-
عناوين الصحف ونشرات الأخبار حافلة بتنبؤات مسؤولي
الإدارة الأمريكية بأنه ستكون هناك حاجة لبقاء قوات أمريكية في
العراق سنوات عديدة.
-
"المحافظون
الجدد" في وزارة الدفاع دفعوا منذ أمد باتجاه غزو العراق كخطوة
للسيطرة الأمريكية على الشرق الأوسط. بل إن الجنرال أنطوني زيني،
القائد السابق للقيادة الوسطى الأمريكية، صرح علانية مؤخراً أن
"الجميع" في واشنطن يعلمون أن النفط وإسرائيل هما السببان الحقيقيان
للحرب.
-
الهجمات
العسكرية الأمريكية التي بدأت بضربات صاعقة ومدمرة، خلفت أكثر من
100.000 قتيل مدني عراقي وآلاف مؤلفة من الجرحى والمشردين، فضلاً عن
تدمير مناطق شاسعة شملت مدينة الفلوجة ذات الأهمية التاريخية.
-
لم يحدث أي تغيير أو توبيخ بعد افتضاح ممارسة
الأمريكيين لتعذيب وإذلال المعتقلين.
-
-
مسؤولو
الإدارة اختاروا بأنفسهم جميع وزراء الحكومة المؤقتة. ورئيسها إياد
علاوي أقام طويلاً في الولايات المتحدة، وكانت له ارتباطات وثيقة
بوكالة المخابرات المركزية، وقبلها كان مقربا من صدام حسين حيث تولى
مسؤولية تنفيذ عمليات القتل في أوروبا.
-
في
نهاية حرب الخليج عام 1991، حثت الحكومة الأمريكية العراقيين على
الإطاحة بصدام حسين. وأشعل ذلك ثورة قوية، لكن الحكومة الأمريكية
رفضت تقديم أي مساعدة. وسمح ذلك لصدام أن يستخدم طائرات الهليكوبتر
في قتل مئات الثائرين
-
على
مدى عقد من الزمن بعد حرب الخليج فرضت الطائرات الأمريكية عقوبات
قاسية مما أوقع بالمدنيين معاناة هائلة، فضلاً عن موت ما لا يقل عن
نصف مليون طفل عراقي.
-
في
الثمانينيات، وخلال ذروة بطش صدم بالأكراد وغيهم من العراقيين، لعبت
الحكومة الأمريكية دور الشريك الصامت، وساعدته في حربه ضد إيران.
-
قبل اجتياح العراق عام 2003، تجاهلت إدارة بوش عروض
السلام التي نقلها موفدو صدام.
-
فشل الرئيس بوش باتخاذ أي إجراء لعلاج ما يعتبر
انحيازاً معادياً للعرب والمسلمين. وهو يتحدث عن استقلال الفلسطينيين
في الوقت الذي يواصل فيه دعم المعاملة الوحشية الإسرائيلية ضدهم.
-
إن
انعدام الثقة بالحكومة الأمريكية أصبح أمراً مستشرياً في مجمل العالم
العربي وغيره، وليس فقط في العراق. وحكومتنا لا تفعل شيئاً تقريباً
حيال ذلك.
وفشل
هذه الإدارة في إرساء مصداقيتها، سيعزز الثورة. وأفضل ما تبدأ به هو
إقناع العراقيين، وبسرعة، أننا سنرحل عن العراق في اللحظة التي تطلب
منا ذلك حكومة جديدة منتخبة مباشرة. وعلى الرئيس بوش أن يتعهد، وبدون
مواربة، أن توقيت ومدى سيكون قراراً عراقياً.
ولكي
يمكن تصديق ذلك التعهد، على بوش أن يعلن بوضوح أن حكومتنا ستسحب جميع
القوات العسكرية الأمريكية وجميع المقاولين الأمريكيين وتزيل جميع
القواعد العسكرية الأمريكية خلال أسابيع قليلة تالية لتولي الحكومة
الجديدة مقاليد الأمور. والاستثناءات الوحيدة ستكون تلك الوحدات
العسكرية أو المقاولين الذين ترغب الحكومة الجديدة ببقائهم. وحتى هؤلاء
ستكون مدة بقائهم مرهونة برغبة الحكومة الجديدة.
وعلى
حكومتنا أيضاً أن تتعهد، وبدون لبس، أنها ستقوم بعد تولي الحكومة
الجديدة مقاليد الأمور، بتقليص عدد العاملين في البعثة الدبلوماسية إلى
المستويات الطبيعية، بعد أن وصل عددهم اليوم إلى ما يزيد عن ألفين، وهو
أمر غير مسبوق في التاريخ المسجل.
إن على
الرئيس بوش، وبغض النظر عن دوافعه الأصلية، أن يتخذ خطوات فورية ونشيطة
لإزالة مخاوف العراقيين من استعمار أمريكي، وإلا لكانت صفحته في
التاريخ أكثر سواداً من صفحة الرئيس ليندون جونسون في حرب فيتنام.
ما
ينقصنا في العراق هو الثقة، وليس القوة العسكرية. فإرسال المزيد من
الجنود سيؤدي فقط لتأجيج نار الثورة، وليس العكس.
بول
فندلي نائب في الكونغرس بين 1961 و 1983، يكتب ويحاضر عن قضايا الشرق
الأوسط. بقي كتابه "إنهم يتجرأون على الكلام: الناس والمؤسسات في
مواجهة اللوبي الإسرائيلي" 7 أسابيع على لائحة صحيفة واشنطن بوست للكتب
الأفضل مبيعاً، حيث بيع منه أكثر من 300.000 نسخة. |