Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور تحيـــة الى لبنـــان كلمة رئيس مجلس الإدارة


 

الصفحة الرئيسيـة

كلمة رئيـس مجلـــس الإدارة

اسـرائـيـل و تسـيـيـس...

تحيـــة الى لبنـــان

التمـويل الا سـلامـي

متى يعـلم الامريكـيـون.....

أســتـون مارتـن

فـريا شتـارك

السكـر

العـبقـرية الـبشـرية

عـثمان بن عـفان

هـاجـــر

سـوقـطرة

كـأس عــالـمي

الحـبـتـور لـلمشاريع...

أخــبـار الحـبتــور

مـــن نحــــــن

الأعـداد المـاضيـة

اتصلـوا بنـا

 
الحج وعيد الأضحى هما من أهم الشعائر والمناسبات في الإسلام، حيث يسعى كل حاج ومعتمر سبعة أشواط بين الصفا والمروة وينهي حجه بالهدي. كما يذبح المسلمون في كل أنحاء العالم ممن بقوا في ديارهم الأضاحي في عيد الأضحى. ولعل الشرب من ماء زمزم هو من أحب الأشياء التي يحرص الحجاج والمعتمرون عليها عند زيارتهم للديار المقدسة. غير أن الكثيرين ربما لا يعرفون القصة العظيمة التي كانت وراء هذه الشعائر والعبادات.

 خرج إبراهيم عليه السلام من بلده من ديار الكفر والطغيان وبدأ هجرته. سافر إلى مدينة تدعى أور ثم إلى مدينة تسمى حران قبل أن يرحل إلى فلسطين ومعه زوجته سارة، المرأة الوحيدة التي آمنت به، وصحب معه لوطاً، الرجل الوحيد الذي آمن به. وبعد فلسطين ذهب إبراهيم إلى مصر.

 طوال هذه الأسفار كان إبراهيم يدعو الناس إلى عبادة الله الواحد وترك عبادة الأوثان ويخدم الضعفاء والفقراء ويعدل بين الناس ويهديهم إلى الحقيقة والحق.
 
حين حل إبراهيم بمصر، وصلت الأخبار لملك مصر بوصول رجل معه أمرأة هي من أجمل نساء الأرض فطمع بها. وأرسل جنوده ليأتوه بتلك المرأة. وأمرهم بأن يسألوا عن الرجل الذي معها فإن كان زوجها فليقتلوه. وجاء الوحي لإبراهيم عليه السلام بذلك. فقال إبراهيم لسارة إن سألوك عني فقولي أنك أختي، ويقصد أخته في الله. وجاء الجنود وسألوا إبراهيم: من تكون هذه منك، فقال أختي.

 لما عرفت سارة أن ملك مصر فاجر ويريدها له أخذت تدعوا الله قائلة: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر.

فلما أدخلوها عليه. مد يده إليها ليلمسها شلّت يده وتجمدت في مكانها، فبدأ بالصراخ لأنه لم يعد يستطيع تحريكها، وجاء أعوانه لمساعدته لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء. فخافت سارة على نفسها أن يقتلوها بسبب ما فعلته بالملك. فقالت: يا رب اتركه لا يقتلوني به. فاستجاب الله لدعائها.

لكن الملك لم يتب وظن أن ما حدث كان أمرا عابرا وذهب. فهجم عليها مرة أخرى. فشلّت يده مرة ثانية. فقال: فكيني. فدعت الله تعالى فَفَكّه. فمد يده ثالثة فشلتّ. فقال: فكيني وأطلقك وأكرمك. فدعت الله سبحانه وتعالى ففُك. فصرخ الملك بأعوانه: أبعدوها عني فإنكم لم تأتوني بإنسان بل أتيتموني بشيطان.

 ثم أطلق الملك سراحها وأعطاها شيئا من الذهب، كما أعطاها أَمَةً اسمها هاجر.

 كانت زوجته سارة عاقراً وعجوزاً لا تلد. كما أن إبراهيم قد صار شيخا. وقالت سارة لنفسها إنها وإبراهيم وحيدان وهي لا تنجب أولادا فماذا لو أعطته هاجر لتكون زوجة له. وهكذا زوجت سارة سيدنا إبراهيم من هاجر، وأكرمهما الله بولد أسموه إسماعيل وكان أول أبنائه.

وذات يوم استيقظ إبراهيم فأمر زوجته هاجر أن تحمل ابنها وتستعد لرحلة طويلة. بدأت رحلة إبراهيم مع زوجته هاجر ومعهما ابنهما إسماعيل. كان الطفل رضيعا لم يفطم بعد. وظل إبراهيم يسير من أرض إلى أرض حتى دخل إلى صحراء الجزيرة العربية وقصد إبراهيم واديا ليس فيه زرع ولا ثمر ولا شجر ولا طعام ولا مياه ولا شراب.

 كان الوادي يخلو تماما من كل أمارات الحياة. توقف إبراهيم في الوادي، وهبط من فوق ظهر دابته. وأنزل زوجته وابنه وتركهما هناك مع بعض الطعام والماء. ثم استدار وتركهما وسار.

أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟

لم يرد عليها سيدنا إبراهيم. ظل يسير. ثم عادت تسأله مرة أخرى وهو لا يلتفت لها وهي تتساءل عن الحكمة في بقائها في هذا
القفر فقالت له:الله أمرك بهذا؟ . فقال: نعم. أخيرا فهمت أنه لا يتصرف هكذا من تلقاء نفسه. وأدركت أن الله أمره بذلك وسألته: هل الله أمرك بهذا؟ قال إبراهيم عليه السلام: نعم.

حينها قالت الزوجة العظيمة والمؤمنة: إذاً لن نضيع أبداً ما دام الله معنا وهو الذي أمرك بهذا. وسار إبراهيم حتى إذا أختفى عنهم وراء جبل وقف الوالد الرحيم الذي ينفطر قلبه حزنا على زوجه وولده وطفق يدعو يدعو الله لهم: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون."

ترك إبراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء وعاد راجعا إلى سيرته المعتادة في دعوة الله. أرضعت أم إسماعيل ابنها وأحست بالعطش. كانت الشمس حارقة والرمال ساخنة تلهب الإحساس بالعطش. وهل سيكفي ما معهما من ماء وطعام في هذه الأرض؟ لا، فبعد يومين انتهى الماء تماما وجف لبن الأم. وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش وكان الطعام قد انتهى هو الآخر.

 بدأ إسماعيل يبكي من العطش حتى خشيت أن يموت من شدة الجوع أو العطش فأحزنها هذا ونظرت حولها فلم تجد إلا قفرا ورملا فقامت لتصعد حتى لا ترى موته أمامها وقلبها ينفطر لهفة عليه.


تركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء. راحت تمشي مسرعة تبحث عن مغيث حتى وصلت إلى جبل اسمه الصفا. فصعدت إليه وراحت تبحث حولها عن بئر أو إنسان أو قافلة. لم يكن هناك شيء. ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل المروة، فصعدت إليه ونظرت لترى بشراً أو ماءاً لكنها لم تر أحدا.

 عادت الأم إلى طفلها فوجدته يبكي وقد اشتد عطشه. وأسرعت إلى الصفا فوقفت عليه، وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه. وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين. سبع مرات وهي تذهب وتعود. وهذا ما يفعله الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروة إحياء لذكريات أمهم الأولى ونبيهم العظيم إسماعيل. عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث. وجلست قاطنة بجوار ابنها الذي كان يشارف على الموت عطشاً وجوعاً.

وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله، وضرب إسماعيل بقدمه الأرض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم وأخذ الماء ينبجس من البئر. أنقذ الله الأم الطفل. راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله. وشربت وسقت طفلها. وهكذا صدق ظنها حين قالت: لن نضيع ما دام الله معنا.

 كانت فرحة هاجر بسقيا الله لها ولإسماعيل كبيرة وأخذت تزم (تحتجز) الماء بالحجارة والرمل لتمنع سيلانها حتى لا تنضب ولو تركتها، كما يخبرنا محمد عليه السلام، لكانت نبعاً جارياً. قال عليه الصلاة والسلام: "يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت زمزم عينا معينا."

كانت ماء زمزم سقيا الله وغوثه لولد نبيه وخليله، إسماعيل بن إبراهيم
عليهما السلام، في تلك الصحراء الموحشة التي صارت فيما بعد مكة كما نراها اليوم تهوى إليها قلوب المسلمين قبل أجسادهم تلبية لدعوة أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ولتبقى شاهدا على رحمة الله بعباده وقصة عظيمة على الأمومة الحانية والإيمان المطلق بالله المتجسدة في هاجر، زوجة إبراهيم وأم إسماعيل عليهما السلام.

 بقيت هاجر وابنها مقيمان عند ماء زمزم، وكان إبراهيم عليه السلام يزورهما من وقت لآخر. وبينما هم كذلك إذ مرت مجموعة من قبيلة جرهم فرأوا طيوراً تحوم فوق الوادي المقفر فقالوا لبعضهم إن هذه الطيور تدور على ماء وعهدنا بهذا الوادي ما فيه ماء. وبحثوا عن الماء حتى عثروا على بئر زمزم واستأذنوا هاجر في النزول عندهم فأذنت لهم. واستأنست هاجر بهم ثم أحضروا باقي قومهم وعمرت مكة بهم وشب إسماعيل بينهم وتعلم العربية منهم كما تزوج امرأة من نسائهم وأنجب منها.

 كبر إسماعيل وتعلق به قلب إبراهيم وابتلى الله تعالى إبراهيم بلاءً عظيماً بهذا الحب، فقد رأى الأب في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد إسماعيل. وإبراهيم يعلم أن رؤيا الأنبياء وحي وحق. كيف لعواطف ونوازع الأبوة في قلب إبراهيم أن تجعله يقبل فكرة ذبح ابنه؟ لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه. فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره.

فكر إبراهيم كثيراً في ولده وفي ما سيقول ويفعله حين يهم بذبحه.وقرر أن يخبر إسماعيل بالأمر لأن الأفضل أن يكون عارفاً بنيته ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يذبحه بغتة. وذهب إلى ولده، "قال يا بني إِنِي أرى فِي المنامِ أنِي أذبحك فانظر ماذا ترى."

 بهذا التلطف أبلغ الأب ولده، وترك له أن ينظر في الأمر متوقعاً منه بالطاعة. الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه فماذا يرى الابن في ذلك؟ أجاب إسماعيل: هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه، "يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجِدنِي إِن شاء الله مِن الصابِرين."

  إسماعيل يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويطمئن والده بأنه سيجده "إِن شاء اللهُ مِن الصابِرِين." إنه الصبر على ابتلاء الله الذي يعرف وحده أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر.

 ويرقد إسماعيل على الأرض وإبراهيم يرفع يده بالسكين طاعة لأمر الله الذي يصف حالهما بقوله "فلما أسلما" تعبيراً عن الإيمان الحقيقي. عندئذ فقط، وفي اللحظة التي كان إبراهيم يتهيأ فيها لجر السكين، أنهى الله هذا الاختبار العظيم لنبيه وعبده إبراهيم ، وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم، وهو ما صار عيداً للمسلمين يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كانت عليهذأسرة عظيمة: إبراهيم وهاجر وإسماعيل.

 

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289