لقد
تغيرت الأحوال بشكل كبير منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث شهدت الدولة
طفرة في الثروة والنمو الاقتصادي، والتي بدورها أعطت دفعاً قوياً للتطوير
الثقافي والعلمي.
والآن،
يبدو الوقت مناسباً للباحثين الإماراتيين لبدء تدوين تاريخ بلادهم
وحضارتها بأنفسهم. وهذه الرغبة في إنتاج دراسات علمية عن دولة الإمارات
العربية المتحدة من منظور وطني هي التي دفعت الدكتورة غباش لبدء مشروع
جريء، وهو كتابة أول موسوعة في الدولة.
تقول
الدكتورة غباش، موضحة الأهمية الوطنية لإنتاج موسوعة إماراتية "جميع
الدول لديها الموسوعات الخاصة بها. في إيران مثلاً، انتهى العمل في
الموسوعة الفارسية العام الماضي." وسوف تكون الموسوعة مصدراً حيوياً
للمعلومات بالنسبة للقراء المستقلين، أو الذين يجرون بحوثاً علمية عن
المنطقة. وبعد انتهاء العمل في الموسوعة، سوف تصبح مصدر معلومات في أكثر
من 70 حقلاً مختلفاً، تشمل التاريخ، السياسة، الاقتصاد، العلوم الطبيعية،
والبيئة. كما ستضم معلومات عن كل عائلة في الإمارات. وهذا يعني مقابلات
مع كبار السن من جميع عائلات الدولة، للحصول على خلاصة معرفتهم وحكمتهم،
وحفظها للأجيال القادمة.
تقول
الدكتورة غباش: "لاحظت أن العديد من العائلات في الإمارات نشرت كتباً عن
تاريخها، وفكرت في جمع هذه القصص في كتاب واحد، كالموسوعة."
بدأ
العمل في الموسوعة، بتمويل من مركز عوشة بنت حسين الثقافي، الذي أسسته
الدكتورة غباش عام 1992. بدأت الدراسات المبدئية للمشروع، بتكلفة 500.000
درهم، العام الماضي. والمرحلة الأولى من المشروع تضم، إضافة إلى إيجاد
الباحثين والخبراء، استشارة خبراء أجانب في هذا المجال، للحصول على
نصائحهم حول أفضل طريقة لإقامة المشروع.
وبينما
ينتظر المشروع موافقة الحكومة، والتي تأمل الدكتورة موزة أن تتحمل بعض
تكاليف المشروع التي تقدر بـ40 مليون درهم، بدأ العمل على تحضير محتويات
الموسوعة. يقوم حالياً 1000 باحث و45 خبيراً بفحص السجلات والوثائق
القديمة حول دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي قدمها علماء من كافة
أنحاء العالم. عندما ينتهي العمل في الموسوعة بعد نحو خمس سنوات من الآن،
سوف تصدر الموسوعة باللغتين العربية والإنجليزية، وسوف تكون متوفرة عبر
الإنترنت كذلك.
تقول
الدكتورة غباش: "الفكرة كبيرة جداً، ولا يمكننا خوض هذا المشروع وحدنا.
نحتاج إلى تعاون الكثير من المراكز الثقافية في الإمارات الأخرى، من
أبوظبي إلى الفجيرة."
المشروع
يحتاج أيضاً إلى الدعم المالي، وتأمل الدكتورة غباش في أن ينضم ممولون من
كافة الجنسيات إلى المشروع. تقول: "هناك العديد من الشركات الأوروبية
والهندية الكبرى التي تعمل في هذه الدولة منذ سنين. هذه الشركات تعتبر
الآن جزءاً من الدولة، وسوف يكون رائعاً إذا شاركت في هذا المشروع مع
الشركات الإماراتية الرائدة." |