأكاديين والفينيقيين والعبرانيين والعرب" أو "الإنسان الذي ينتمي إلى شعب معاصر يتحدث إحدى اللغات السامية." المؤسف هو أن عبارة "اللاسامية" قد جرى اختطافها قسراً لتشير فقط إلى العنصرية التي تستهدف اليهود.

بل إن كتاباً ومفكرين يهوداً آخرين قد حاولوا جعل العداء للصهيونية مرادفة تطابق تماماً العداء للسامية. وهؤلاء يقولون إن كل من يحاول القول بأن إسرائيل دولة تفتقد الشرعية هو كاره لليهود لأنه بدون دولة إسرائيل لن يعود لليهود وجود كشعب.
 

 المعتدي يلبس ثوب الضحية

 مثل هذا الجدل يقع وقعاً طيباً على آذان الأمريكيين باعتبار أن الاستبيانات فإن قلة منهم فقط هي التي تعرف مجرد حقيقة أن إسرائيل تحتل فلسطين وليس العكس. إذ فيما وصلت هذه المعلومة واضحة وقوية لمعظم الأوروبيين فإن الإعلام الأمريكي يواجه طبقات عديدة من مرشحات الحقائق بشكل يجعل مجرد حقيقة أن إسرائيل دولة احتلال تخفى عن عيون الأمريكان.

 على سبيل المثال تلقى مذيعو ومراسلو سي إن إن مذكرة تطلب منهم لزوم الإشارة لمستوطنات إسرائيل غير الشرعية في الضفة الغربية بأنها "أحياء يهودية."

 وحين تبث التلفزيونات الأمريكية مشاهد الأطفال الفلسطينيين الذين يرشقون الأحجار وهم يتعرضون لرصاص الإسرائيليين، نادراً ما تذكر كلمة الاحتلال الإسرائيلي وحق الفلسطينيين في المقاومة. وبهذا المعنى يعطى الأمريكيون الانطباع بأن المتظاهرين الفلسطينيين ليسوا سوى مشاغبين من أقلية مثيرة للمشاكل داخل الأراضي الإسرائيلية.

 ويحرص مالكو وسائل الإعلام على عدم إزعاج أي مجموعة ما بشكل ينعكس سلباً على مصالحهم التجارية وبهذا يستطيع اللوبي المناصر لإسرائيل وآلة الدعاية الإسرائيلية ومراقبو الإعلام اليهود أن يضمنوا إفراغ القضية بمجملها من جوهرها وروحها عمداً.

 وبخلاف الفلسطينيين، فإن الحكومة الإسرائيلية شديدة الخبرة بقضايا العلاقات العامة وتعتمد على مبدأ أنك كلما كررت الكذبة أكثر كلما أصبح الناس أكثر استعداداً لتقبلها كحقيقة. بهذه الطريقة أقنعت الأمريكيين أن العرب هم أعداء للسامية بالطبيعة وأنهم يتلذذون بموت اليهود.

 الرئيس الأمريكي عزز هذا المعنى بعد وقف الأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله وذلك حين أدهش الجميع بمن فيهم الإسرائيليين أنفسهم بإعلانه انتصار إسرائيل.

 يقول بوش: "إن ما هو مثير حقاً هو العقلية. الإسرائيليون حينما كانوا يسددون على هدف ويقتلون مدنيين أبرياء كانوا ينزعجون. مجتمعهم كان يشعر بالحزن. أما حزب الله فكانوا يحتفلون حين يقتلون إسرائيليين أبرياء.

  كان خطاب الرئيس بوش مكتوباً لإيصال هذه الرسالة: إسرائيل قتلت أكثر من ألف مدني غير أنها لم تكن تقصد ذلك. أما حزب الله فقتل 40 وأقام حفلة ابتهاجاً بذلك. بمعنى آخر ليس هناك تكافؤ أخلاقي أبداً بين قتيل إسرائيلي وقتيل لبنانيين، حسبما يشير بوش، لأن إسرائيل في هذه المرة كما هو عهدها دوماً يجب أن تعطى اليد الأعلى أخلاقياً وأن تلبس لبوس الضحية الأولى. وهذه الانحياز الأمريكي الأعمى هو السبب وراء المرارة والاستياء الشديدين لدى معظم العرب.

 بل إن الكونغرس الأمريكي أشد دعماً لسياسات إسرائيل الإشكالية من الكنيست الإسرائيلي نفسه. نادراً ما نسمع صوتاً ضد إسرائيل في الكونغرس بينما نرى الكنيست موقعاً لسجال قوي ونرى الأعضاء الغاضبون يخرجون منه تحت حماية حراسهم الشخصيين.

 حين يندد أعضاء الكنيست العرب بالسياسات الإسرائيلية أثناء الحرب فإنهم لا يجازفون بمستقبلهم السياسي فحسب بل وبجوازات سفرهم أيضاً. أما هناك فنجد حتى الكثيرين من الساسة الأمريكيين العرب يصوتون بعكس ما تمليه عليهم ضمائرهم خوفاً على مستقبلهم السياسي.

 خلال المواجهة الأخيرة، سافر 22 سناتوراً أمريكياً إلى إسرائيل، فيما لم يسافر سوى سناتور واحد هو داريل عيسى إلى لبنان. ونتيجة لهذا "التطاول" وصفه أحد المعلقين الإذاعيين اليمينيين بأنه "جهاد داريل". لكن حتى عيسى نفسه لم يكن على قدر كاف من الشجاعة ليكون الصوت المعارض الوحيد في مجلس الشيوخ ضد قرار للكونغرس يساند إسرائيل ضد أعدائها في يوليو الماضي.

 إذا كان عيسى قد تعرض لوصفه بالجهادي لأنه سافر إلى أرض أجداده فما هي يا ترى تلك الأكاذيب الحاقدة التي كان سيتعرض لها لو أنه رفض أن يقف مع زملائه السناتورات مساندة للدولة اليهودية.
 

  العرب يكرهون السياسات وليس الناس

 من وجهة نظر العرب، ليس للصراع أي علاقة بالدين أو العرق بل ينحصر في موضوع الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي للأراضي الفلسطينية عام 1967 وانتهاك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242.

 هناك كذبة أخرى تشربها الأمريكيون لا بد من تفنيدها وهي أن الفلسطينيين لا يكرهون اليهود مثلما يفعل النازيون الجدد الأوروبيين وحزب الحرية النمساوي و الجبهة الوطنية الفرنسية أو الحزب الوطني البريطاني.

 وبخلاف العنصريين المتعصبين من حليقي الرؤوس الذين يشعلون الصلبان ويضعون الصليب المعقوف، فإن الفلسطينيين وهم محقون في ذلك يشعرون بالغضب نتيجة الاعتداءات والسياسات التوسعية الإسرائيلية. كما أنهم يفصلون في مشاعرهم بين اليهود والصهاينة الذين يساندون جرائم الدولة اليهودية نتيجة لدوافع أيديولوجية.

  ويوافق المنشق السوفييتي ناتان شارانسكي في مقالة له نشرت على موقع المنظمة الصهيونية العالمية على أن ما يسمى باللاسامية الجديدة هي نتيجة لدولة إسرائيل.

  يقول شارانسكي: "إن فكرة كون إسرائيل أحد أهم أسباب ظهور اللاسامية، إن لم تكن السبب الرئيسي لها، قد كسبت مزيداً من القبول. والعالم، كما يخبرنا الأصدقاء والأعداء على السواء، يزيد كرهه لليهود لأن كرهه لإسرائيل يزداد."

 ويضيف: "بالتأكيد هذا ما كان يدور في ذهن السفير البلجيكي حين أخبرني أثناء زيارته لي بأن اللاسامية ستنتهي في بلاده عندما لا يعود البلجيكيون يرون على شاشات التلفزيون صور اليهود الإسرائيليين وهم يقمعون الفلسطينيين العرب."

   غير أن قادة إسرائيل وبدلاً من محاولة وضع حد لنمو تصور عالمي بأن إسرائيل هي الطرف الشرير وذلك بالجلوس على طاولة السلام وإرساء دولة فلسطينية على أساس من العدالة والإنصاف، فهم يفضلون مواصلة التمترس وراء القوة العسكرية والاستيلاء على الأراضي والصراخ مطلقين تهم اللاسامية على الآخرين.

 لكن لخيبة إسرائيل، فإن لهذا التكتيك فترة صلاحية محدودة العمر. فالناجون من الهلوكوست يتناقصون يوماً بعد يوم بعل الزمن. وفي غضون سنين قليلة بالكاد ستعرف الأجيال الأصغر شيئاً عن كريستالناخت ولن يجدوا شيئاً يربطهم بها على نحو ما كان آباؤهم. ومع ذويان الذاكرة، سيتراجع إحساس الأوروبيين بالذنب، وحينها لن يعود للإسرائيليين مكانة أو معاملة خاصة.

 على المدى الطويل ستقف إسرائيل على قدم المساواة مع غيرها وحينها ستظهر على أنها دولة معربدة. وحينها ستبدو تهمها للطيبين والشرفاء بالعداء للسامية تهماً جوفاء. أما بالنسبة للفلسطينيين الذين يبقي الآخرون بلاءهم عامدين بعيداً عن نور الحقيقة لئلا يثيروا حفيظة "إسرائيل الصغيرة المسكينة" فلا أعرف متى يأتي ذلك اليوم
 

على | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289

 

 
 

الصفحة الرئيسيـة

كلمة رئيـس مجلـــس الإدارة

اسـرائـيـل و تسـيـيـس...

تحيـــة الى لبنـــان

التمـويل الا سـلامـي

متى يعـلم الامريكـيـون.....

أســتـون مارتـن

فـريا شتـارك

السكـر

العـبقـرية الـبشـرية

عـثمان بن عـفان

هـاجـــر

سـوقـطرة

كـأس عــالـمي

الحـبـتـور لـلمشاريع...

أخــبـار الحـبتــور

مـــن نحــــــن

الأعـداد المـاضيـة

اتصلـوا بنـا