يقول
فينيكا: "نريد أن تتمكن النوافير التي ننتجها من بث الفرح والمتعة في
بلدات ومدن تنتشر في جميع أنحاء العالم، وذلك لأن الثنائية التي تؤلفها
كل من المياه المتدفقة والحجارة المصقولة بعناية فائقة، تشكّل عامل جذب
شديد الفعالية."
وأضاف
فينيكا إن سرّ نجاح الشركة يكمن في قدرتها على تقطيع وصقل الحجارة بدقة
عالية جداً، تصل إلى أجزاء بالمائة من الملليمتر، مما يجعلها واحدة من
بضع شركات فقط في العالم كله، تستطيع الوصول إلى هذه النتيجة.
وحول
ذلك يقول: "إذا لم يتجاوز هامش الخطأ ما يصل إلى 4 – 8 أجزاء بالمائة من
الملليمتر، فإن النافورة الكروية العائمة ستشتغل بشكل طبيعي، إلا أنه
كلما زادت الدقة في القياسات والأبعاد، قلت كمية المياه التي تحتاجها
النافورة حتى تشتغل."
وعلى
سبيل المثال، فإن الكرة العملاقة التي يصل وزنها إلى خمسة أطنان، والتي
تم تركيبها في مدينة برلين، تدور باستخدام 13 لتراً من المياه في
الدقيقة، كما تبلغ سماكة طبقة الماء التي تفصل ما بين جسم الكرة والقاعدة
التي تحته، ما بين 1 – 2 من أعشار الملليمتر، فقط.
وبالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالدقة التامة في المقاييس، فإن الكرة
الصخرية التي تدور يجب أن تكون على قدر كبير من التوازن. فمن الممكن أن
تمضي شركة سورفيكيفي شهرين على الأقل لتشكيل وصقل كرة صخرية ضخمة مصنوعة
من حجر الجرانيت الفنلندي، بينما تستغرق عملية موازنة الكرة بشكل دقيق
أياماً عدة إضافية.
يقول
فينيكا حول هذا الأمر: "على الرغم من أن الجزء الأساسي من العمل يتم على
ماكينات نقوم بالتحكم فيها بواسطة الكمبيوتر، فإن الخطوات النهائية من
العمل تكون يدوية دائما، فإظهار الصفات المميزة لكل حجر أمر يحتاج إلى
عين بشرية خبيرة."
أما
كريستيان لوباس، الذي يعمل كاستشاري للشركة الفنلندية هنا في دبي، فيقول
إن تلك النوافير تمتلك فرصة كبيرة للدخول إلى أسواق الإمارات العربية
المتحدة، وذلك بالنظر إلى عدد المشاريع الإنشائية الراقية التي هي قيد
التنفيذ في المدينة.
يقول
كريستيان لوباس: "لقد قمت بعرض هذه النوافير أمام العديد من الأشخاص هنا،
وأعتقد أن هناك عدداً لا بأس به من المشاريع التي يمكن تركيب النوافير
ضمنها، مثل الدوارات التي في الشوارع، أو الحدائق التخصصية، وذلك كنصب
للتذكير باجتماع دولي هام، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة منها كمَعلَم
يشير إلى سلسلة عالمية للفنادق. أما الطريقة التي يجب اتباعها لدمج تلك
النوافير وجعلها منسجمة مع التصميم المعماري المحيط بها، بحيث تصبح واحدة
من عوامل الجذب ضمن التصميم الكلي، فهي تعود إلى المهندس المعماري أو
المصمم، وتعتمد على سعة الخيال التي يتمتع بها.
ويقول
لوباس، الذي يعمل في الشرق الأوسط منذ عام 1986 في مجالات التنقيب وتصنيع
الحجارة والصناعات المعدنية، إن هناك أسباباً متعددة تجذب الناس إلى هذه
النوافير الكروية.
وحول
ذلك يقول: "بالنسبة إلي، فإن ما يجذبني إلى هذه الكرات هو الجانب التقني،
بالإضافة إلى الأضواء وعملية الدوران بحد ذاتها. فسطح كرة الجرانيت التي
تدور، والانعكاسات التي نشاهدها عليها، دائما التغيير. أما بالنسبة
لأغلبية الناس، فما يجذبهم إلى تلك النوافير هو الجانب الهندسي، بالإضافة
إلى عامل الفضول. فالكرات التي قد يصل وزنها إلى ما بين 10 أطنان و 45
طناً تدور بسهولة مطلقة، تجعل من السهل على أي طفل أن يحركها."
تتألف
هذه النوافير من الكرة الرئيسية المصقولة، بالإضافة إلى القاعدة التي
تشكل ما يشبه إطارات محامل الكرات. أما أسلوب عملها فهو شديد البساطة،
ويعتمد على المبادئ العلمية الأساسية، حيث تدور الكرة بشكل حر ومستمر
عندما يتم ضخ المياه من أسفلها، وذلك طالما حافظت الكرة على استدارتها
التامة وتوازنها. كما يمكن للكرة أن تدور عن طريق ضخ الهواء من أسفلها،
بدلا من المياه.
ويشرح
لوباس العملية بقوله: "تعتمد حركة الكرة بشكل أساسي على أحد مبادئ
الفيزياء المائية. فالمياه تصل عن طريق أنبوب صغير، ثم تقوم بتوزيع نفسها
بشكل متساوٍ على مساحة كبيرة، والضغط في السائل أو الهواء يوزع نفسه بشكل
متساوٍ على المساحة الكلية للسطح، بحيث لا تحتاج إلى استخدام ضغط عالٍ.
كما أن
هناك مبدأين آخرين يتم استخدامهما في العملية: إن توتّر سطح الماء يكون
عالي المستوى (مما يفسّر تمكن الحشرات وبعض الحيوانات الأخرى من الركض
على سطح الماء)، الأمر الذي يجعل من الصعب اختراق هذا السطح. وبالإضافة
إلى ذلك، عندما تقوم المياه برفع الكرة إلى الأعلى، فإن الاهتزازات
الصغيرة الموجهة التي يسبّبها جريان الماء أو الهواء، تجعل الكرة تدور
ذاتياً بسهولة شديدة وبالطريقة المطلوبة، طالما استمر ضخ المياه أو
الهواء تحتها. كما أنه من الممكن إحداث اهتزازات في اتجاهات أخرى.
ولكي
تنجح عملية الدوران، يتوجب أن تكون الكرة أولا ذات شكل كروي تماما،
وثانيا أن تتمتع بتوازن كامل ثلاثي الأبعاد، بحيث يتوزع الوزن بشكل
متساوٍ. ويمكن لك أن تعرف جودة صناعة الكرة بمجرد النظر إلى كمية المياه
التي تحتاجها لكي تطوف وتدور، فكلما كانت جودة الصناعة أعلى، كلما قلّت
كمية المياه اللازمة."
وقد
قامت الشركة الفنلندية بتصنيع نوافير كروية من مختلف القياسات والأقطار،
بما فيها تلك التي تتألف من كرة صغيرة أو مجموعة منها، لكنها تركز جلّ
اهتمامها اليوم على الكرات التي لا تقل قياسات أقطارها عن 60 سنتمتراً،
وقد تصل إلى عدة أمتار، غير أن الكلفة ترتفع بشكل حاد كلما ازداد الحجم.
يقول
لوباس: "المشكلة الأساسية ليست في التصنيع بحد ذاته، بل في إيجاد كتلة
صخرية متجانسة ومتوازنة بشكل ثلاثي الأبعاد، بالحجم المطلوب، على أن تكون
خالية من الشقوق أو العيوب الأخرى.
إن أكبر
كرة نستطيع إنتاجها حاليا يبلغ قطرها 3.2 متر، لكننا لم نجد لها زبونا
بعد."
|