من هنا
تكتسب شركة أبو ظبي الوطنية للمعارض أهمية أكبر حيث ينتظر منها أن
تؤدي دور الحافز على إعطاء دفعة كبرى لقطاع المعارض من ناحيتي توفير
المرافق والخدمات الداعمة، إضافة لعدد وتنوع وأهمية المناسبات التي
ستحتضنها الإمارة.
أسست
شركة أبو ظبي الوطنية للمعارض التي كانت تعرف سابقاً باسم الشركة
العامة للمعارض، بهدف ترويج وتنظيم واستضافة المعارض والمشاركة فيها،
محلياً وإقليمياً ودولياً. وتسعى الشركة الجديدة التي يترأس مجلس
إدارتها سمو الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان لإنشاء مرفق ديناميكي رفيع
المستوى للمعارض لتعزيز النشاط السياحي لرجال الأعمال في أبو ظبي.
الأولوية الرئيسية هي القيام ببرنامج تطوير كبير يضمن أن مرافق أبو ظبي
العالمية المستوى ستكون قادرة على توفير الأحدث في مجال الكفاءة
والراحة لمنظمي المؤتمرات والعارضين والزائرين على حد سواء.
وفي
ضوء هذا التغيير في آليات سوق المعارض والإدراك التام لأهمية المعارض
رفيعة المستوى، يتكشف على مستوى دولي أهمية أبوظبي كمركز للمعارض
واجتذاب الاستثمارات والصناعات الجديدة وسياحة رجال الأعمال. ولذلك
قررت حكومة أبوظبي إقامة مركز جديد عالمي المستوى لاستضافة تلك
المناسبات.
ويقول
يحيى عبد الله، مدير المشاريع لدى شركة الحبتور للمشاريع الهندسية، وهي
المقاول الرئيسي لهذا المشروع المهم أن التكلفة الأولية المقدرة لمجمع
المعارض الذي ستبلغ مساحته 57 ألف متر مربع، ستبلغ ما مجموعه 400 مليون
درهم، ويشتمل على قاعات عرض مضاعفة المساحة ومدرجات من ثلاثة مستويات.
كما
يتضمن المجمع أيضاً كونكورس ضخماً للزائرين مساحته 12.000 قدم مربع
ويتخذ شكل
U،
وقاعات متعددة الأغراض تبلغ مساحتها 29.000 متر مربع. وهناك أيضاً
مرافق مخصصة للمؤتمرات تتسع لـ1200 شخص وأخرى كبيرة لمحلات التجزئة
ومركزاً للتجارة والأعمال.
ويضيف
يحيى عبد الله "يتكون المشروع من مرحلتين: أولهما تتعلق بإعادة تجهيز
المدرج الرئيسي الحالي على شارع الخليج العربي بسبب أهميته التاريخية
والتراثية لحكومة أبوظبي، ومن ثم بناء مجموعة من قاعات العرض بالإضافة
إلى منطقة استقبال ومرافق أمامية وخلفية."
وفي
الوقت الحاضر يجري العمل على قدم وساق في تنفيذ المرحلة الأولى وينتظر
إنجازها في موعدها المحدد في ديسمبر 2006 لاستضافة معرض ومؤتمر الدفاع
2007 (آيدكس) المعروف عالمياً. ويشير السيد يحيى إلى أن "التقدم الذي
يتحقق يأتي نتيجة لبرنامج عمل يتواصل على مدار الساعة. وفي الوقت الذي
وصل فيه إجمالي القوة العاملة هناك إلى 1200 شخص، بمن فيهم العاملون
لدى مقاولي الباطن، فإننا نتوقع العدد في الذروة إخلال أكتوبر المقبل
إلى 2000 شخص."
لقد
أثبت الشكل
U
الذي اختير للمعرض نجاحه في
شتى أرجاء العالم. وسيتضمن المركز حديقة مركزية لاستضافة المناسبات
الخارجية. أما الميزة المحورية للمركز فستكون البرج الذي يشمخ بشكل
قوسي فوق المركز مطلاً على البحر. وهذا البرج ذو التصميم المبتكر يعتبر
إنجازاً معمارياً جريئاً يجسد خطط أدنيك لتحويله إلى مركز معروف
عالمياً، كما أن البرج في حد ذاته سيصبح العلامة المميزة التي تروج
للمركز ولأبو ظبي في أنحاء العالم.
تم
اختيار موقع المركز بعناية: فهو قريب من الفنادق الكبرى التي يتم
تطويرها ويقع على مسافة قصيرة من مطار أبوظبي. كما أن شبكة الطرق
المحيطة به قد خططت بحيث تسمح بالدخول والخروج السلسين للمركز ولمواقف
السيارات متعددة الطوابق والتي ستوفر مساحات كافية للزائرين والعارضين.
وتقضي
الخطة ببدء التطوير الفوري للمنطقة المحيطة بالمركز الجديد، وتتضمن
إقامة فنادق وشقق مخدمة تستوعب 2000 شخص، و17 برجاً مكتبياً ومارينا
ومنطقة لتجارة التجزئة تضم أكثر من 100 متجر.
تشتمل
عملية التطوير على إعادة تجهيز مدرج الشيخ زايد الحالي ووصله بالقاعات
الجديدة وسيتضمن داخله مكاتب وقاعات للمطاعم ومجموعة من الشركات التي
تعمل في قطاع المعارض.
ويقول
يحيى "إن التحدي الرئيسي في عملية بناء وإنجاز هذا المشروع الضخم هي
أنه يجب أن يكون جاهزاً بحلول ديسمبر من هذا العام، حيث الوقت المناسب
لاستضافة معرض آيدكس 2007. وبذلك فإن العديد من التصاميم والحلول
الخاصة بالبناء أصبحت لازمة لضمان الالتزام بالمواعيد المحددة دون
تأخير. وخلال عمليات التصميم والبناء عقدت كثير من الجلسات الهندسية
للوصول إلى أفضل الوفورات الرأسمالية، ولمراجعة القدرات الأدائية
للمشروع وتحسينها بالمقارنة مع البرنامج الأصلي".
وأضاف
أن التصميم النهائي ينبغي أن يوفر مشروعاً جذاباً يسمح بالصيانة السهلة
ويتيح استخداما كفؤاً للطاقة من دون التقصير في نواحي الابتكار
والوظائف المتوقعة من المركز.
نظراً
للقيود الشديدة المتعلقة بالوقت والطبيعة بالغة السرعة لتنفيذ المشروع،
فإن مخاطر إصابات العمل تبقى مرتفعة بصورة استثنائية. ويضيف عبد الله
"من أجل ذلك قمنا برفع مستويات السلامة إلى ما فوق المستويات العادية،
وكانت النتائج التي حصلنا عليها ملحوظة. كما أن التعاون الوثيق يجري مع
السلطات المحلية في تطوير مخططات نقل الخدمات الحالية دون أن يتسبب ذلك
في التوقف عن استخدامها."
وذكر
يحيى أن اعتبارات الراحة في تصميم المجمع أفضت إلى التركيز على توفير
أقصى ما يمكن من الضوء الطبيعي. وأضاف "ومن أجل ذلك صممت أنوار السقف
والقواطع الصقيلة بحيث تخدم هذا الغرض، مع المحافظة على المظهر العصري
الممتزج بالتجديد. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المرافق الجديدة سوف ترتبط
مع المدرج التراثي بطريقة تجعل من البناء جزءاً لا يتجزأ من التطوير
الجديد مع الإبقاء على وظيفته الأصلية."
ويشير
يحيى إلى أن توفير الطاقة والتجديد كانا عنصرين أساسيين في تصميم هذا
المشروع الذي سيغدو رمزاً. ويضيف "إن الواجهات الأمامية والعامة لقاعات
العرض تتميز بجاذبيتها الجمالية حيث تجمع بين الوحدات الصقيلة وتلك
المصنوعة من الألمنيوم وقبة سقفية شراعية تعطي شعوراً بالاتساع والحجم
وجودة الإضاءة والانشراح."
ويؤكد
يحيى أنه "نظراً لضيق الوقت المخصص لهذا المشروع فإن محور اهتمامنا
الأساسي هو تدبير المواد اللازمة في أوقاتها، وخصوصاً في سوق يعاني
بالفعل من نقص في الموردين ومقاولي الباطن والمد، بسبب حجم التطوير
الهائل في الدولة. إلا أن تجربة وخبرة الحبتور للمشاريع الهندسية في
وضع الحلول الهندسية وأعمال البناء وإدارة مشاريع البناء كانت بالغة
الأهمية في الإدارة وتأمين المواد بصورة متواصلة في الوقت الذي كانت
عملية التصميم جارية. وفضلاً عن ذلك، فإن قدراتنا الهندسية والتصميمية
كانت فعالة في تحديد القضايا الفنية الشائكة والمحتملة مما ساعد العميل
والمهندس في دراسة القيمة الهندسية."
في الوقت الذي يتواصل العمل فيه لإنجاز مجمع شركة أبو
ظبي الوطنية للمعارض في ديسمبر 2006، يمكن القول بثقة أن قطاع المعارض
والمناسبات في الإمارات العربية المتحدة سوف يتمتع عبر المركز الجديد
بأرفع مستويات الاهتمام بالعملاء في إطار تجربة مذهلة وشاملة تعكس
مستوى المركز. |