تابع حشد من المشجعين
بلغ عدده 25.000 شخص المباراة التي هزمت فيها إنجلترا فيجي 26 إلى 21،
والتي ربحت فيها كأس طيران الإمارات دبي رجبي سيفنز. هذه المباراة كانت
خاتمة البطولة المشوقة التي استمرت ثلاثة أيام متواصلة، شارك فيها 150
فريقاً في أكبر حدث من نوعه في الشرق الأوسط.
وبالنسبة لإنجلترا،
كان الفوز هو البداية المثلى لسلسلة بطولات آي آر بي وورلد سيفنز، وهي
ثماني مسابقات تقام حول العالم لاختيار الفريق الأفضل في هذه الصيغة
المصغرة من اللعبة. وقد استضافت دبي مرة أخرى الجولة الافتتاحية لسلسلة
البطولات، والتي عادة ما تقام في الدول الرائدة عالمياً في الرجبي،
لتطوير اللاعبين الناشئين والواعدين.
وإضافة إلى الفرق
العالمية الستة عشر المشاركة، هناك مسابقات مستقلة للفرق المدعوة
العالمية والمحلية والاجتماعية، مما يجعل من بطولة دبي مهرجاناً فريداً
للرجبي يضم لاعبين من جميع الأعمار والإمكانيات. فإذا أضفنا جمهوراً
متحمساً ومشجعاً، سوف يصبح لدينا جو احتفالات هائل، يمثل أحد أهم
الأنشطة في أجندة دبي الاجتماعية.
وبما أن اليوم الأول
في البطولة يغلب عليه الطابع المحلي، فإن المسابقة الرئيسية انطلقت في
اليوم الثاني، حيث لعب كل من الفرق الـ16 المشاركة ثلاث مباريات لتقرير
من يصعد إلى الدور ربع النهائي في اليوم التالي.
فريق نيوزيلاندا الذي
ربح بطولة آي آر بي سيفنز طوال السنوات الخمس الماضية يعتبر ملك لعبة
رجبي سيفنز دون منازع، وقد هزم في اليوم الأول من البطولة كلاً من
كندا، أستراليا، وفريق الخليج العربي، وصعد إلى الدور ربع النهائي
ليواجه اسكتلندا.
أما الفرق الأخرى التي
ربحت كل مبارياتها في الدور الأول فكانت فيجي، الأرجنتين، وإنجلترا
فقط، إلا أن الفريق الاسكتلندي كاد يزيح الإنجليزي في مباراة الصباح
الباكر بين الفريقين البريطانيين. ورغم تقدمهم بـ 19 إلى 10 نقاط خلال
الشوط الثاني، إلا أن الاسكتلنديين لم يستطيعوا إنهاء المباراة
لصالحهم، حيث تفوق الإنجليز عليهم بـ 24 مقابل 19 خلال الثواني الأخيرة
من المباراة.
ودخلت المسابقة أكثر
مراحلها حماساً في اليوم الأخير، حيث هزم فريق جنوب أفريقيا، حامل لقب
دبي السابق، الفريق الأرجنتيني، ليصل إلى نصف النهائي مقابل إنجلترا،
التي فازت بدورها على أستراليا. أما فيجي فتغلبت على جزيرة ساموا،
جارتها في المحيط الهادي، ب14 نقطة مقابل 7 نقاط، لتصل بذلك إلى الدور
نصف النهائي، وتلعب مقابل فريق نيوزيلندا، الذي أثبت تفوقه الكبير على
اسكتلندا في نفس اليوم، حيث فاز في مباراته ضدها ب31 نقطة مقابل صفر.
وانتهت آمال جنوب
أفريقيا في الاحتفاظ بكأس الإمارات الدولية عندما هزمتها إنجلترا 14
مقابل 5 في الدور نصف النهائي، بينما صعدت فيجي إلى المباراة النهائية
عندما نالت الفوز الصعب على نيوزيلندا بنتيجة 22 مقابل 12. فريق
إنجلترا الذي لم يربح البطولة من قبل في دبي كان المفضل لدى المشجعين،
ولم يخيب أملهم حيث واجه فريق فيجي القوي في ذروة البطولة.
وفي المباراة النهائية
التي غلب عليها طابع العنف، والتي أبعد فيها لاعبان من فريق فيجي،
استطاعت إنجلترا الفوز بفضل رميات كل من روب ثيرلبي، بات ساندرسون،
ماثيو تيت، ونيل ستارلينغ، مقابل ثلاث رميات لفيجي جاءت من نيومي
نانوكو، كاميلي راتوفو، وماريكا فاكاسيغو. لكنهم اضطروا لفعل ذلك
بالطريقة الصعبة بعد أن أخرج كابتن فريق إنجلترا سيمون أمور من الملعب
لإصابته في رقبته بعد ضربة كتف خطرة، استحق عليها اللاعب الفيجي ساياسي
فولي البطاقة الصفراء. ورغم خروج كابتن الفريق وملهمه، لم يخسر
الإنجليز تصميمهم، واستطاعوا انتزاع الفوز من نظيرهم القوي.
يقول مدرب فريق
إنجلترا مايك فرايدي: "ليس سراً أن إنجلترا طالما أرادت أن تفوز هنا.
وقد أراد سكان دبي أيضاً أن نربح هذه البطولة، لذا كان الجو رائعاً
هنا. ربما لم نكن قد بدأنا بداية جيدة في هذه الدورة، ولكن قوتنا
ازدادت مع تقدمنا في البطولة."
وفي نهائي "بليت"،
تغلبت ساموا على الأرجنتين 21-19، والبرتغال على فرنسا 10-5 بعد الوقت
الإضافي بحيث ربحت درع البطولة. أما تونس فقد تصدرت الرجبي الأفريقي
بفوزها على ايرلندا 17-5، وبذلك أحرزت درع البطولة. أما في الرجبي
الإقليمي، فقد تفوق فريق دراجونز على هاريكينز من دبي، وأحرز بذلك كأس
الدلة كبطل الخليج. وفي بطولة السيدات، تفوق فريق ساموراي ليديز من
المملكة المتحدة على منافسيه، واستطاع إحراز اللقب بعد انتصاره الباهر
41-0 على فريق مودي كاوز البريطاني الزائر.
أما مسابقة الدعوات
الدولية فقد شهدت فريق الرجبي ليغ الإنجليزي سانت هيلين وهو يصبح ثاني
فريق رجبي ليغ يتبارى في دبي بعد فريق لندن برونكوس العام الماضي. ولم
يفد تبديل رموز الرجبي فريق لانكشاير الذي وصل إلى النهائيات قبل أن
يهزمه فريق كينتز دريفترز، فريق من جزر المحيط الهادئ، يضم أسطورة رجبي
سيفزر ويسيل سيرفي، من فيجي، والذي ما زال يحتفظ بالرقم العالمي كأكثر
لاعب تسجيلاً للأهداف على الإطلاق في سلسلة بطولات آي آر بي سيفنز.
وقد حققت بطولة دبي
للرجبي سيفنز كل ما وعدت به، كإحدى أفضل الجولات، حيث تطورت البطولة
كثيراً منذ الأيام التي كانت تقام مبارياتها فيها على الرمل. وبطولة
طيران الإمارات دبي رجبي سيفنز في عامها الخامس والثلاثين أصبحت ذات
صيت عالمي، واستطاعت تقديم من كانوا مجهولين إلى الوسط العالمي في لعبة
الرجبي. جوناه لومو وكريستيان كولن من نيوزيلندا، وكابتن إنجلترا
لورانس دالاجليو بدأوا من دبي، قبل الوصول إلى النجاح العالمي في
اللعبة.
يقول دالاجليو: "بطولة
دبي سيفنز مهمة جداً للكشف عن نجوم المستقبل في الرجبي، وهي لعبة
ممتازة في السرعة والمرونة، وتستحق مكانتها كرياضة رائدة، لها سلسلة
بطولاتها العالمية الناجحة."
ومع تنافس العديد من
اللاعبين العالميين على أرض دبي، والذين يصبحون نجوماً عالميين في
المستقبل، تبدو السنوات المقبلة واعدة بالنسبة لرياضة الرجبي في
المنطقة، فقد عين اتحاد الخليج العربي لكرة قدم الرجبي
(AGRFU)
أول مسؤول تطوير عربي، وهو غيث جلاجل، المكلف بمهمة نشر الرجبي في
المدارس المحلية.
وغيث، الأردني، يتطلع
إلى اليوم الذي ينضم فيه لاعبون محليون إلى فريق الخليج العربي، المؤلف
حالياً من مقيمين يعملون في دول مجلس التعاون الخليجي. وهو يقول "من
الممكن أن يشارك فريق عربي بالكامل في بطولة دبي سيفنز، إلا أن ذلك
سيتطلب بعض الوقت. إنها لعبة جسدية، وكثيراً ما يكون الانطباع الأول
لدى الأهل هو أنها ليست للأطفال. من الضروري أن أتكلم معهم لكسر
الجليد، وهم عندما يبدؤون اللعب لن يتوقفوا أبداً. هذه هي الرجبي."
|