تعود بداية نادي زوارق شاطئ دبي إلى عام 1974 حين
قررت مجموعة من الأصدقاء يقودها الكولونيل غاي تيمبل من قوة دفاع دبي
حينها البحث في إمكانية تأسيس ناد للرياضات البحرية. وأول فكرة تبادرت
إلى أذهانهم كانت استخدام واحد من ثلاثة مرافئ للصيد كانت قد بنيت حديثاً
على شاطئ جميرا. وفي 11 أغسطس 1974، منحهم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد
آل مكتوم حاكم دبي قطعة أرض في مرفأ أم سقيم.
وتمت تسمية النادي من ذلك الوقت بنادي زوارق شاطئ
دبي الذي افتتح برعاية سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، رئيس الشرطة
والأمن العام، الذي طلب منحة الأرض من والده، لينطلق أول سباق في أكتوبر
1974.
وفي ذلك الوقت لم يكن في النادي سوى منشآت شديدة
التواضع تتكون من مجمع لتخزين القوارب ومنزل للقوارب ومنطقة مظللة بسقف
من السعف.
وفي يونيو 1976، بني أول مبنى في النادي وتنامى
النادي بسرعة كبيرة لدرجة أن الشيخ أحمد طلب من والده ثلاث مرات أن يمنح
النادي مزيداً من الأرض من أجل توسعته.
أما اليوم فيوجد في النادي مبنى ومنشآت حديثة
ولديه أسطوله الخاص من القوارب التي تبدأ من قوارب تدريب الصغار إلى
القوارب الأكبر حجماً كالليزر. كما أن العديد من أعضائه يمتلكون يخوتهم
وقواربهم الخاصة التي ترسو في مرسى النادي.
وقد بلغ النادي من الشعبية مبلغاً جعل لديه قوائم
انتظار كبيرة للعضوية كما أصبح من الصعب بشكل متزايد على غير الأعضاء حجز
دروس في قيادة القوارب الشراعية لدى المدربين الخمسة في النادي لأن
الأولوية هي للأعضاء دوماً.
يقول كيلي: "لدينا قائمة انتظار للدروس، ولهذا لا
يتوفر لنا سوى القليل جداً من الوقت لتخصيصه لغير الأعضاء. الاستثناء
الوحيد على لك هو أولئك اللذين يتقدمون بطلبات عضوية. ونحن نشجع المسجلين
على قائمة الانتظار أن يحرصوا على أخذ دروس الإبحار الشراعي وإحضار
أطفالهم لأخذ الدروس أيضاً."
وينصح كيلي أولئك الذين يريدون الآن البدء بممارسة
هذه الهواية أن ينضموا لأحد النوادي في دبي أولاً قبل أن يقرروا ما إذا
كانوا سيشترون قواربهم الخاصة بالنظر إلى التكلفة المرتفعة لهذه القوارب.
ويضيف: "إذا كان المرء مهتماً بالقوارب الأكبر
حجماً والمشاركة في السباقات فإن التكاليف تصبح أكبر بكثير حينها. فإلى
جانب ثمن القارب، لا بد أيضاً من تغيير الأشرعة وغيرها من الأشياء كل بضع
سنوات للحصول على فرصة أفضل للفوز. أما إذا كنت تريد مجرد إعطاء أطفالك
الفرصة للاستمتاع بالقوارب الشراعية، فالأمر لن يكون مكلفاً لأن سعر ساعة
التدريب يبدأ من 60 درهماً تقريباًً. وإذا ما أصبح الأطفال مهتمين بهذه
الرياضة فعلاً فيمكن حينها شراء قارب ليزر مستعمل بحوالي 2000 إلى 5000
درهم."
يبدأ موسم الإبحار الشراعي في الإمارات أواسط
سبتمبر ويستمر حتى مايو، أي أنه يتفادى شهور الصيف الحارة. كما تسود رياح
ملا ئمة للزوارق الشراعية طوال الموسم.
يقول كيلي: "تسود رياح تهب من البر صباحاً ومن
البحر بعد الظهيرة وعموماً تكون هناك رياح كافية بسرعة 10 إلى 15 عقدة كل
يوم عند الظهيرة. الرياح منتظمة جداً ولهذا فالإبحار الشراعي هنا يتمتع
بظروف ممتازة."
رعاية آل مكتوم لرياضة الشراع في دبي أثمرت أيضاً
تأسيس نادي جبل علي للمراكب الشراعية عام 1977، والذي منحه الأرض أيضاً
المغفور له الشيخ راشد بن مكتوم. غير أن تطوير جزيرة النخلة ومرسى دبي
مؤخراً اصطدم بأرض النادي إلى أن تدخل سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
ولي عهد دبي وزير الدفاع واقترح نقل النادي من موقعه الحالي إلى موقع آخر
على النخلة بشرط أن تتحمل شركة نخيل المنفذة للمشروع تكلفة بناء مبنى
جديد له تبلغ 8 ملايين درهم.
وقال مدير النادي رامسي آسال وقت الإعلان عن الخطة
الجديدة: "هذا بالتأكيد سيجعلنا أحد أهمي الأندية البحرية في الخليج."
وعبر آسال عن شكره العميق لكرم الشيخ محمد الذي ضمن استمرارية ومستقبل
النادي.
وقالت المتحدثة باسم النادي شارون أليسون: "الموقع
الجديد للنادي رائع. ومن مبنى النادي الجديد سنتمكن من مشاهدة سباقات
بحارينا. لقد كانت نخيل كريمة جداً معنا سواء في الموقع الذي خصصته لنا
أو بتحملها تكلفة المبنى الجديد."
مشاريع التطوير العقاري في الواجهة المائية، إلى
جانب توفيرها موقع جديد أفضل للنادي، ستحل مشكلة أخرى يعاني منها ممارسو
الرياضة في دبي وهي قلة الأماكن المتوفرة حالياً لرسو القوارب. وتذكر
الدراسات أن المدينة بحاجة لمراس جديدة تتسع لحوالي 7000 قارب وهو ما
ستوفره الكثير من المراسي الجديدة التي ستقام في المشاريع السكنية
الجديدة التي يجري تطويرها على شواطئ دبي.
يقول كيلي: "مع المشاريع العقارية الجديدة ستتوفر
الكثير من المراسي الإضافي التي تكثر الحاجة لها في دبي حالياً. نحن في
نادي زوارق شاطئ دبي نواجه مشكلة مع الطلبات المتزايدة على مواقع الرسو
في النادي ولا نتمكن الآن من توفيرها سوى لأعضاء النادي فقط. ورغم أننا
وفرنا أماكن لأربعة عشر قارباً جديداً قبل بضعة شهور فقد أصبحت ممتلئة
كلها الآن."
أما حين تصبح جزر النخلة والعالم جاهزة لاستقبال
السكان، سيكون منظر اليخوت الراسية بجانب حدائق البيوت منظراً شائعاً
ويتوقع عشاق الرياضة من ذلك أن يعطي دفعة كبيرة لها في دبي.
|