Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور هـاجـــر كلمة رئيس مجلس الإدارة

 

الصفحة الرئيسيـة

كلمة رئيـس مجلـــس الإدارة

اسـرائـيـل و تسـيـيـس...

تحيـــة الى لبنـــان

التمـويل الا سـلامـي

متى يعـلم الامريكـيـون.....

أســتـون مارتـن

فـريا شتـارك

السكـر

العـبقـرية الـبشـرية

عـثمان بن عـفان

هـاجـــر

سـوقـطرة

كـأس عــالـمي

الحـبـتـور لـلمشاريع...

أخــبـار الحـبتــور

مـــن نحــــــن

الأعـداد المـاضيـة

اتصلـوا بنـا

بقلم/ ليندا هيرد

"بمقدورهم قصف بيوتنا لكنهم لن يتمكنوا من كسر إرادتنا،" هذا ما كان يقوله شاب وهو يصرخ ويقف متحدياً على بقايا ما كان بيته في جنوب بيروت. نعم، لقد كان محقاً تماماً. فطوال الهجمة الإسرائيلية على لبنان أظهر الشعب اللبناني منتهى التماسك والتعاضد والشجاعة.

من كان يصدق أن بلداً يتسم بهذا القدر من التنوع الديني والطائفي وسبق له أن عانى من حرب أهلية طوال سنوات يستطيع أن يتماسك بهذا القدر من الانسجام حين مواجهة عدو مشترك.

  بالتأكيد لم يكن الإسرائيليون يتوقعون ذلك وهذه الحسابات الخاطئة هي التي كانت وراء الحرب التي كانوا هم من اختارها. وعن ذلك يقول عنصر سابق في جيش لبنان الجنوبي المتعاون مع إسرائيل ويعيش الآن في شمال إسرائيل، يقول في صحيفة جيروزاليم بوست: "إن كل ما نجحت إسرائيل في فعله هو تحويل كل الشعب اللبناني إلى مؤيدين لحزب الله."

 كانت تلك الحرب كما يقول المحقق الصحفي الشهير سيمور هيرش في مجلة نيويوركر، قد تم التخطيط لها في واشنطن الربيع الماضي لتكون تمهيداً لضربة استباقية أمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

 وهذا يعني أن المطلوب كان تحييد حزب الله الذي يقال إنه يتمتع بدعم مالي من طهران بحيث تتم حماية أمن إسرائيل من رد الشيعة في لبنان على هذه الضربة.

 وبعد أسر حزب الله لجنديين إسرائيليين وقتله لثمانية آخرين في 12 يوليو، وهو العمل الذي وصفته السعودية ومصر والأردن بأنه مغامرة متهورة بداية الأمر، ردت إسرائيل بقصف محطات الطاقة والبنى الأساسية الأخرى في لبنان.

 نفذت إسرائيل كل هذا التدمير ضد لبنان رغم علمها بأن لا علاقة للحكومة ولا للشعب في لبنان بأفعال حزب الله وهو ما استحقت عليه إدانات المجتمع الدولي باستثناء المشتبهين المعتادين وهما الولايات المتحدة وبريطانيا، الدولتان الوحيدتان اللتان رفضتا دون حياء الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار.

 وحتى حينما كانت جثث الأطفال الذين لا يزالون متشبثين بدماهم أو بأعناق أمهاتهم تسحب من تحت الأنقاض، كان المتحدثون الرسميون باسم الحكومة الإسرائيلية يردون على هذه المشاهد كاذبين بالقول إنهم لا يفعلون سوى مساعدة الحكومة اللبنانية على فرض سيطرتها على كل أراضي الدولة.

 دان حالوتز، رئيس هيئة الركان الإسرائيلي، هدد لبنان بإعادته عشرين عاماً للوراء. وتزيفي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية، أطلقت تحذيرها المشؤوم من أن "قواعد اللعبة قد تغيرت."

 الكثيرون من المحللين وجدوا هذه البيانات المعربدة غريبة، بل وأكثر غرابة حين كانت إسرائيل تقصف مناطق مسيحية مثل الأشرفية وجونية التي لا علاقة لها بحزب الله. ما معنى معاقبة بلد بأكمله على أفعال ميليشيا طائفية تتحرك في الجنوب؟

  لقد اعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد إيهود أولمرت وجناحه حامل الزهور سابقاً عمير بيرتز، اعتقدا أن التدمير الشامل سيحرض الشعب اللبناني ضد المقاومة الشيعية. ولنا أن نتخيل حجم مفاجأتهم حين كان لأفعالهما الأثر المعاكس تماماً لما أراداه.

  وبالفعل، أظهرت استطلاعات الرأي المحلية أن 87 في المئة من اللبنانيين أيدوا حزب الله. كما أن سوريا فتحت حدودها دون حساب أمام النازحين الهاربين من القصف وقدمت لهم المأوى والطعام.

 العائلات المسيحية رحبت بعائلات الشيعة النازحين في بيوتها الجبلية ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين استوعبت من فقدوا بيوتهم فيما قرعت أجراس الكنائس في كل لبنان بعد كلمة حسن نصرالله زعيم حزب الله على التلفزيون.

  ومثلما فعل الشعب اللبناني، أظهر الساسة اللبنانيون قدراً نادراً من التضامن وراء المقاومة. ولم تكن هناك سوى استثناءات نادرة أبرزها الزعيم الدرزي وليد جمبلاط الذي شن من معقله الجبلي هجومه على نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد الذي تغنى منتشياً بالنجاح العسكري لحزب الله.

 وقال جمبلاط متحدثاً عبر تلفزيون المستقبل في ذروة المواجهة يوم 29 يوليو إنه مهما حدث فسيخرج حزب الله منتصراً، فلمن سيهدي حزب الله انتصاره؟ هل سيهديه للدولة اللبنانية، لاحترام القرارات الدولية، لاتفاق الطائف؟ أم أنه سيهديه للنظام السوري والمحور الإيراني السوري، وفي تلك الحالة سنتحول إلى أرض محروقة وملحقة بسوريا وإيران؟

 غير أن نصرالله بذل جهوداً مضنية لتقديم حزبه باعتباره ميليشيا لبنانية أولاً وأخيراً وللتشديد على الحاجة للوحدة الوطنية. وفي إحدى المناسبات أشار على الشعب اللبناني ألا يخرج للشوارع للتظاهر ضد الإسرائيليين. وكانت غايته من وراء ذلك حرمان العملاء الوصوليين من الموالين لأمريكا وإسرائيل من فرصة إشعال نار الفتنة الطائفية.

 وبعد وقف العمليات الحربية التي نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، حرص نصرالله على عدم التمييز بين الطوائف لدى دفع الأموال النقدية لأصحاب البيوت المدمرة لتعويضهم بقيمة إيجارات وأثاث لبيوتهم.

 أما رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، الذي أتى لرئاسة الحكومة على ظهر "ثورة الأرز" التي حركتها أمريكا، والذي وجد نفسه في مواجهة المكانة الشعبية البطولية التي حصل عليها نصرالله في لبنان والخارج، فقد اتخذ موقفاً تصالحياً حكيماً وصل حد شكر المقاومة في أحد خطاباته.

 كما أن رئيس الجمهورية إيميل لحود، المسيحي الموالي لسوريا، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، زعيم حركة أمل الشيعية، فقد كان موقفهما المتوقع هو تأييد حزب الله طوال المواجهة.

 وحرص سعد الحريري، السياسي الموالي للغرب ووريث رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، فقد أحجم بدبلوماسية عن توجيه النقد لحزب الله وعبر بدلاً من ذلك عن استيائه من دمشق.

 السنيورة ولحود وبري والحريري وبمساعدة نصرالله تمكنوا معاً من الحفاظ على بلدهم المنكوب موحداً، وترفع الجميع عن الصغائر في وقت كان فيه البلد يستيقظ كل يوم على مأساة جديدة.

 كنا نشاهد غير مصدقين كيف أن العائلات التي صحت على فقدان بيوتها وأحياناً أبناءها وهم يلوحون بالأعلام اللبنانية أو يرفعون إشارات التحدي. كانت الأمهات الثكلى بأبنائها من المقاتلين يحبسن الدموع ليقلن إنهن مستعدات للتضحية بالأبناء الباقين إن احتاج الأمر. هذه المواقف الغيرية النبيلة هي قطعاً دروس في الإنسانية والأصالة لنا جميعاً.

  كان وليد جمبلاط مخطئاً حين قال إن لبنان سيخرج منتصراً من الحرب. أكثر من 1000 لبناني سقطوا قتلى، وثلثهم من الأطفال. كما أن حوالي مليون لبناني نزحوا عن ديارهم وفقدت حوالي 15 ألف عائلة بيوتها.

 أضف لذلك أن الاقتصاد اللبناني عاد عقداً كاملاً للوراء ويحتاج الآن إلى 3.6 مليار دولار لإعادة الإعمار. ومن المؤكد أن إعمار البيوت المدمرة ستكون مهمة أسهل من استعادة ثقة المستثمرين.

 النتيجة هي أن أحداً لم ينتصر. إن سألنا عما إذا كان لبنان قد استفاد من هذه الحرب، فإن الجواب المؤكد هو "لا."

 وقد اعترف نصرالله بنبرة نادمة في لقاء تلفزيوني مع التلفزيون الجديد بعد فترة من سريان الهدنة بأنه لو عرف مقدماً بأن إسرائيل ستكون بهذه البربرية في استهدافها للمدنيين لما كان وافق على أسر الجنديين الإسرائيليين. وقال إن كل ما أراده هو تبادل للأسرى على نحو ما حدث مرات عدة في الماضي.

 وأوضح بجلاء أنه على الرغم من الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة التي تهدد وقف إطلاق النار الهش ليست لديه النية لخوض جولة ثانية.

  إن تخلي حزب الله طوعاً عن مواقعه التي تحاذي منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها وإحجامه عن التحرك فيما كانت مجموعات من الجيش الإسرائيلي تنسف بعضاً من تحصيناته القوية تحت الأرض يعنيان أن بالإمكان الوثوق بكلام نصرالله.

 ومع تدفق ما سيصل إلى 15 ألف جندي من القوات الدولية، اليونيفيل، خسر لبنان مرة أخرى جزءاً من استقلاله العزيز الذي كان قد استعاده بعد 23 عاماً حينما انسحبت إسرائيل عام 2000 وتلا ذلك الانسحاب السوري العام الماضي.

 وبالفعل، أياً كان معيار "النصر" الذي استطاع أن يحققه حزب الله فقد تم تجريد لبنان منه حين وقع على قرار مجلس الأمن الدولي 1701 المنحاز بشدة لصالح إسرائيل.

 ولو استطاعت أمريكا وإسرائيل لاستصدرتا قراراً آخر من مجلس الأمن الدولي. وكان هذا القرار سيخول قوات اليونيفيل بنزع سلاح حزب الله وإقامة مواقع لها على الحدود اللبنانية السورية لضبط تهريب السلاح رغم أن من المشكوك فيه أنها ستنجح بذلك.

 لكن إن فعلت فستكون بداية كارثة أخرى للبنان حيث ستطلق شرارة خلاف طائفي جديد وستضع حداً للعلاقات اللبنانية السورية.

 وقد سبق لبشار الأسد أن قال بالفعل إنه سيعتبر وجود أي قوات أجنبية على الحدود السورية "عملاً عدائياً" وإنه ستغلق المعابر الحدودية قاطعاً بذلك الطريق الوحيد الذي يصل لبنان براً بالعالم. وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى أن نشر قوات دولية بين دولتين تجمعهما علاقات ودية سيكون أمراً لا سابقة له.

على الرغم من الخسائر الفادحة، بشرياً ومادياً، فقد خرج الشعب اللبناني من هذه المحنة مستعيداً الإحساس بالوحدة والكرامة الوطنية. أما الإسرائيليون فليس بمقدورهم زعم ذلك.

 أولمرت وبيريتز وحالوتز، المتهمون بانعدام الكفاءة، يصارعون الآن لإنقاذ حياتهم السياسية. ويقول اليمين بأنه كان عليهم تنفيذ خطة قتالية أكثر قسوة. أما اليسار فيشعر بالحرج من حجم الدمار الذي تعرض له المدنيون اللبنانيون. والمتطرفون ينتظرون الفرصة لمعاودة الهجوم. وحوالي 67 في المئة من الإسرائيليين يريدون أن تتخلص الساحة السياسية من هؤلاء جميعاً.

 وتصل حدة السخط في إسرائيل إلى أعلى مستوياتها بين جنود الاحتياط الذين يقولون إنهم أرسلوا إلى المعركة بدون أن يكون لديهم القدر المناسب من معلومات الاستخبارات و التدريب والعتاد والأهداف العسكرية الواضحة. ويقولون إنهم تركوا في الميدان دون طعام أو ماء مما أجبرهم على الشرب من معالف الدواب في المزارع أو من مطرات القتلى بين مقاتلي المقاومة.

هؤلاء يقولون إن ضباطهم أخبروهم بأنهم سيواجهون ميليشيا بدائية مهلهلة غير أنهم اصطدموا في الواقع بقوة عالية التدريب ومزودة بأسلحة متطورة تتضمن صواريخ خارقة للدبابات. ويتحدثون عن أنهم أرسلوا للوديان مثل الأهداف الثابتة كما يتحدثون عن الأشجار التي تتحرك بغتة وعن القدرة العجيبة التي لدى المقاومة لمعرفة كل تحركات الإسرائيليين مقدماً.

 إن المرء ليتعجب من قدرة الرئيس بوش على عدم الضحك أو الابتسام والإبقاء على تعابير وجهه طبيعية وهو يمتدح الانتصار العسكري الإسرائيلي على "الإرهابيين" فيما العالم كله وبينهم الإسرائيليون يعرفون أن هذا ليس هو الحقيقة.      

 الإسرائيليون يدركون تماماً حجم خسارتهم. ولعل أكبر خسائرهم حسب رأي العديدين هي خسارتهم لقيمة الرادع الإقليمي الذي كان لإسرائيل. فشل قوتهم العسكرية قد شد من عضد أعدائهم وحطم أسطورة إسرائيل التي لا تقهر تاركاً إياها أقل قوة أمامهم.

 وهناك آخرون قلقين من أن الحرب الأخيرة قد قللت من أهمية إسرائيل الإستراتيجية لراعيتها الولايات المتحدة. الأمريكيون يحبون الناجحين وربما اقترب الوقت الذي لن يكونوا مستعدين فيه ليمدوا أيديهم ويغرفوا من جيوبهم بسخاء لإطعام من لم يعد قادراً على أداء ما هو مطلوب منه.

 فيما خرج لبنان من الحرب بشجاعة استعداداً لمرحلة جديدة أخرى من التجدد نجد الإسرائيليين وهم يتهاترون باحثين عن كباش فداء أو يتبادلون الاتهامات. إسرائيل اليوم وحش جريح بدلاًِ من أن يلعق جروحه لتشفى فإنه يتركها تتحول إلى قروح منتنة.

 رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق وزعيم حزب ليكود، بنيامين نتنياهو، ينتظر فرصته للانقضاض على الحكومة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الرأي العام الإسرائيلي الذي زادت جرعة الخوف عنده قد مال نحو اليمين.

 خطة أولمرت للفصل الأحادي التي تقضي بأن تنسحب إسرائيل من معظم الضفة الغربية قد توقفت الآن. والأصوات الحكومية التي أشارت إلى احتمال معاودة المحادثات مع سوريا أخرست. فما الذي سيحدث مستقبلاً؟

 هل ستبحث إسرائيل عن ذريعة لمعاودة الأعمال الحربية على أمل النصر مهما كانت التكاليف؟ أم أنها ستضع حداً لخسائرها وتدرك أن الطريق لتحقيق أي تقدم هو في العودة لمفاوضات السلام وفق الخطوط التي تضمنها العرض السعودي الذي تم تقديمه في القمة العربية بالعاصمة بيروت عام 2002؟

 من جانبنا نحن المهتمين بمستقبل هذه المنطقة وأبنائها ليس بوسعنا سوى الدعاء بأن تكون اليد العليا نهاية الأمر لصناع السلام. لأن البديل عن ذلك سيكون أكثر فظاعة من أن نستطيع التفكير فيه
 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289