بن سمولي

تتصاعد الاستثمارات القطرية في قطاعي البنية التحتية والصناعة بوتيرة عالية في إطار جهود قطر لتصبح لاعباً إقليمياً متميزاً. وقطر، التي تمتلك ثالث احتياطي للغاز، وأحد أعلى معدلات الدخل الفردي في العالم، قد تكون دولة صغيرة، لكن طموحاتها كبيرة.

فمنذ مطلع الألفية الجديدة، خصصت الحكومة 25 مليار دولار لتحديث البنية التحتية للدولة. وبالإضافة للطرقات الجديدة، ومعامل معالجة مياه المجاري، وبرنامج توسيع مطار قطر بتكلفة 750 مليون دولار، تشمل الخطط عدداً كبيراً من المشاريع الراقية الهادفة لتعزيز هوية قطر الثقافية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية.

وفي إطار التطوير الجاري، أعلنت شركة الريان للاستثمار السياحي عن خطط لبناء خمسة فنادق جديدة لمواجهة التدفق المتزايد للسائحين ورجال الأعمال. وقد فازت مؤخراً شركة الحبتور للمشاريع الهندسية، وهي إحدى شركات مجموعة الحبتور، بعقد قيمته 400 مليون دولار لتشييد وتجهيز هذه الفنادق.

لقد بنت الحبتور للمشاريع الهندسية صيتاً لا يضاهى في قطاع المقاولات في دولة الإمارات عبر مشاريع متميزة مثل مبنى الشيخ راشد (الكونكورس)في مطار دبي الدولي. كما شيدت الشركة الكثير من أشهر فنادق دبي، بينها على سبيل المثال لا الحصر، برج العرب بارتفاعه البالغ 321 متراً، فندق شانغريلا (كلاهما في إطار تحالف مع موراي وروبرتس)، فندق جميرا بيتش الذي يضم 600 غرفة، فندق متروبوليتان بالاس ودوسيت دبي.

يشتمل العقد القطري على تشييد خمسة فنادق كجزء من توسيع سيتي سنتر الدوحة، مركز التسوق الأكثر شعبية في العاصمة، حيث يتوزع المشروع على الجهتين الغربية والشرقية من مركز التسوق. ويشرح نصر ذلك بقوله "هناك ثلاثة فنادق خمسة نجوم وفندقان أربعة نجوم، وهي اثنان من فنادق ماريوت، فندق شانغريلا، فندق مروب وفندق رينيسانس. ويقسم المشروع لمرحلتين، تضم الأولى فندقا ماريوت اللذان يمتدان على مساحة 160.000 متر مربع وبارتفاع 48 طابقاً. أما المرحلة الثانية فتشمل الفنادق الثلاث الباقية، هي تمتد على مساحة إجمالية 260.000 متر مربع، وبنفس الارتفاع، مع مهبطي هليكوبتر على السطح.

"وتتضمن كلا المرحلتين على ثلاثة طوابق من الأقبية، وبوديوم بارتفاع ستة طوابق، ثم تأتي الأبراج منبثقة من البوديوم. وستكون الجدران الخارجية مغلفة بالزجاج بكاملها، فيما تقع مرافق الترفيه وأحواض السباحة في الطابق الأرضي."
 

ونصر ليس مستجداً في مجال إنجاز مشاريع الفنادق الفخمة ضمن ميزانيتها المحددة ومدة التنفيذ المقررة. فلقد كان مديراً عاماً لمشروع بناء فندق شانغريلا بتكلفة 400 مليون درهم على شارع الشيخ زايد في دبي، وهو أول فندق تقيمه المجموعة المالكة – ومقرها هونغ كونغ -  في منطقة الخليج. لكن آخر المشاريع، وهو يتضمن فندق شانغريلا أيضاً، ، سيمثل تحديات جديدة للمهندس نصر وفريقه بسبب حجمه الكبير، حيث سيكون هناك خمسة فنادق قيد الإنشاء في نفس الوقت. وقد بدأ العمل في الموقع في إبريل الماضي، وستكون مدة التنفيذ للمشروع بكامله 24 شهراً.

ويوضح نصر "من المؤكد أن المشروع فريد ويشكل تحدياً جديداً لنا لأنه كان علينا أولاً أن نذلل جميع العقبات المرتبطة بإنشاء مكتب للمنطقة، بما في ذلك نقل الموظفين المناسبين وتأمين سكن لهم وللعمال، فضلاً عن تأمين ونقل المواد من الإمارات العربية المتحدة.

"إلا أن الحبتور، بتوجيهات من رئيس مجلس إدارتنا والشريك المدير، نجحت في التغلب على جميع الصعوبات الأولية. وهكذا أثبتنا وجودنا وأصبحنا جاهزين للعمل وتأكيد ما اشتهرنا به من تميز وجودة الإنشاءات، في دولة قطر أيضاً"، يمتاز المشروع بأنه الأول الذي ينص على "السعر الأعلى المضمون المرتبط بقيمة العقد"، وهو كما يشرح نصر يمثل أسلوباً جديداً للتعاقد في المنطقة. "إن هذه المبادرة لن تضمن فقط التنفيذ السلس لكامل المشروع منذ بدايته، ولكن ستؤدي إلى أن جميع الأطراف المعنية ستعمل كفريق واحد."

سيكون بوديوم كل فندق متصلاً مباشرة بمركز التسوق، ويشتمل البناء على استخدام الكونكريت المضغوط RCC ، تلبيس زجاج خارجي للجدران، الخدمات الكهربائية والميكانيكية والصحية، أنظمة التنقل والبستنة الخارجية والداخلية.

ويقول نصر "يواجه هذا المشروع جدولاً زمنياً صعباً للانجاز وسيكون هناك ضغط كبير على التخطيط وتأمين المواد والتنفيذ. فهذه المعجزة المعمارية هي أكبر مشروع فازت به الحبتور للمشاريع الهندسية خارج الإمارات العربية المتحدة. وسيكون واحداً من المعالم الكبيرة في قطر حيث سيضيف تحفة معمارية إلى الدوحة. وفي هذا الوقت يبدو مستقبل قطر واعداً فعلاً. فقد وصل إنتاج الغاز الطبيعي المسيل إلى 18 مليون طن، وينتظر أن يرتفع إلى 27 مليون طن هذه السنة. وإذا حققت قطر هدفها بإنتاج 36 مليون طن عام 2008 فسوف تتفوق على إندونيسيا وتنتزع منها المرتبة الأولى في تصدير الغاز الطبيعي المسيل في العالم. وبعدها ستكون عوائد ما يصل إلى 650 ألف برميل يومي من النفط الخام الذي تستخرجه قطر مجرد مكافأة إضافية وليس المورد الوحيد للاقتصاد القطري. ومع ذلك النمو الاقتصادي المتزامن مع رغبة قطر في الاستثمار بالتنويع الاقتصادي وتعزيز جاذبية الدولة للمستثمرين الأجانب، يتوقع نصر أن يكون مستقبل الحبتور للمشاريع الهندسية في قطر مزدهراً هو الآخر.ب