تستعد دبي للظفر ببطولة عالمية أخرى وذلك حين يستضيف نادي دبي الدولي للرياضات البحرية الجولتين الختاميتين من بطولة العالم للزوارق السريعة الفئة الأولى نهاية العام الحالي.  

وانطلاقاً من مفهوم مشابه لذلك الذي كان وراء فكرة تنظيم أغلى سباق للخيل في العالم، وهو "كأس دبي العالمي" الذي يستضيفه مضمار ند الشبا لسباقات الخيل، تتضمن بطولة العالم للزوارق السريعة الفئة الأولى قبالة شاطئ نادي دبي الدولي للرياضات البحرية جولتين في النصف الثاني من ديسمبر المقبل.

فكرة تنظيم بطولة عالمية للزوارق السريعة كانت من اقتراحات سعيد حارب، العضو المنتدب في نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، وهو أيضاً منسق سباقات بطولة العالم للزوارق السريعة الفئة الأولى في الاتحاد الدولي للرياضات البحرية. سعيد حارب، وهو نفسه رياضي سابق في منافسات الزوارق السريعة، يشير مباشرة إلى "... فكرة منافسة عالمية هنا على شواطئنا..." بعد حدوث تغييرات مهمة في طرقة إدارة هذه الرياضة مؤخراً.

 يقول حارب: "الفكرة هي إطلاق منافسة فريدة وأصيلة تشهد مشاركة أفضل متسابقي الفئة الأولى في العالم للتنافس على الظفر بكأس دبي العالمي."

ويضيف متسائلاً: "لدينا الزوارق التي تنافس في البطولات الأوروبية والشرق أوسطية. فلماذا لا نطرح مفهوماً جديداً لمنافسة مستقلة للفوز بكأس عالمي في دبي؟"

ولعل أكثر أوجه سباقات الفئة الأولى في الإمارات نجاحاً كان الدعم المتواصل من جانب الرعاة لهذه الرياضة منذ انطلاقتها عام 1990. يقول حارب شارحاً الشعبية المتزايدة لسباقات الفئة الأولى في الإمارات: "لم تتغير أبداً ثقة الشركات الكبرى مثل طيران الإمارات وسوق دبي الحرة بنا وبما نفعله من أجل الترويج لدولة الإمارات عبر سباقات الفئة الأولى باعتبارها وسيلة لتحقيق هذه الغاية... كما أن حكومة دبي كانت دوماً معنا ودعمتنا في كل خطوة قمنا بها."

ويؤكد قائلاً: "الأمر لا ينحصر في كونه رياضة فحسب... إنه امتداد لرؤيا دبي التي نشترك بها مع الرعاة والحكومة."

يذكر أن التطور الأخير الذي شهده برنامج البطولة لعام 2006 وهو إلغاء جولة فرنسا للجائزة الكبرى في كان التي كانت تقام في الأسبوع الأول من أكتوبر، قد جعل فكرة "كأس دبي العالمي" الجديدة هذه أكثر جاذبية من ذي قبل.

في العادة، يتضمن البرنامج السنوي للاتحاد الدولي للرياضات البحرية لسباقات الفئة الأولى عشرة سباقات تقام في عدة أماكن حول العالم تبدأ بالمياه الأوروبية وتختم هنا في دبي بالسباقين النهائيين. وبرنامج 2006 لن يختلف عن ذلك.

لكن مع إلغاء سباق كان، تعاظمت طموحات سعيد حارب بتنظيم بطولة كأس دبي العالمي.

وعن ذلك يقول: "ربما نفكر بتنظيم ثلاثة سباقات بدلاً من إثنين. فقد كانت دبي عادة هي التي تستضيف الجولة النهائية لبطولة الفئة الأولى... وبطرحنا لفكرة كأس عالمي الآن، سيكون الوسط الرياضي العالمي أكثر استعداداً لتشجيع مناسبة رياضية عالمية أخرى في دبي."

أتت فكرة كأس عالمي في دبي نتيجة لبعض التغييرات الهامة في طريقة تنظيم الرياضة نهاية الموسم الماضي. وأياً كانت النتائج السلبية لهذه التغييرات، فإن سباقات الزوارق السريعة أصبحت على وشك أن تشهد قفزة هائلة عقب التطورات التي طرأت على هذه الرياضة مؤخراً.

وقد شهدت الجولة الرابعة لهذا الموسم في أرندال بالنرويج يوليو الماضي وصول الخلافات بين الاتحاد الدولي للرياضات البحرية وهو المنظمة المسؤولة عن هذه الرياضة، ومختلف الفرق والإدارات إلى ذروتها. ولإنهاء هذه الخلافات، فقد وافقت الجهات المسؤولة عن الرياضة على تشكيل مجموعة جديدة تدعى مجموعة عمل الاحترافية تكون مهمتها إدارة سباقات الزوارق السريعة الفئة الأولى وفورمولا واحد.  

قضية عادلة

دائماً ما كان سعيد حارب منسق سباقات الفئة الأولى في الاتحاد الدولي للرياضات البحرية مدافعاً قوياً عن القضايا المهمة. فنتيجة لاستيائه بسبب طريقة التطبيق غير المفهومة للأنظمة من جانب الجهات المسؤولة في الاتحاد الدولي للرياضات البحرية، تنحى عن منصبه بداية الموسم الحالي طالباً من هذه المنظمة إظهار بعض الإنصاف في أنظمتها في سياق تعاملها مع الفرق. كما أثار سعيد حارب، وهو أيضاً العضو المنتدب في نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، مجموعة من الأسئلة حول تطبيق الأنظمة خلال موسم 2005.

الاتحاد الدولي للرياضات البحرية زعم من ناحيته أنه ليست هناك أي أخطاء وظل ملتزماً بموسم 2006 الذي يفتتح بسباقين في قطر. وأصر الاتحاد الدولي على موقفه مما دفع سعيد حارب لاتخاذ خطوة أخرى والتهديد بالانفصال التام عن سباقات الفئة الأولى من جانب المنظمين في نادي دبي الدولي للرياضات البحرية فوراً.

وقد حصل حارب في موقفه هذا على دعم كل الفرق المشاركة وعبرت له عن موافقتها المبدئية على الانفصال عن الاتحاد الدولي للرياضات البحرية وتنظيم منافسة جديدة موازية، الأمر الذي حدا بأعلى الهيئات الدولية، وهي الجمعية الدولية للفرق البحرية، للتدخل والتوسط في التوصل لحل ينقذ هذه الرياضة من انشقاق لن يكون جميلاً عن الاتحاد الدولي للرياضات البحرية وذلك عقب اجتماع عقد في النرويج في يوليو 2006. كما أن ذلك الاجتماع مهد الطريق أيضاً أمام سباقات الفئة الأولى والفورمولا واحد ليحاول وضع برنامج جديد مع مجموعة العمل الاحترافية.     

بوجود مجموعة العمل الاحترافية ستقام سباقات الفئة الأولى والفورمولا واحد بشكل مستقل عن الاتحاد الدولي للرياضات البحرية حيث سيشرف الأعضاء الأربعة الذين يشكلون المجموعة على عملية اتخاذ القرارات وتطبيق الأنظمة والإدارة العامة لشؤون الرياضة.

تتكون المجموعة من يوغور إيسيك في منصب الرئيس ونكولو دي سان جيرمانو في منصب مدير الدوري بالنسبة للفورمولا واحد وسعيد حارب في منصب ممثل الفئة الأولى وماركو سالا في منصب الأمين العام. يقول حارب: "هدفنا الأول كان ضمان عدم التسبب بأي آثار سلبية لدوري السباقات. وبالفعل فإن تشكيل مجموعة العمل الاحترافية قد نجح في رفع سوية اللعبة إلى مستوى أعلى."

وفيما لا تزال هناك ثلاث جولات على اختتام البطولة يبدو فيكتوري 77 الآن قادراً على استعادة اللقب العالمي إلى دبي بعدما فارقها لبضع سنوات.
 

رياضة مستدامة

مع التغييرات الجديدة التي ستطرأ على اللعبة، أصبح سعيد حارب شديد الثقة بأننا نقف على أعتاب مرحلة جديدة. وهو يستشرف حقبة جديدة نشطة تشهد توازناً في الأنظمة وخصوصاً فيما يتعلق بتطبيق متسق للقواعد بالتوازي مع جعل اللعبة أكثر قدرة على استدامة نفسها بالنسبة للرعاة. ويقول: "نريد أن نجعل هذه الرياضة ممتعة للجميع. ونريد أن نكون أكثر براعة في الجانب الإعلامي وأكثر جاذبية للجمهور."

غير أن هذا الهدف لا يزال يبدو أمراً بعيد المنال بالنسبة لرياضة لا يزال على المتنافسين بها الاعتماد على ميزانيات باهظة. يقول حارب: "أعلم أن هناك انطباعاً بأن الفرق والسائقين يحتاجون إلى مبالغ طائلة طوال الموسم. غير أننا نريد تغيير هذه الحال بإدخال عنصر الحرفية."

ويعتقد حارب أن جعل سباقات زوارق الفئة الأولى في متناول الإنسان العادي أمر بالإمكان تحقيقه. ومن بين الأشياء التي تثبت ذلك هو أن منظمي هذه السباقات شهدوا بالفعل الميل القوي لدى المتحمسين لهذه اللعبة في مناسبات عديدة. ويقول بنبرة واثقة: "إذا ما تمكنا من إرساء قواعد المساواة والمنافسة العادلة في سباقات الفئة الأولى فسنتمكن من جذب مزيد من المتنافسين في المستقبل القريب."

"يجب أن تكون القواعد واضحة كما أن الفرق والسائقين بحاجة لتطمينهم بأن هذه القواعد سيجري تطبيقها وفق معايير واحدة على كل المعنيين بخلاف ما كان يحدث في السابق."

لم تكن المرحلة السابقة مثالية لهذه اللعبة، فقد تعرضت سباقات الفئة الأولى لنكسات نتيجة الخلافات الدائمة بين الفرق والاتحاد الدولي للرياضات البحرية وهو الهيئة المسؤولة عن تنظيمها. ويري حارب إجراء تحسينات عامة على اللعبة الآن.

وعن ذلك يقول: "هناك الكثيرون ممن يريدون الالتحاق بعالم سباقات الفئة الأولى. غير أنه لم يسمح لهم بذلك نتيجة للمهاترات التي سادت أوساط سباقات الفئة الأولى والفورمولا واحد في الفترة الأخيرة. نحن لا نريد للناس أن يتركونا. بل نريد إشراكهم في سباقات الفئة الأولى والفورمولا واحد. ولهذا أرى المستقبل مشرقاً."
 

اعتماد نموذج الفورمولا واحد

تريد مجموعة العمل الاحترافية أن تعتمد الطريق المجربة لسباقات سيارات الفورمولا واحد في سعيها لتطوير سباقات الزوارق السريعة الفئة الأولى والفورمولا واحد. وستكون البداية عبر التركيز على العنصر الذي أثبت نجاحه وهو الحرفية، وهو شيء لا يزال بعيداً عن الفرق المشاركة.

"إنهم يضيعون قدراً كبيراً من وقتهم في مناقشة القواعد والأنظمة بدلاً من التركيز فقط على خوض السباقات والفوز."

 "إن متسابقاً مثل مايكل شوماخر لا يفعل شيئاً آخر سوى المنافسة في السباقات. ليس عليه أن يشغل باله بكيفية تطبيق القواعد أو أداء إستراتيجية الفريق. ليس عليه سوى أن يتسابق ويترك كل ما عدا ذلك للمختصين المحترفين."

ويشعر حارب أن أحد الأشياء التي تشغل بال المتسابقين هو مسألة الالتزام الصارم بالقواعد التي تحكم اللعبة. عن ذلك يقول: "نريد أن يغير السائقون عقليتهم وطريقة تفكيرهم.  نريد منهم أن يركزوا على مستقبل اللعبة وعلى الفوز في السباق فقط كلما أمسكوا بمقود الزورق."

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور | جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289