وبقرة البحر معروفة محلياً باسم "عروس البحر"، واسمها العلمي (Dugong
dugon) وهي تنتمي لفصيلة (Sirenae)
مثل بقرة البحر المختلفة قليلاً، والمسماة "ماناتي"، وهي تعيش في
بحار أمريكا. وقد كان هناك نوع ثالث يعيش في المحيط الهادئ، ويعرف
باسم عالم الطبيعة ستيلر الذي كان عضواً في بعثة استكشافية روسية.
وقد حدث أن تحطمت سفينة البعثة عام 1741، فاضطرت للجوء إلى جزيرة
بهرينغ طوال فصل الشتاء، واعتاش أفرادها على لحوم بقرة ستيلر التي
كانوا يصطادونها. وتشير السجلات القديمة إلى أن طولها كان يصل
لثمانية أمتار، وأن وزنها يناهز ستة أطنان. لكن ذلك النوع ما لبث أن
انقرض بعد أقل من أربعة عقود على اكتشافها نتيجة للإفراط في صيدها.
يعيش النوع المحلي من بقرة البحر في البحر الأحمر، على طول الساحل
الشرقي لأفريقيا، وحول جزر خليج البنغال، وفي أرخبيل مالاي، وكذلك في
مولووس امتداداً إلى الفلبين، وحول غينيا الجديدة وصولاً لسواحل
أستراليا الشمالية. وبقر البحر حيوان ثديي يعيش في المياه الدافئة
ولا يبتعد عن الشواطئ كثيراً كما لا يقترب من مصادر المياه العذبة.
أما بقر البحر الأمريكي (الماناتي) فهو قد يعيش عند مصبات الأنهار
عذبة المياه.
وبقر البحر بصورة عامة مهدد بالانقراض بسبب الصيد، فلحومه مرغوبة
لأنها شهية، والزيت المستخرج من شحومه ثمين لاستخدامه في أغراض
"طبية" متعددة. ففي مدغشقر مثلاً، يستخدم مسحوق القواطع العليا
علاجاً للمصابين بالتسمم الغذائي، أما شحم فيفيد في علاج الصداع، كما
أن نوعاً من شحمه يستخدم مليناً.
يشكل بقر البحر الذي يعيش قبالة سواحل الإمارات واحداً من أكبر
تجمعات ذلك الحيوان. أما أكبر تلك التجمعات ففي خليج القرش
الأسترالي. وقد أعلنت المناطق البحرية المجاورة لجزيرة مرواح غربي
أبو ظبي مؤخراً محمية بحرية لحماية هذه الحيوانات النادرة.
وبقر البحر من الثدييات النباتية، ويتراوح طول الواحدة منه2.5-3.2
متر (وقد يصل 4 أمتار) ويبلغ وزن الحيوان البالغ بين 230-900
كيلوغرام. وخلال تناولها الأعشاب البحرية، تصعد إلى السطح في أوقات
غير منتظمة لتتنفس. لكنها في المتوسط تتنفس مرة كل 3-5 دقائق. وهي
تعيش إما وحيدة أو زوجياً أو في قطعان صغيرة تتضمن ما بين 3-6
حيوانات. ويتراوح لون جلدها بين البني الفاتح والرمادي، ويحيط بفمها
شعر قاسي الملمس يفيد في الاستشعار. أما منخريها، فيقعان في قمة
الرأس، مما يتيح لها التنفس دونما الحاجة للارتفاع كثيراً عن سطح
الماء.
|