وأم
سليم الأنصارية مع كونها من نساء الأنصار المعروفات بالحرص على طلب
العلم كانت مميزة من بينهن مشهورة بذلك، وساعدها على ذلك قربها من
النبي دائما.
فكان صلى الله عليه وسلم كثير الزيارة لها، قال أنس: " إن النبي صلى
الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على
أزواجه، فقيل له؟ فقال: " إني أرحمها قتل أخوها معي".
ويروى أن أم سليم بقيت مرجعاً رئيسياً للناس بعد وفاة الرسول
صلى الله عليه وسلم،
تنقل إليهم ما سمعته من النبي من آ راء في شتى أمور الدين.
إضافة
إلى ما سبق فابنها أنس بن مالك كان
بصفته
خادم
الرسول
(ص)
ينقل إليها كل ما سمع من أقواله أو شاهد من أفعاله، فصار بيتها بذلك
بيت علم وقد ساعد كل ذلك أم سليم عنها أن تتصدر في هذا المجال.
وكانت
أم سليم حريصة إذا جاءها مولود أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو
أول من يحنكه.
قال أنس رضي الله عنه:" لما ولدت أم سليم قالت لي: يا أنس، انظر هذا
الغلام فلا يصيبن شيئا حتى تغدو به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنكه.
فعن
أنس رضي الله عنه: " أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم
نطعا (بساطاً
من الجلد) فيقيل عندها على ذلك النطع.
قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في
قارورة ثم جمعته في سك (أي من طيب مركب) وهو نائم.
فلما حضرت
أنس بن مالك الوفاة أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السك.
وفي
رواية عن مسلم
عن
أنس: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم
فقضى قيلولته
عندها،
فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت
تنقل عرقه إليها.
فاستيقظ فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في
طيبنا وهو من أطيب الطيب ".
ولكن
ينبغي أن يعلم أنه لا يجوز التبرك بأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يثبت ذلك عن أحد من الصحابة ولا التابعين وهم أحرص الناس على فعل
الخير ولما لم يفعل ذلك أحد منهم دل ذلك على أن التبرك خاص به صلى الله
عليه وسلم.
ولم
تكن أم سليم تتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته إلا في
النادر، وكان زوجها أبو طلحة من أقوى الرماة بقي مع النبي صلى الله
عليه وسلم يوم أحد حين انهزم الناس يدافع عنه، وقد أدت أم سليم رضي
الله عنها في ذلك اليوم العصيب دورا عظيما.
فقد ثبتت أم
سليم حين انهزم معظم الرجال تقوم فيه بإسعاف
الجرحى
وتساعد من بقي من الرجال في المعركة. |