بقلم: ليندا هيرد
لم يسبق
ليوم من أيام التاريخ أن كان له هذا الوقع الشخصي والسياسي على العالم
كله, ومع ذلك لا يزال 11 سبتمبر 2001 لغزاً. ألم يأت الوقت إذاً لنثير
الأسئلة الصحيحة ونطالب بإجابات عليها؟ أسئلة من مثل: لماذا ألغى كبار
مسؤولي البنتاغون أسفارهم جواً المخططة مسبقاً قبل يوم واحد من 11
سبتمبر؟ من الذي أرسل رسائل تحذير لشركة إسرائيلية؟ لماذا أطلق سراح
الجواسيس الإسرائيليين وهم يصورون بالفيديو إنفجاري برجي مركز التجارة
العالمي؟ لماذا لا يصرخ أحد مطالباً: نريد الحقيقة؟
يمثل 11
سبتمبر بالنسبة للأمريكيين اليوم الذي هوجمت فيه بلادهم داخل أراضيها.
أما بالنسبة لنا نحن باقي العالم فقد أتى نذيراً, إن لم يكن بحدوث الحمل,
فبميلاد نظام عالمي جديد مضطرب تضع الولايات المتحدة الأمريكية صيغته.
على مدى
الشهور التي تلت سيطرة 19 خاطفاً على تلك الطائرات المدنية وتوجيهها نحو
رموز القوة الأمريكية, وسَّعت إدارة بوش وجودها العسكري عبر آسيا وغزت
دولتين مستقلتين صاحبتي سيادة هما أفغانستان والعراق.
الحرب
على أفغانستان أعلنت تحت شعار القبض على أسامة بن لادن وتفكيك شبكة
القاعدة التي يتزعمها. لكن ابن لادن لم يقبض عليه وتعطش أمريكا للثأر
أشبع جزئياً.
"عملية
الحرية على العراق" قد سهلها أيضاً يوم 11 سبتمبر. فقد بذلت الإدارة
الأمريكية كل ما بوسعها لإيجاد صلة بين الزعيم العراقي السابق صدام حسين
والقاعدة, لكنها فشلت فشلاً ذريعاً. غير أن هذا لم يمنع جندياً من مشاة
البحرية الأمريكية من أن يغطي وجه التمثال البرونزي للزعيم العراقي في
ساحة الفردوس ببغداد بالعلم ذاته الذي كان يرفرف فوق البنتاغون يوم 11
سبتمبر.
لقد زعمت
الولايات المتحدة أن أحد الخاطفين وهو محمد عطا التقى عميلاً للمخابرات
العراقية في العاصمة التشيكية براغ وأن الهجمات بالجمرة الخبيثة التي
وقعت في أراضيها قد دبرها العراقيون. غير أن هاتين التهمتين ثبت أنهما
ملفقتان. فالرجل الذي جرى تصويره مع العميل العراقي في براغ تبين أنه ليس
محمد عطا, كما أن جراثيم الجمرة الخبيثة تلك كانت قد بدأت حياتها في
مختبرات فورت ديتريك العسكرية التابعة للجيش الأمريكي والمشتبه الأول في
هذه الهجمات هو لفتنانت كولونيل فيليب زاك الضابط العسكري السابق فيها.
في
مواجهة هذه الورطة, لم يعد أمام الولايات المتحدة سوى اتهام الحكومة
العراقية بتطوير أسلحة دمار شامل, والتأكيد على أن صدام حسين يشكل خطراً
على أمنها.
ولازالنا
ننتظر أن تقدم الولايات المتحدة لنا تفسيراً معقولاً لعدم لجوء الرجل
"الخطير" لاستخدام أسلحته الجرثومية الكيماوية حينما وجد أعداءه على
الأبواب بكل معنى الكلمة, مع وجود هذه الأسلحة لديه.
المصالح الأمريكية أولاً
جعل 11
سبتمبر 2001 دكتور جيكيل الأمريكي يتحول إلى المستر هايد الشرس دون أن
يلحظ أحد ذلك. فقد تشربت أمريكا فكرة الحرب الاستباقية ونفضت عنها عباءة
الدولة المسالمة نسبياً لتحطم كل تلك القوانين والمعاهدات والمواثيق
الدولية التي تقف في وجه أجندة "مشروع القرن الأمريكي الجديد" الذي وضعته
عام 1998- إعادة صياغة العالم العربي وفق الصورة التي تريدها.
لقد خسرت
الولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر حوالي 3 آلاف من مواطنيها وبعض الممتلكات
العقارية المهمة, لكنها منذ ذلك اليوم المأساوي حققت مكاسب سياسية
واستراتيجية ومادية كبيرة.
فإلى
جانب وجودها العسكري الجديد حول العالم, أصبحت الآن في موقع يمكنها من
التحكم بالإمكانيات النووية الباكستانية واكتسبت قواتها موقعاً
استراتيجياً بين سوريا وإيران. كما حققت سيطرة على معابر النفط من بحر
قزوين حتى البحر الأحمر عبر أفغانستان إضافة للسيطرة على ثاني أكبر
احتياطيات نفط في العالم وهي تلك الموجودة تحت أرض العراق.
اليوم
وبعد أن أصبح النفط العراقي داخل مجال نفوذها, تستطيع أمريكا عملياً
إضعاف منظمة أوبك ببيعها نفط العراق بأسعار أقل وإغراقها للأسواق به. كما
أن موقعها المهيمن في المنطقة والتهديد الضمني الذي يمثله سيضمن استعادة
دولار النفط لسيطرته بعيداً عن أي تحدٍ من اليورو.
أضف لذلك
أن الشركات الأمريكية أخذت تحصل الآن على مليارات الدولارات من عقود
إعمار العراق دون الحاجة لخوض أي مناقصة, وبعض هذه الشركات على صلات
بأشخاص بارزين من الحكومة الأمريكية.
كما أن
إسرائيل مستفيدة من هذا التطور بعد أن خرج عدوها الأول وهو العراق من
الميدان, مما يزيد بدوره من ضعف الموقف التفاوضي الفلسطيني فيما يتعلق
بالدولة الفلسطينية. واليوم يضغط آرييل شارون نحو أن تواجه سوريا المصير
نفسه الذي واجهه العراق.
هل كان
لكل هذا أن يحدث لولا ما فعله الخاطفون التسعة عشر يوم 11 سبتمبر؟ أشك في
ذلك. فبدون ذريعة معقولة ما كان للولايات المتحدة أن تنجح في الزج
بوجودها العسكري إلى هذه المنطقة وغيرها عبر الشروخ التي تعانيها أبواب
الأمن في الدول الأخرى.
وقد كان
ليوم 11 سبتمبر وقعه داخل أمريكا أيضاً. فالأمريكيون الذين انتابتهم
مشاعر الاستعداء أصبحو مستعدين للتخلي عن حرياتهم. قانون الوطنية أعطى
الحكومة صلاحيات أوسع في مراقبة الاتصالات الهاتفية والبريد الالكتروني
وتفتيش مساكن الناس بل وحتى التحقيق سراً في الكتب التي يستعيرونها من
المكتبات. وإذا ما نجحت الحكومة في تمرير قانون الوطنية الثاني فإن
المواطنين المنشقين سيفقدون جنسيتهم الأمريكية نتيجة "توفيرهم المساعدة
للعدو".
إن ثورة
وقعت داخل وخارج الأراضي الأمريكية منذ 11سبتمبر, غير أن الأمر تطلب
ضغوطاً مكثفة من جانب عائلات الضحايا قبل تشكيل "هيئة مستقلة" للتحقيق
بعد سنة من ذلك اليوم الذي غير العالم.
أسئلة
معلقة
هناك
أسئلة كبيرة كثيرة في مواجهة إرادة سياسية ضعيفة جداً لاكتشاف الحقيقة في
هذا المناخ الأمريكي الوطني القائم على الخوف.
على سبيل
المثال, لماذا قوبلت تحذيرات روسيا ومصر وإسرائيل من هجمات إرهابية وشيكة
بالتجاهل قبيل صباح ذلك اليوم المأساوي في سبتمبر؟
يوم 16
سبتمبر 2001, نقلت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية مايلي: "أرسل خبيران
رفيعا المستوى في المخابرات العسكرية الإسرائلية, والموساد, إلى واشنطن
في أغسطس لتحذير الإف بي آي والسي آي أيه من وجود خلية كبيرة يصل عدد
أفرادها إلى 200 إرهابي يقال إنهم يخططون لعملية كبيرة."
لماذا جرى تحذير الشخصيات المهمة مسبقاً من الخطر المتوقع
فيما لم يحذر أحد العامة؟
في يوم
12 سبتمبر, قالت صحيفة سان فرانسسكو كرونكل إن ويلي براون عمدة سان
فرانسيسكو قد نصح بعدم السفر جواً قبل ثماني ساعات من هجمات 11 سبتمبر.
وكشفت
مجلة نيوزويك يوم 24 سبتمير 2001 أن "مجموعة من كبار مسؤولي البنتاغون
يوم 10 سبتمبر ألغت على نحو مفاجئ حجوزات السفر جواً صباح اليوم التالي,
بسبب مخاوف أمنية على ما هو واضح."
كما كشفت
صحيفة واشنطن بوست يوم 27 سبتمبر 2001 أن موظفي شركة أوديغو الإسرائيلية
التي كان لها مكاتب في نيويورك تلقوا رسائل تحذير على هواتفهم النقالة
قبل ساعتين فقط من الهجمات على مركز التجارة العالمي.
لماذا
سمحت القيادة الأمريكية الشمالية للدفاع الفضائي لأربع طائرات ركاب أن
تنحرف عن مسارات رحلاتها المعروفة والمحددة مسبقاً طوال هذه المدة
الطويلة؟ فقد اكتشف مراقبو الحركة الجوية انحراف مسارات هذه الطائرات
وتابعوها ومع ذلك لم تبدأ المقاتلات بالخروج إلى الأجواء لاعتراضها إلا
بعد وقوع الهجمات مع أن قاعدة أندروز الجوية لا تبعد سوى 10 أميال عن
البنتاغون.
لماذا
قال الناطق الرئاسي الأمريكي آري فلايشر بعد الهجمات إن أوساط
الاستخبارات الأمريكية قد أخذت على حين غرة إذ أنها لم يسبق أن فكرت
باحتمال استخدام طائرات ركاب مدنية للهجوم على المباني؟ وبدورهما عكس
روبرت مولر مدير الإف بي آي وكوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي
لشؤون الأمن القومي أيضاً هذا التصريح.
إن
تقريراً منشوراً على الموقع الإلكتروني لشبكة سي إن إن يناقض هذا
التأكيدات المذكورة أعلاه حيث يقول إن الإف بي آي تلقت تحذيراً "قبل ست
سنوات من خطة إرهابية لاختطاف طائرات مدنية وإسقاطها فوق البنتاغون
والمقر العام للسي آي أيه ومبان أخرى". وكانت حكومة الفليبين هي من تقدم
بهذا التحذير بعد غارة قامت بها قواتها الأمنية على مخبأ إرهابي في
مانيلا.
كما أن
البنتاغون قد أجرى في أكتوبر 2000 سلسلة من عمليات المحاكاة الكمبيوترية
المصممة لاختبار خطط الرد على عملية هجوم بطائرة مدنية على مبناه, وهو
عمل يزيد من دحض مصداقية وصدقية بيانات الحكومة الأمريكية.
ويشك
الخبراء أيضاً في أن يتمكن طيارون غير خبيرين مثل هؤلاء المختطفين من
القيام بمثل هذه المهمات الدقيقة جداً.
يقول
أندرياس فون بولو, الرئيس السابق للهيئة التي تشرف على الوكالات
الاستخبارية الألمانية لصحيفة ديرتايغ شبيغل الألمانية: "إن التخطيط لهذه
الهجمات كان من الناحية التقنية والتنظيمية إنجازاً فريداً."
ويضيف إن
مثل هذه المأثرة "لا يمكن أن تخطر بالخيال دون سنوات من الدعم توفره
وكالات استخبارية حكومية".
كما ثارت
تساؤلات أيضاً عما إذا كان البرجان قد انهارا نتيجة صدمة الطائرتين فقط
أم أن المدبرين قد استخدموا القنابل أيضاً. يقول رجل الإطفاء لوي
كاتشيولي الذي نجا من الحادث لمجلة بيبول: "نعتقد أنه كانت هناك قنابل
وضعت في المبنى."
وكان
ممكناً للاختبارات على الفولاذ المصهور إذا ما أجراها الخبراء أن تثبت ما
تتضمنه أقوال كاتشيولي وغيره بطريقة أو بأخرى, غير أن العوارض الفولاذية
سرعان ما تم تدويرها أو شحنها إلى الصين والهند قبل إجراء إي اختبارات
عليها.
كما لم
يسمح للخبراء أيضاً بالاطلاع على المخططات الهندسية والمواصفات البنائية
لبرجي مركز التجارة العالمي. وكان لهذه المخططات والمواصفات أن تبين فيما
إذ كان البرجان قد بنيا بحيث يتحملا اصطدام طائرة مدنية بهما, كما يعتقد
الخبراء, أم لا.
لماذا
كان خمسة رجال بملامح شرق أوسطية يصرخون مبتهجين على سطح مبنى مجاور وهم
يصورون بالفيديو تهاوي البرجين, فيما كان 65 في المئة من الأمريكيين
يبكون, وفق أحد الإستطلاعات؟ وحينما أخبر أحد الجيران الذين تشكك بأمرهم
الإف بي آي, تبين أنهم يحملون فاتحات صناديق وجوازات سفر أوروبية وحوالي
5 آلاف دولار في كيس معهم.
حينها
تحدثت شبكة فوكس نيوز التلفزيونية كثيراً عن القصة إلى أن تبين أن الرجال
ليسوا سوى ضباط استخبارات اسرائيليين موجودين تحت غطاء كونهم يعملون في
شركة ترحيل. أما "رئيسهم" دومينيك سوتر فقد تخلى عن شركة الترحيل التي
يملكها وغادر إلى إسرائيل يوم 14 سبتمبر قبل أن يسمح الأمريكيون لرجاله
الخمسة باللحاق به بعد أيام.
لماذا
سمح لأكثر من مئة جاسوس إسرائيلي شاب يتحركون تحت غطاء كونهم طلاب فنون
بمغادرة الأراضي الأمريكية بعد 11 سبتمبر بدون توجيه أي اتهام لهم؟
مصادفات وتناقضات
إلى جانب
هذه التناقضات السافرة, هناك وفرة أيضاً من "المصادفات" التي تحيط بهجمات
11 سبتمبر. فبعد سويعات فقط من الهجمات نجحت الإف بي آي في العثور على
كتيب إرشادي للقاعدة وكتاب لتعليم الطيران بالعربية متروكين هكذا في
سيارة مستأجرة متوقفة عند مطار لوغان في بوسطن.
كما أن
حقيبة أمتعة لم تنقل "صدفة" إلى الطائرة التي صعد إليها محمد عطا وعثر
فيها على مصحف ووصية له. ما الذي يجعل أحدهم يضع مصحفه ووصيته وإقراره في
أمتعته التي يفترض أنها ستبلى نتيجة الحادث؟
لاحقاً,
عثر أيضاً, بكل بساطة, على جواز سفر لأحد الخاطفين التسعة عشر قرب موقع
البرجين بعد انهيارهما كما عثر أيضاً في مكان تحطم الطائرة الرابعة في
بنسلفانيا على جواز سفر الخاطف اللبناني زياد الجراح إلى جانب بطاقة
تعريف تثبت الصلة, بكل بساطة, بين "الإرهابيين" وزكريا موسوي الذي اعتقل
في أمريكا قبل 11 سبتمبر. وقد قيل لنا إن قلة فقط من أصل ثماني صناديق
سوداء كانت على الطائرة قد استرجعت من مواقع سقوط الطائرات.
ينبغي
علينا أيضاً أن ننظر في الطباع الشخصية الغريبة لبعض الخاطفين التسعة عشر
الذين يفترض أنهم أصوليون إسلاميون ومستعدون كما يبدو للتضحية بأرواحهم
فداء لمعتقداتهم الدينية.
زياد
الجراح, على سبيل المثال, ابن لعائلة معروفة وناجحة وعاش مع صديقته
التركية في ألمانيا واستمتع بالحفلات والشراب بالطول والعرض. بالكاد تكون
هذه حياة شهيد منتظر!
محمد عطا
كان ابناً جيد التعليم لمحام مصري. وقبل أيام قليلة من الهجمات ذهب عطا
واثنان من أقاربه لمطعم وبار شوكومز أويستر في هوليوود بفلوريدا وكان
الثلاثة كما وصفهم المدير هناك مفرطين في الشرب. وعطا الذي وصفه الإعلام
الأمريكي بأنه كتوم محب للسرية, جعل الآخرين يعرفون أنه طيار.
هذا "الثلاثي الإسلامي" نفسه أمضى ليلته الأخيرة على سطح
الأرض في أحد نوادي فلوريدا وهناك, تبعاً لتقرير بثته شبكة سي بي إس نيوز
التلفزيونية يوم 14 سبتمبر, "تلفظوا بعبارات معادية لأمريكا في البار
وتحدثوا عن حمام دم وشيك في نيويورك وواشنطن".
ألا
يفترض بمتطرفين دينيين أن يكونوا على أغلب الإحتمالات في المساجد قبل
ساعات من موتهم بدلاً من أن ينفق كل واحد منهم 300 دولار على الفودكا
والعربدة بين النساء؟
يقول
تقرير نشره موقع شبكة بي بي سي نيوز على الإنترنيت يوم 23 سبتمبر 2001 إن
هوية أربعة على الأقل من الخاطفين التسعة عشر هي موضع شك.
http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/1559151/
على سبيل
المثال, أعلن الطيار السعودي وليد الشهري من المغرب حيث كان موجوداً
حينها براءته من أن يكون أحد الخاطفين. أما المهندس السعودي عبد العزيز
العمري فقد قال إنه فقد جوازسفره حينما كان يدرس في دينفر.
وينقل
تقرير بي بي سي عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أنها التقت سعيد الغامدي
الذي أشير إليه بأنه أحد المختطفين اللذين كانوا على الطائرة التي سقطت
في بنسلفانيا والتي أشارت أيضاً إلى أن خالد المحضار ربما يكون لا يزال
حياً.
قوائم
أسماء المسافرين على متن الطائرات الأربع التي نشرتها سي إن إن لا تتضمن
أي اسم يوحي بأنه عربي.
وما لم
يقرر شاغلو البيت الأبيض في المستقبل أن يحققوا في هذه الشذوذات, فلربما
لن نعرف أبداً ما الذي حدث حقاً ولماذا.
لقد وقع
بوش قراراً تنفيذياً في 1 نوفمبر يقضي بسرية كل الوثائق الرئاسية التي
تخصه هو والرئيسان الأسبقان جورج بوش الأب ورونالد ريغان لمئة عام مقبلة.
ويبدو بوش مهتماً بشن الحروب واحدة تلو الأخرى أكثر من اهتمامه بالقاء
الضوء على الحقيقة.
وفي خضم
هذا كله, هناك شيء واحد مؤكد: منذ 11 سبتمبر أصبح كوكبنا الجميل مكاناً
خطيراً. الأمم المتحدة أُضعفت والناتو اضطرب والاتحاد الأوروبي انقسم.
العلاقات بين معظم العرب والولايات الأمريكية لم يسبق لها أن انحدرت لمثل
هذا المستوى من السوء. والعداء لأمريكا في الشارع يتفاقم. إن الخطر
الحقيقي اليوم لا يأتي من جانب ابن لادن وأمثاله بل من حالة غياب التوزن
التي أوجدها عالمنا الجديد وحيد القطب. أما قادتنا فبالكاد أصبحوا يدركون
هذه الحقيقة. ويبقى المستقبل مفتوحاً على كل الاحتمالات.
|