تتواصل
عملية تطوير دبي بسرعة كبيرة، وسيؤدي آخر المشاريع الكبرى في المدينة
لتحويل عدة كيلومترات مربعة من الأرض المحاذية للخور إلى حي جاري خاص
بالأعمال.
وقد
أعلن عن البدء بتشييد "خليج الأعمال" الفريق أول سمو الشيخ محمد بن
راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع حيث أكد أن المبادرة سوف توفر
البيئة المناسبة والبنية التحتية اللازمة لرجال الأعمال المتدفقين من
أرجاء العالم لإقامة مقرات محلية وإقليمية ودولية لهم في دبي.
يشتمل
المشروع على مد خور دبي، وهو لسان الماء الطبيعي الذي يقسم المدينة إلى
ديرة وبر دبي، وتشييد أبنية مكتبية ذات طابع مستقبلي على ضفتي لإقامة
حي أعمال مركزي يشابه في طبيعته حي مانهاتن في نيويورك أو جينزا في
طوكيو. وأشاد الشيخ محمد في معرض الإعلان عن هذا المشروع الهائل خلال
الملتقى الاستراتيجي العربي بالدور التاريخي الذي لعبه الخور في دبي
حيث شكل شريان حياة للتجار الذين ساعدوا على بناء صيت المدينة كمركز
تجاري مزدهر.
وأضاف
سموه "كان ازدهار المدينة في الماضي يعتمد إلى حد كبير على الخور، وكان
معظم السكان يقطنون على ضفتيه. وكان حلم والدي، الشيخ راشد بأن يأخذ
دبي لآفاق جديدة من النمو والتطور هو الذي أدى إلى تجريف الخور. وإنه
ليسعدنا اليوم أن نعلن عن مشروع رئيسي آخر يرتبط بالخور". وأوضح أن
خليج الأعمال سيكمل مشاريع البنية التحتية الكبرى التي تقوم دبي
بتنفيذها لتعزيز تطور الأعمال واجتذاب الاستثمارات الأجنبية إلى
الدولة.
"لقد
شهدت السنوات القليلة الأخيرة مبادرات طموحة مثل مدينة دبي للإنترنت،
مدينة دبي للإعلام، مركز دبي المالي العالمي، مدينة دبي الصحية،
والنخلة، وجميعها تهدف إلى تعزيز الدور الذي ستلعبه دبي على المستويين
الإقليمي والدولي. إلا أننا نشعر بأن علينا القيام بالمزيد. وقد أردنا
أن نقيم مشروعاً يكون حجر الزاوية لانطلاقة اقتصادية جديدة توسع الدور
الدولي للإمارات العربية المتحدة.
"إن
الدراسات الشاملة التي أجرتها كبريات الهيئات الاستشارية الدولية أظهرت
أن خليج الأعمال هو مشروع سيحقق حتماً التغير المطلوب. فهذا الخليج
يمثل مبادرة تعكس التزامنا بالاستمرار في الاستثمار المكثف لتطوير
البنية التحتية للدولة والحفاظ على علاقات جيدة بين القطاعين العام
والخاص.
"وذلك
يتم ليس فقط عبر المراجعة المستمرة للقوانين والأحكام التي تساعد على
تطور الأعمال، بل أيضاً عبر العمل الجدي لتوفير فرص استثمارية جديدة
للقطاع الخاص. ونحن على ثقة أن خليج الأعمال سيلعب دورا رئيسيا في
تطوير الدولة".
تتولى
إدارة المشروع دبي العقارية، وهي جزء من دبي القابضة، وذلك على مساحة
تبلغ 64 كيلومتراً مربعاً من الأرض الممتدة من رأس الخور إلى شارع
الشيخ زايد، مع إقامة أبراج مكتبية وسكنية مرتفعة بين منطقتي الحدائق
والأقنية وذلك لإنتاج بيئة جذابة للعمل والسكن.
ويقول
محمد القرقاوي، كبير المسؤولين التنفيذيين لدبي القابضة "يعكس خليج
الأعمال الرؤية الطموحة لدبي والدور الذي تسعى الإمارات العربية
المتحدة للقيام به كمركز دولي للتجارة والأعمال. وكما قال سموه، فإن
جوهر المشروع – وهو الأول من نوعه في المنطقة – يكمن في مد خور دبي
للسماح بإنشاء مدينة ضخمة جديدة ضمن المدينة. وتكمن أهمية هذا المشروع
الفريد، ليس في حجمه أو تكاليفه، وإنما أيضا في الأثر الهائل الذي
سيخلفه على الاقتصاد المحلي.
"إننا
نتطلع إلى الأمام، وإلى الدور الذي سيلعبه خليج الأعمال في تحويل هذه
الدولة إلى واحدة من أفضل مراكز الأعمال في العالم. فهذا المشروع طموح
سيجتذب، كما هو منتظر، أعداداً كبيرة من المؤسسات الإقليمية والدولية،
خصوصاً لأنه يوفر أحدث المرافق والبنية التحتية العصرية، إضافة إلى
القوانين والأنظمة السارية التي تشجع على ازدهار الأعمال في الدولة
واستقرارها.
ومن
المنتظر أن يجتذب خليج الأعمال استثمارات تقدر بمليارات الدولارات إلى
دبي، حيث كشف القائمون على التطوير أن المرحلة الأولى بيعت بالكامل
خلال ساعات قليلة من طرحها للبيع، وكانت قيمة المبيعات من المستثمرين
المحليين والدوليين الحريصين على إقامة أبراج في المشروع، 4 مليارات
درهم.
من
جانبه قال هاشم الدبل، كبير المسؤولين التنفيذيين لدبي العقارية، "إن
السرعة التي تم بها تخاطف قطع الأرض تعكس ثقة المستثمرين بخليج الأعمال
وبالاقتصاد المزدهر للدولة. والمشروع مفتوح أمام القطاع الخاص بما يعكس
أهمية دور ذلك القطاع في تطوير الدولة ومن المقترح أيضاً أن ينحصر دور
الحكومة بالاستثمار المكثف في البنية التحتية وتوفير بيئة قانونية
وقضائية جذابة، إضافة إلى طرح مبادرات مثيلة تجتذب الاستثمارات المحلية
والإقليمية".
تشتمل
المرحلة الأولى من تطوير خليج الأعمال على ثلاثة عناصر: مد الخور،
تشييد البنية التحتية، مد الطرقات وشبكات الكهرباء، وأخيراً وضع أساس
الأبراج والمرافق الأخرى.
وأضاف
الدبل "سيتم تنفيذ المراحل الثلاثة في نفس الوقت بحيث يمكن إكمال
المشروع في الموعد المحدد. إن رؤيا الشيخ محمد تركز على التخطيط للغد
والعمل مقدماً من أجله بحيث نتمكن من مواجهة النمو الهائل المتوقع
وإعداد البلاد للمحافظة على قدرتها التنافسية إقليمياً ودولياً".
وبين
العقود الأولى التي منحت من قبل دبي العقارية كان العقد الخاص للقيام
بعمليات الحفر والتصوين ووضع الأساسات الخاصة بـ 11 برجا في خليج
الأعمال، وقد منح لشركة الحبتور للمشاريع الهندسية. وقد سبق لهذه
الشركة، وهي جزء من مجموعة الحبتور أن شيدت عدداً من أرقى وأشهر
المنشآت في الإمارات العربية المتحدة. وقد كانت سعادة الشركة كبيرة
لمشاركتها في هذه المبادرة التي تعتبر الأكبر في تاريخ دبي.
يقول
مدير المشروع زياد عموس "لعبت الحبتور للمشاريع الهندسية دوراً مهماً
في العديد من أرقى مشاريع دبي الإنشائية. وإنه لمن دواعي سعادتنا أن
نساهم في خليج الأعمال الذي يتابع عمليات غير المسبوقة لتنمية وتوسيع
دبي كي تغدو واحدة من أكثر مدن الأعمال في العالم جاذبية.
"إن
خليج الأعمال هو واحد من مشاريع دبي المعهودة، فهو يتميز بالطموح
والإلهام وبعد النظر. ونحن نتطلع جميعاً لأن نقوم بواجبنا من أجل تحويل
تلك الرؤيا لحقيقة واقعة. وأوضح الدبل الفوائد التي ستعود على دبي
مستقبلاً، مشيراً إلى أن المشروع يعتبر عنصراً مهماً من رؤيا الشيخ
محمد الخاصة بدبي، لعام 2010 وما بعده.
واستطرد قائلاً "إن أبعاد المشروع على المدى الطويل أكبر بكثير من أثره
على المدى القريب.فخليج الأعمال سيلعب دووراً حيوياً في العامين
المقبلين، ويجتذب استثمارات بعشرات مليارات الدولارات. أما على المدى
الطويل، فإن آثاره الثانوية والفرعية ستكون أضخم بكثير من المكاسب
الاقتصادية المباشرة. فهو سيضع الإمارات العربية المتحدة على الخارطة
باعتبارها واحدة من أهم مدن العمال في العالم قاطبة." |