بقلم: معن أبو الحسن
"إن الأخبار التي تذاع على الشعب الأمريكي غير متوازنة على الإطلاق."
كانت تلك الحقيقة هي الدافع الذي حدا بالسيد خلف الحبتور، رئيس مجموعة
الحبتور، أن يبادر ويتولى مهمة صعبة للغاية، ألا وهي محاولة نقل الحقيقة
المرة والأليمة حول معاناة الشعب الفلسطيني للعالم بأكمله.
كانت تلك أول مرة يبذل فيها جهد عربي غير رسمي للتأثير في الرأي العام
الأمريكي (والعالمي)، ولترجيح كفة قضية عادلة تركت لتبقى تحت رحمة إدارات
أمريكية كانت وما زالت ترزح تحت النفوذالنفوذ الصارخ لليهود الأمريكيين
الذي يحتلون مناصب رفيعة.
المهمة غير سهلة أبداً. فنحن جميعاً نعرف أن وسائل الإعلام الأمريكية هي في
قبضة أنصار إسرائيل والصهاينة المتشددين في الولايات المتحدة. وهذا يعني
أنه من النادر، بل ربما المستحيل، نشر، أو إذاعة أو عرض عمليات القتل
التي تجري كل يوم بدم بارد للنساء والأطفال والرجال الفلسطينيين، ومصادرة
منازلهم وأراضيهم وإذلالهم كل ساعة، على مدار الساعة، عند كل حاجز
إسرائيلي. وعلى العكس من ذلك، فإنها تصور الفلسطيني كإرهابي مشبوه فقط.
وهي لا تتحدث عن الفلسطينيين سوى عند حدوث عملية انتحارية توقع ضحايا
مدنيين إسرائيليين.
ولكن، هل قام جميع أولئك الفتية الفلسطينيين بلف أجسادهم بالأحزمة الناسفة
من دون سبب؟ أو لأن القمع المتواصل الذي يعيشون تحت ظله يقتل كل رغبة لهم
بالحياة ويترك مكانها ذلك الغضب المتأجج؟
ثم تتفاقم القضية على يد وسائل الإعلام الصهيونية التي تغرر باليهود
العاديين وتقنعهم بعدالة ما تفعله إسرائيل. ومن سوء الحظ أن السياسات
الأمريكية تتأثر بقوة بفعل كثيرين من اليهود الأمريكيين وغيرهم من
الأمريكيين الذين تعرضوا لغسيل أدمغتهم. ولا شك أن ذلك ينجم عن مراحل
طويلة من التخطيط والخداع وعن إنفاق أموال لا حصر لها. لقد نجح الصهاينة
في تسويق لأفكارهم في أمريكا، وهو نجاح يتوجب الآن على كل فلسطيني أن
يدفع ثمنه دماً ومعاناة وإذلالاً.
والسيد خلف الحبتور، وهو رجل أعمال إماراتي ناجح يتميز بإحساس مرهف بأهمية
العدالة، وببعد نظر كبير، معروف أيضاً على مستوى العالم بمواقفه الراسخة
في دعم حقوق الإنسان عموماً. وقد كلف شركة "نيو فيو برودكشنز"، ومقرها
نيويورك بإنتاج فيلم وثائقي يكشف للعالم حجم المعاناة الفلسطينية
والفظاعات الإسرائيلية، كما يوضح بجلاء أهداف الانتفاضة.
وإذا كان العمل الفني ليس بالغ الصعوبة، فإن الصعوبة الحقيقية تتمثل في عرض
الفيلم على أصحاب الرأي والنفوذ في العالم. وبهذا يمكن القول أنه أول
عربي يقوم بمبادرة في الاتجاه الصحيح. فإذا كان إعلاميو الغرب يسعون
لإخفاء نصف الحقيقة، فلماذا لا يسعى غيرهم لكشف النصف المخفي؟ إن عدالة
القضية ترسخ إيماننا بأن جهد السيد خلف الحبتور وبعد نظره سيتركان الأثر
المرجو في نفوس الكثيرين. فكل مهمة عظيمة تحتاج لمن يبدأ الخطوة الأولى.
لقد كانت النتائج الأولية مشجعة للغاية، ويؤكد ذلك الكثير من الرسائل
المؤثرة التي تتدفق من أناس مرموقين في شتى أرجاء العالم، رغم أنهم لم
يشاهدوا سوى الجزء الأول من الفيلم، حيث يتم الآن إنتاج الجزء الثاني.
وفيما يلي بعض ردود الفعل التي وردت مؤخراً:
"إنني أشعر مثلكم بقلق شديد من الوضع في الشرق الأوسط. لقد حدث الكثير من
العنف والقتل. ولن يمكن لأي طرف أن يحقق سلاماً دائماً عبر استخدام
القوة. إننا نريد أن نرى نهاية لجميع أعمال العنف، وانسحاباً للقوات
الإسرائيلية من المدن الفلسطينية. كما نريد من السلطة الفلسطينية أن تقدم
للعدالة أولئك المسؤولين عن أعمال إرهابية كما يدعو إليه قرار مجلس الأمن
رقم 1435"
مورفن ويليامسون
قسم عملية السلام في الشرق الأوسط
وزارة الخارجية وشؤون والكومنولث
المملكة المتحدة
"إن كندا تدين كافة أشكال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها أية
دولة أو جماعة، وهي ملتزمة بالعمل من أجل السلام والأمن في العالم. إنني
أقدر كثيراُ المعلومات والفيلم الوثائقي التي أرسلتها. فإطلاع الناس على
حقائق القضية أمر بالغ الأهمية."
بريون ويلفرت
نائب، وسكرتير برلماني لوزير المالية، كندا
"إنني على اطلاع تام على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأعتقد أن السلام
ضروري في المنطقة، سلام للشعب الفلسطيني وسلام لأمن إسرائيل. فعى هذين
الشعبين أن يجا طريقة للعيش سوياً.
ووفي هذا الوقت الذي تقترب فيه نذر الحرب من العراق، على المؤمنين بالسلام
العمل من أجل احترام حقوق الإنسان والحرية لجميع شعوب الشرق الأوسط."
كلود لوتورتر، نائب مقاطعة كالفادوس
الجمعية الوطنية، فرنسا
"خلال عملي كوزير اتحادي ونائب في البرلمان الألماني ورئيس للجمعية
الألمانية العربية، عملت باستمرار من أجل التوصل لحل سلمي في الصراع الذي
يدور منذ أمد طويل في الشرق الأوسط. وقد أكدت دائماً على أنه، من أجل
السلام في ذلك الجزء من العالم، لا بديل عن منح الفلسطينيين دولتهم التي
يجب عل الجميع الاعتراف بها. كما كنت أطالب بقوة في جميع خطاباتي على عقد
مؤتمر للأمن والتعاون في الشرق الأدنى، بما يماثل المؤتمر القائم في
أوروبا حالياً، لجمع الأطراف المعنية وممثلين عن أوروبا وغيرها من الدول
التي تدعم السلام والعدالة حول مائدة واحدة. إن العنف لا ينتج غير العنف
المضاد، وبلم يثبت أبداُ أنه الوسيلة المناسبة لتغيير تفكير الناس.
تأكدوا أنني سأواصل جهودي لتجنب طغيان وجهة نظر وحيدة عبر لفت انتباه الشعب
إلى حقيقة أن السياسة الحالية لشارون لا تسهم في إيجاد حل سلمي سواء
لشعبه أو للفلسطينيين. ومما يعزز أملي أن المزيد من الناس في ألمانيا
يشاركونني وجهة نظري، ولا يترددون في إعلانها. كلما كان ذلك ممكناً."
جورجن و. موليمان،
نائب في مجلس النواب، وزير، ألمانيا.
"إنني أدعم بقوة ما تعبرون عنه، ولا يمكنني أن أتفهم ازدواجية المعايير في
الولايات المتحدة عندما يغدو تطبيق العراق للقرارات الدولية أمراً يتمتع
بالأولوية القصوى، في الوقت الذي تتجاهل فيه انتهاك إسرائيل لقرارات
دولية عدة ولا تبدي أي اهتمام بذلك.
إنني لا أشك أبداً أن الكيل بمكيالين مختلفين يسهم في خيبة الأمل التي يشعر
بها العالم العربي، والتي أتفهمها تماماً."
أيلفين لويد
نائب مقاطة ميريونيد نانت كونوي
مجلس العموم، المملكة المتحدة
"إنني أعتقد أن هناك كثيرا منا – نحن قادة الفكر الذين تتمتع آراؤنا
بالاحترام – والذين يؤمنون بأن للفلسطينيين حق مشروع في حكومة خاصة بهم
ضمن دولة ذات حدود جغرافية قابلة للبقاء. كما أن كثيرين منا أيضا يمقتون
معظم أعمال العنف التي يقوم بها الإسرائيليون ضد المدنيين الفلسطينيين.
لكننا نقر أيضا بأن للإسرائيليين حق مشروع ومتساو في إقامة دولة ذات حدود
جغرافية وسياسية لا تتعرض للتهديد والهجوم الدائمين. وطالما بقيت القيادة
الفلسطينية غير قادرة على منع العمليات الانتحارية ضد المدنيين
الإسرائيليين, فمن غير المعقول أن نتوقع أن يكون لدى القيادة الإسرائيلية
الإرادة السياسية والقدرة على التفاوض حول سلام عادل, كما أنة من غير
المعقول بنفس القدر توقع حصول القضية الفلسطينية على دعم أكبر من أمريكا.
إن هناك أشخاص في كلا الجانبيين الفلسطيني والإسرائيلي, ممن لا يريدون
السلام إذا كان يعني حصول الطرف الآخر على أي من طموحاته. وطالما استمر
السماح لأولئك الأشخاص بالقصف وإطلاق النار وإرهاب المدنيين الأبرياء,
فإن الأمل بعملية سلام سيبقى ضئيلاً."
ديفيد ماكسويل
الرئيس, جامعة دريك
ديسموينز, آيوا, الولايات المتحدة
"أشكركم على رسالتكم الأخيرة الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي. وقد علمت
أنكم قد كتبتم أيضا إلى زميلي النائب آلان دنكان, وهو نائبي في وزارة
الخارجية في حكومة الظل والذي يقوم بمسؤولية خاصة بشأن الشرق الأوسط.
إننا نبحث في استمرار تلك القضية, وأنا أوافق تماما على الخطاب الذي
أرسله لكم. كما أوجز رأيي فيما يلي.
على الرغم من أن احتمالات السلام في الشرق الأوسط لا تبشر كثيراً في الوقت
الحاضر, وخصوصا مع تزايد العنف الذي يمارسه الجانبان, فأن هناك علامات
جانبية مثل المحادثات التي حدثت مؤخرا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون
وأبو علاء من السلطة الفلسطينية. لقد قلت منذ أمد طويل أن المفاوضات
السلمية, لا العنف, هي الطرق الوحيد لإقامة سلام دائم. إن علينا أن ندفع
لقيام دولة فلسطينية مستقلة وقادرة على البقاء ومحمية من التوغلات
الإسرائيلية. لكنه يجب أن يكون هناك إلى جانب ذلك ضمانات لأمن إسرائيل
ونهاية للعمليات الانتحارية. كما أن قضية المستوطنات مهمة أيضا ولا يمكن
تجنبها في أي صفقة سلام مستقبلية.
إنني لا أؤمن بإمكانية فرض تسوية دائمة على الجانبين, نظرا لأنه من الضروري
لنجاح عملية السلام أن يشارك جميع الأطراف المعنيون طوعا. لكنني أشعر أن
تواصل الاهتمام والتشجيع من جانب الولايات المتحدة والدول الأخرى أمرُ
مهم للغاية. إنني أشارككم القلق بشأن التداعيات الإنسانية للوضع الحالي
واضع ذلك باستمرار بين أولوياتي."
مايكل إنكرام
وزير خارجية الظل
مجلس العموم, المملكة المتحدة
"تشكركم النائب آن كلويد على رسالتكم بشأن محنة الفلسطينيين، وفيلم ’حصاد
الغضب‘. لقد كانت آن باستمرار نشطة للغاية في التركيز على الظلم والمصاعب
المتزايدة التي يواجهها الفلسطينيون، حيثما تحدثت في مجلس العموم أو في
وسائل الإعلام البريطانية. ومن الطبيعي أن تواصل خطها هذا."
آن كلويد
نائب، مجلس العموم، المملكة المتحدة
"هناك أيام يتملكني فيها غضب شديد لأنني لا أفهم كيف أن الإسرائيليين الذين
عانوا الكثير في الماضي ه الذين يضطهدون الفلسطينيين الآن.
ختاماً، ليس لدي أي ثقة بالسياسة الخارجية الأمريكية التي تنعدم فيها
النوايا الحسنة كلياً. إن تلك ستبقى حقبة سوداء للمجتمع العالمي."
مارك أسعد
نائب مقاطعة جاتينو
مجلس العموم، كندا
أشكركم على رسالتكم والفيلم المرفق.إنني أتعاطف جداً مع النقاط التي
أثرتموها. وقد يهمكم أن تعرفوا أنني لم أكتفِ بالحديث عن هذه القضية في
مجلس العموم والمقابلات الخاصة فقط، بل في محاضرات ألقيتها في جامعات
أمريكية.
إنني لا أؤيد العمليات الانتحارية ضد أهداف مدنية، لكنني أؤمن بأن الظلم
الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ أكثر من نصف قرن، يجب أن يكون مصدر
شعور بالخجل للعالم بأكمله، كما أنه سيبقى مصدراً خطيراً للتوتر."
جوليان برازير
نائب، مجلس العموم، المملكة المتحدة
"إن مكتب العلاقات الدولية في جامعة إنديانا في بلومنغتون قد حول لي الفيلم
الوثائقي الذي أرسلتموه، وقد فرغت للتو من مشاهدته. أشكركم كثيراً على
إرساله، وأتمنى لو أن المزيد من الأشخاص غير الرسميين يقومون بهذا النوع
من المبادرة التي قمتم بها. وإنه لمن المؤسف أن الحكومات العربية لم
تحذوَ حذوكم."
زينب إسترابادي
مديرة برنامج الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية
جامعة إنديانا، الولايات المتحدة
|