والكونكورس الثاني المتصل مباشرة بمبنى
الركاب الثالث، مكرس خصيصاً لطيران الإمارات. وسيشتمل المبنى على عدة
طوابق للمغادرة والوصول، ويضم 27 بوابة و59 جسراً لنقل الركاب. كما
سيضم عدداً من الجسور الهوائية المعلقة القادرة على الوصول إلى
الطائرات العملاقة الجديدة إيرباص أ 380.
ويشير السيد توماس إلى "أن هذا المشروع
يعتبر واحداً من أكبر المشاريع الهندسية من نوعه في العالم، وسينقل
المطار الحالي إلى المرحلة المقبلة. فعلى سبيل المثال، هناك شلال كبير
في المنطقة الرئيسية التي يصل إليها القطار، وسيكون منظره رائعاً."
ويواجه فريق تجهيز المبنى تحدياً هائلاً
بالنظر لحجم المشروع، ولمقدار العمل الذي ينبغي إنجازه خلال إطار زمني
قصير نسبياً، لكنهم سعيدون بالحصول على هذه الفرصة للعمل في هذا
المشروع الكبير.
وأوضح توماس "مُنح العقد في 19 ديسمبر
2004، وسنصل إلى تنفيذ المرحلة الأولى في يونيو 2006 – وهي تبريد
الهواء، ولكن دون التحكم بذلك، حيث أن وجود ذلك الهواء ضروري لتوفير
بيئة مستقرة لإنجاز عمليات التشطيب، لأن بعض المواد مثل الخشب تتمدد في
الحرارة.
يبدأ المطار العمل، حسب الخطة، بحلول 18
ديسمبر 2006، وهو تاريخ إنجاز المرحلة الأولى. ففي هذه المرحلة سنكون
قد أوصلنا الكهرباء، وانتهينا من مجمل عمليات التكييف، وأوصلنا الطاقة
الخاصة بتبريد الماء، وبحيث يصبح المبنى هيكلاً مغلقاً في ذلك التاريخ.
ثم لدينا بعد ذلك وقت حتى 19 إبريل 2007 لاستكمال تجهيز فنادق المطار."
سينجز فريق العمل ما مجموعه 461.125
متراً مربعاً من أعمال الطابوق، و 496.204 متراً مربعاً من أعمال
التسوية الإسمنتية، و 556.454 متراً مربعاً من الأسقف، وتركيب 8.941
باباً، وتبليط أكثر من 300.000 متر مربع. وسيبلغ عدد العاملين في
الموقف في مرحلة الذروة، 13.000 – 14.000 شخص، مما سيتطلب تنسيقاً
دقيقاً لضمان انسيابية جميع الأعمال في نفس الوقت.
ويرى السيد توماس أن "التحدي الذي يمثله
المشروع هو إنجاز المطلوب في تلك الفترة الزمنية القصيرة. فمعظم
الأعمال الكبرى التي تجري في دبي حالياً تتعلق ببناء الأبراج. ولكن هنا
لدينا مبنى أفقياً بالكامل، ويتوجب علينا أن ندمج فيه الكثير من
الأنظمة الأخرى مثل التعامل مع الحقائب، محطات المترو للنقل العام
ومحطات القطار، وهذا يعني أنه سيتوجب علينا العمل مع عدد من المقاولين
الآخرين المرتبطين بنا. ودورنا كمقاول رئيسي هو ضمان التنسيق الكامل
بين جميع تلك الأعمال. ولذا يغدو المشروع تجربة كبرى من الناحية
اللوجستية والتخطيطية.
ولإدراك الحجم الملموس للمشروع، يمكن
مقارنته بمبنى الشيخ راشد، الذي يبلغ طوله 750 متراً. فالمشروع الحالي
يزيده 150 في الطول، وأعلى منه بكثير. ولا يمكن تقدير حجم التحدي الذي
يمثله المشروع إلا عبر تحليل حجم العمل الذي ينبغي إنجازه في الوقت
المحدد."
عندما يبدأ المطار في العمل، سيكون فريق
العمل بمواجهة تحدٍ آخر وهو العمل في مطار مزدحم بالحركة، جنباً إلى
جنب مع الركاب والعاملين في المطار والموظفين الرسميين، وحتى إنجاز
الأعمال الباقية. وفي هذا الصدد يقول السيد توماس "يبدأ العقد بتنفيذ
الأعمال على الأرض، ولكنه بحلول ديسمبر من العام المقبل سيبدأ المطار
بالعمل، فيما سيتبقى علينا أن نواصل العمل في تلك الأثناء. وعلى الرغم
من أن لدينا الخبرة في العمل بمشاريع داخل المطار، وحتى أثناء عمل
المطار، إلا أن الأمر يزداد صعوبة من الناحية اللوجستية لأن العمل
ينبغي أن ينجز في منطقة أمنية." |