بقلم: سانغيثا سواروب

ربما كانت أبوظبي بطيئة في اللحاق بركب بيع العقارات , إلا أنها عندما قررت أن تضع بصمتها في السوق , قامت بذلك بدون تردد أو خوف. بل بالعكس , فقد قفزت عاصمة الإمارات قفزات عملاقة في هذا المجال حين وضعت قوانين للتملك  في الصيف الماضي . كما أنهاوضعت  نفسها في مركز الريادة في الدولة من حيث  تشريع قوانين التملك بقصد الاستثمار. إن المرسوم الذي  وضع في آذار السنة الماضية و الذي يسمح لمواطني الدولة  ببيع و شراء الأرض بعد امتلاكها مدة خمسة سنوات , يعد نقطة تحول هامة . بعدها  أسست  الحكومة مكتب تسجيل للأراضي في إدارة البلديات و الزراعة , و في آب 2005  صدر قانون يحق بواسطته أن يتملك الأجانب في قطاعات محددة.

بالرغم من أن سوق تطوير الأملاك في أبو ظبي  ما يزال في مراحله الأولى, إلا أننا لا ننكر أن نفاذ البصيرة في سن القوانين الملائمة لذلك  قد حرر الإمكانيات الكامنة.

من المؤكد أن المنطقة العربية تتزعم  الآن مشاريع تطوير العقارات و التي تتجاوزالمستوى الأفضل عالميا من حيث الحجم و المدى و الاستثمار.

و تعمل الحكومات بقوة من أجل تنويع الاقتصاد , لذلك فإن الاستثمارات الضخمة توجه إلى قطاعات متنوعة خاصة العقارات.

إن الإمكانات الهائلة للتطوير في المنطقة ليست قصة وهمية  , و الحقيقة أن شهية الناس للتملك فيها تشهد على صحة ما نقول  بما تلاقيه هذه المشاريع من رواج و بيع بالكامل بما فيها المشاريع الموجودة  في أبو ظبي .

 تعد أبو ظبي سوق العقارات الثانية في المنطقة بالنسبة للخبراء و المستثمرين على حد سواء, حيث أن توظيف البلايين من الدولارات في هذه المشاريع يهدف إلى تحقيق أمنيات مجموعات متنامية من الأغنياء في أسلوب حياة حديث ,  يساعد على ذلك بروز أبو ظبي  كمركز للأعمال و السياحة  , مما سيحفز ويعزز  النمو في هذا القطاع .

.إذن فنحن لا نفاجأ حين نعرف أن الإمارة قد أطلقت عدة مشاريع ضخمة تقدر بتريليون درهما أي ما يعادل 270 مليون دولار , للسنوات المقبلة. و تقدر قيمة العطاءات للسنة القادمة وحدها 10و نصف بليون يورو.

مما لا شك فيه أن الاتجاه الجديد لتطويرالاقتصاد ملائم جدا للوصول إلى مستوى عال و قابل للنمو  في السنوات القادمة. و تلعب المعالم الطبيعية دورا هاما  في اقتصاد الإمارة , فمياه المنطقة كانت مشهورة بأنها أفضل مغاصات اللؤلؤ كما  اشتهرت بصيد السمك أيضا. إلا أن الغوص  هزل و ذوى عند اكتشاف النفط سنة 1958 و الذي تمتلك أبو ظبي 80% من احتياطي الإمارات و يشكل 12% من الاحتياطي العالمي .

كما تتمتع أبو ظبي  بنعم طبييعية أخرى, منها الجزر الكثيرة و الشواطىء الواسعة التي تمتد أكثر من 400 كم . و بما أن هناك  ميل  عالمي إلى استثمار الواجهات البحرية الجديدة  في أماكن جديدة , تجد أبو ظبي نفسها قادرة على تقديم كل ما يرغبه الشاري المتحمس. و ستشهد الجزر في السنوات العشر القادمة حركة نشاط عالية في  سوق العقارات حيث ستكون المنتجعات و أحواض رسو السفن و الكثير الكثير مما يتبعهما.

 هناك مشروع جديد على الواجهة البحرية قيد الإنشاء يستأثر بعناوين الصحف و يكسب اهتماما متزايدا في أبو ظبي ؛ إنه المشروع الذي تبنيه شركة الحبتور للمشاريع الهندسية والذي يكلف 223 مليون درهم . بهذا المشروع التطويري الخاص و الذي يتكون من 236 فيلا و بيت , تكون شركة الحبتور للمشاريع الهندسية قد أضافت رونقا و جمالا في أفق المدينة و نصرا آخر في أفق أعمالها.

حصلت الشركة على المشروع في آب 2005 و هي المسؤولة عن تصميم و إنشاء الفلل للشيخ منصور بن زايد أما إدارة المشروع فتقوم به مجموعة مورغانتي و المكتب الهندسي الكويتي              كإستشاريين.

يقول مازن أبو خيط , مديرمشروع تطويرالواجهة البحرية السكني في مدينة الضباط في أبو ظبي: كان ينظر إلى بيوت الواجهة البحرية على أنها أماكن لتسلية العائلة و الاسترخاء وليست استثمارا . و لأن الواجهات البحرية كماليات محدودة , صار الطلب عليها أكثر بكثير من العروض المتوفرة .

ويقول : تزداد شعبية هذه المناطق لأنها بعيدة عن ازدحام المدينة فبيئتها صحية و هواؤها نقي و أجواؤها لطيفة, و كل إمكانات الاستجمام متوفرة .

ثم يضيف : لهذه البيوت ميزات منها  استطاعة الإجازة و أنت في حديقتك الخلفية , أو تأجيرها فتزيد من دخلك, أو اعتبارها ملاذا للتقاعد .

مساحة المشروع 130306 مترا مربعا و قد بدأ البناء في 6 حزيران 2005 , و يشمل 236 فيلا , و حوضين سباحة للبالغين و حوضين للأطفال , ناد , ملعبين لكرة السلة , ملعبي تنس, بنائين للخدمات و الموظفين , ترتيب و تزيين الحدائق و سور خارجي. و سينتهي العمل في كانون الأول 2006  و هو وقت قياسي  : 18 شهرا أو 562 يوما .

ويشرح أبو خيط قائلا : بالإضافة إلى الفلل هناك 70 وحدة سكنية فيها غرفتا نوم , و 98  فيها ثلاثة و 64 أربعة .

 إن المشروع مقسم إلى خمسة مناطق لتسهيل إدارته  و إتمام الأعمال في وقت واحد . و يقول أبو خيط: تقسم الفلل إلى أربعة مناطق  والمنطقة الخامسة ستحوي ناديا , ملاعب رياضة  و تنس , أحواض سباحة , ملاحق , محطات كهربائية,مسجدا ,أسوارا و البنية التحتية.

كل الفلل مبنية على ركائز يصل عددها إلى 3000 ركيزة , أما الجدران فمسبقة الصنع .

 يقول أبو خيط: أعمال البناء و التشطيب تسير سويا. و البيع سيكون قبل التسليم مباشرة. الأعمال الحالية مكونة من الأعمال التحتية والفوقية و الخارجية و التشطيب .

إن الالتزام الصارم بالوقاية و التسليم في الوقت المحدد كانتا دائما عماد شركة الحبتور للمشاريع الهندسية و يعتقد أبو خيط : إن الوقاية تشكل أولويات الشركة و قد اتخذت كل التدابير اللازمة لذلك في كل مواقع العمل . كما أن إنتاجية الموارد و الاحتفاظ بالزبون ونوعية الخدمات و المنتج و الابتكار تشكل دمغات هذه الشركة حيث الموظف يأتي في الدرجة الأولى.

و يكمل : نرجو أن نرى في المستقبل التحاما أكبر في التنسيق بين فروع البناء و تأكيدا أكثر على السرعة في تحضير المواد و الرسومات .

إذا ما أخذنا بعين الاعتبارحجم و مجال المشروع سنجد أن شركة الحبتور للمشاريع الهندسية لجأت إلى تقنيات متقدمة في صنع الإسمنت المصبوب لتوفير المال و الوقت . و في هذا الصدد يقول أبوخيط : لقد عززنا التنسيق بين فروع العمل المختلفة مما عجل في إنجازه.

البلاطات مسبقة الصنع و الأعمدة و الأسطح السيراميكية و الأرضيات و الدرابزونات و غيرها تشكل جزءا لا يتجزأ من المواد المستخدمة في المشروع. كل فيلا لها ردهة ذات تصميم مميز وسقوف مصنوعة من الجفصين , و أرضيات سيراميكية و خزائن في المطبخ و غرف النوم . أما ما يعتبر جديدا فهو لوحات الإسمنت الخارجية المقواة بالزجاج و التعريشة خلف المبنى. كل البيوت شيدت بحيث يكون استخدام المساحات الداخلية سهلا إلى أقصى الحدود كما أن  التشطيبات لها دمغة راقية مما يجعلها أكثر جاذبية للمشتري.

إن التعديل المستمر في العمل حتى يتلاقى مع أهواء و أمنيات المشتري يجعل هذه الصناعة ناجحة . و كما يقول أبو خيط أيضا  في هذا المجال : لأن المشاريع المتنوعة لا بد أن تناسب المتطلبات المختلفة و المتغيرة و المتطورة للمشترين .

إن تطويرالسكن في الواجهات البحرية هي توليفة متكاملة لتجربة غير عادية في الحياة . يقول أبو خيط هنا : كل مقيم عندنا سيتمتع بكل ما نوفره له من مناظر خلابة و رياضات متنوعة و نواد مختلفة و وسائل الراحة و الاستجمام .

هذه العقارات هي استثمار جذاب لكل من يريد امتلاك بيت خاص ذو طابع مميز. و كما ينهي أبو خيط كلامه فيقول : لا مجال للشك  بأن هذه تشكل تجربة فريدة في حياة ملاكي البيوت في العالم . فبتقديمنا للساكن كل عناصر التصميم الحديث و التشطيب الراقي إنما نزيد قيمة كبيرة لأسلوب حياته حيث سيشعر أنه محط أنظار الجميع .