لقد
أبادت الكارثة مجتمعات بأكملها في إندونيسيا، سريلانكا، الهند، تايلاند
والمالديف. وامتدت يد الغوث لمواجهة الوضع من دول كثيرة في العالم، بينها
الإمارات العربية المتحدة.
يقول
الزرعوني "في اليوم الأول للكارثة، أعطتنا الحكومة مليوني دولار لنمنحها
للدول المنكوبة في إطار برنامج الأمم المتحدة المكرس لذلك." وبعد أيام
ارتفع إسهام الإمارات العربية المتحدة للمنطقة المصابة إلى 20 مليون
دولار. وبعد أسبوع من الكارثة، أرسل الهلال الأحمر الإماراتي 75 طناً من
المؤن لسريلانكا. ثم أرسلنا وفوداً لإندونيسيا وسريلانكا لتقييم الموقف
ووضع الخطط لمستقبل المناطق المنكوبة.. وفي شهر يناير وزع الهلال الأحمر
الإماراتي 170 طناً من مواد الإغاثة بالتعاون مع الصليب الأحمر
السريلانكي.
الطريق
نحو المستقبل كما يراه الزرعوني يتجسد في إعادة البناء. فبعد أيام من
المأساة والفوضى، بعد أيام من الحزن على الموتى ومن إطعام الجائعين، عاد
التركيز إلى البدء في التطوير مجدداً. ويضيف "علينا أن نبني المدارس
والمستشفيات وعناصر البنية التحتية الأخرى، ونشتري قوارب للصيادين".
الهلال
الأحمر الإماراتي يقوم بذلك فعلاً. فقد تم تخصيص 15 مليون دولار إعادة
تطوير ثلاث قرى في إقليم إمبارا السريلانكي، حيث ستشرف الهيئة على بناء
300 مسكن وإعادة بناء 4 مستشفيات وست مدارس وميتمين، كما سيعطى الصيادون
في المنطقة أكثر من 100 قارب، ليتمكنوا من كسب أرزاقهم مجدداً. كما سينفذ
في إندونيسيا برنامج مماثل بتكلفة 25 مليون دولار.
ومساعدة
الذين يواجهون كوارث طبيعية مثل تسونامي في جنوب شرق آسيا هي واحدة من
مشاريع عديدة يتولاها الهلال الأحمر الإماراتي وتشمل أيضاً تمويل بناء
مساجد ومشافي ومدارس في دول فقيرة، وتوزيع مساعدات على المحتاجين وينفذ
مشاريع لمساعدة فقراء المسلمين في مواسم جليلة مثل رمضان وعيد الفطر.
ففي
العقدين اللذين أعقبا تأسيس الهيئة، نفذت مبادرات إنسانية في أكثر من 95
دولة وفاق إجمالي قيمة مشاريعها بليون دولار أمريكي. وفي عام 2003، نفذت
مشاريع تفوق قيمتها 292 مليون دولار، بينها 56 مليوناً تكلفة مشاريع
وعمليات إغاثة في فلسطين.
الهلال
الأحمر الإماراتي يمتلك 11 فرعاً في الخارج، في غزة وجنين بفلسطين،
أفغانستان، العراق، تايلاند، إندونيسيا، الصومال اليمن، ألبانيا، كوسوفو
والسودان. وتكتمل هذه الشبكة بوجود مكاتب في 42 سفارة للإمارات منتشرة في
أرجاء العالم.
لقد غدا
واضحاً أن الهيئة قطعت مشواراً طويلاً منذ تأسيسها عام 1983. فلدى
الهلال الأحمر الإماراتي الآن عشرة فروع تنتشر في الدولة ويعمل فيها أكثر
من 100 شخص، يساندهم أكثر من ضعف عددهم من المتطوعين. وفي عام 2002 تحولت
الجمعية بمرسوم رئاسي إلى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي نعرفها
اليوم، وهو ما يجسد التزام الدولة بالقضايا الإنسانية.
ينشط
الهلال الأحمر الإماراتي في الدولة أيضاً / حيث يقدم العون للمعوزين من
أفراد وعائلات دون أي تمييز.. وقد بلغت القيمة الإجمالية للمشاريع التي
نفذتها الهيئة في الإمارات أكثر من 47 مليون درهم. وشمل ذلك تقديم
المساعدات لأكثر من 12.000 عائلة محتاجة، ومساعدات طبية مجانية ودعم
للطلبة المحتاجين وعناية بالسجناء ودعم مختلف الأنشطة التي تنفذها
السلطات العقابية في الدولة.
الأيتام والعجزة هم أيضاً بين من يتلقون المساعدات التي يوزعها الهلال
الأحمر الإماراتي وكذلك فقراء المسلمين الذين توفر لهم الهيئة القيام
بفريضة الحج. ويتضاعف نشاط الهيئة خلال شهر رمضان وعيد الفطر حيث تقدم
للمحتاجين الإفطار المجاني وتوزع عليهم الثياب والهدايا العائلية.
وفي ضوء
جميع تلك المشاريع، يقبل الهلال الأحمر الإماراتي المتطوعين مهما كانت
خلفياتهم واهتماماتهم. ويدعو الزرعوني الجميع للتطوع والقيام بنصيبهم من
أعمال الخير. ويقول في هذا الصدد "أود أن أرى مزيداً من المتطوعين ينضمون
إلينا." كما أن الرعاة من الشركات سيكونون موضع ترحيب أيضاً، خصوصا لأن
الهيئة تبحث عن شركة تمول بناء المقر الجديد للهيئة في دبي. فلقد وضعت
المخططات، ومنحت حكومة دبي الهيئة قطعة أرض مجاناً. ولذا فإن المشروع لا
يحتاج لأكثر من شركة تطوير عقاري لديها إحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع.
حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر
الدولية
تتألف
الحركة من عدة هيئات: اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومركزها جنيف، وهي
تقود الحركة، الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهو
يمثل كافة جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في العالم. وقد تأسس
لتنسيق جهود الإغاثة الدولية وللترويج لحملات الغوث الإنسانية، ويضم 178
جمعية وطنية في العالم.
أنشئت
الحركة عام 1895، عندما شهد هنري دونانت معركة سولفرينو التي قتل أو جرح
فيها 14.000 شخص. وقد بقي دونانت مصاباً بالذهول لتلك المذبحة، فمكث
ثلاثة أيام في بلدة مجاورة يساعد الجنود الجرحى. وبعد سبع سنوات ألف
كتاباً بعنوان "ذكرى من سولفرينو"، تحدث فيه عن الحاجة لإقامة شبكة دولية
من الوكالات المتطوعة لتقديم العون الطبي في وقت الحرب.
بعد سنة
من ظهور كتاب دونانت، رعت الحكومة السويسرية مؤتمراً دولياً في جنيف
بمشاركة 14 دولة. واتفق الجميع في 29 أكتوبر 1863 على تشكيل الصليب
الأحمر الدولي. وبفي 22 أغسطس 1864 عقد مؤتمر دولي آخر تبنى ميثاق جنيف
الأول الذي أصبح يشكل الأساس للصليب الأحمر الدولي.
وفي 5
مايو 1919، أنشئ اتحاد جمعيات الصليب الأحمر، ثم ما لبث أن غير اسمه عام
1986 ليصبح "الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر" وذلك
اعترافا بفروع الهلال الأحمر الإسلامية.
وكان من
نتائج جهود دونانت لإقامة اللجنة الدولية أن فاز بجائزة نوبل للسلام عام
1901. وبعدة فازت اللجنة بجائزة نوبل للسلام مرتين عامي 1917 و1944
تقديراً لدورها في الحربين العالميتين، ثم بالاشتراك مع الاتحاد الدولي
للصليب الأحمر عام 1963، في الذكرى المئوية لتأسيس الحركة.
تقوم
اللجنة الدولية للصليب الأحمر على سبعة مبادئ أساسية هي:
الإنسانية – حماية حياة وصحة الإنسان
والحفاظ على احترامه ومنع وتخفيف معاناة جميع البشر.
التجرد – عدم ممارسة التمييز على أساس
الجنسية، العرق، الدين، المعتقدات، الطبقة أو الآراء السياسية.
الحياد – لا تناصر الحركة طرفاً في أي
نزاعات، ولا تكون طرفا في أي وقت بخلافات ذات طبيعة سياسية، عرقية، دينية
أو إيديولوجية.
الاستقلالية – يجوز للجمعيات الوطنية
العمل جنباً إلى جنب مع حكومات بلادها، لكنها يجب أن تحافظ على استقلالها
الذاتي.
الخدمة التطوعية – تقدم الإغاثة دون أي
رغبة بالربح.
الوحدة – يمكن لكل دولة أن يكون لديها
جمعية واحدة فقط تكون مفتوحة الأبواب أمام الجميع وتنشط في جميع أرجاء
البلاد.
العالمية – تتمتع جميع الجمعيات
الوطنية بوضع متساوٍ وتساهم بقسط متساو في المسؤوليات والواجبات
باعتبارها جزءاً من حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولية.
|