لكن رغم
الانتكاسات وحلمه الضائع في أن يلعب ذات يوم في صالة كروسيبل الشهيرة,
يواصل الجوكر تمارينه بدأب في نادي دبي للسنوكر في الكرامة لما يصل إلى
خمس ساعات يومياً, وتمكن العام الماضي من إثبات براعته حين وصل دور 32 في
بطولة العالم للهواة التي أقيمت في القاهرة.
"كنت
أقدم مستوى طيباً جداً وشعرت بالثقة غير أني مرضت بعد وصولي دور 32 ولم
أتمكن من المتابعة. كانت انتكاسة كبيرة."
لقد قطعت
اللعبة مشواراً طويلاً منذ افتتح نادي دبي للسنوكر عام 1984 بطاولة وحيدة
من القياس الكامل. أما الآن فهو يقدم 15 طاولة بقياس عالمي كما ينتشر في
المدينة عدد كبير من أندية السنوكر.
وقد حظيت
اللعبة في الإمارات بدفعة هائلة عام 1997 حين وقع اللاعب رقم واحد في
العالم سابقاً وهو دوغ ماونتجوي عقداً لسنين لتدريب أفضل اللاعبين في
دبي.
وكان
مانتجوي معجباً جداً بالجوكر وحظي باحترام اللاعبين المحليين.
عن ذلك
يقول الجوكر: "كان دوغ مفيداً للعبة السنوكر هنا. فقد كان اسماً كبيراً
وكنا جميعاً قد شاهدناه على التلفزيون خلال نشأتنا. لقد ساعدنا في تطوير
مستوى اللعبة هنا وأحزننا جداً أن نراه يغادر بعد سنتين فقط."
غير أن
اللاعب المحترف السابق نك بارو أخذ مكان ماونتجوي عام 1999 ونجح منذ ذلك
الوقت في جذب فئات عمرية مختلفة ولاعبين جدد للعبة.
ويعترف
الجوكر أنه سيكون من الصعب عليه الآن أن يصل العالمية وأن ذلك يتطلب
تغييراً جذرياً في إدارة اللعبة حتى يحصل على هذه الفرصة. فهو لم يحقق
إلا نجاحاً محدوداً في مشاركاته الآسيوية، ويعترف أنه يجد من الصعب عليه
أحياناً أن يحمس نفسه وهو يستعد لبطولات محلية.
على كل
حال, فإن الجوكر أبعد ما يكون عن أن يدير ظهره للسنوكر التي شغلت هذا
القدر الكبير من حياته ويصر على أنه سيبقى المنافس الذي يتوجب على
الطامحين للبطولات أن يهزموه أولاً لبضعة سنين مقبلة.
فورة السنوكر
حينما
بدأ محمد الجوكر ممارسة اللعبة لم يكن هناك سوى مكان واحد يستطيع فيه
اللاعبون إشباع تعطشهم للعب. أما الآن فيبدو وكأن هناك نادياً أو جمعية
للسنوكر في كل شارع في دبي التي تتوفر فيها بعض أفضل أماكن اللعب في
العالم.
يقول أي
إس كومار من نادي دبي للسنوكر: "لقد ازدهرت السنوكر حقاً وتجد طاولاتنا
حالياً مشغولة طوال أيام السنة بلاعبين من كل الجنسيات. ومن المؤكد أن
السنوكر رياضة لم يدرك معظم الناس أنها كانت شعبية جداً هنا, أما الآن
فهناك مئات اللاعبين الذين يمارسونها بانتظام."
نادي دبي
للسنوكر في الكرامة يستقبل رواده يومياً ويمكن استئجار الطاولة فيه مقابل
15 درهماً فقط للساعة, بما في ذلك الإنارة. ويتضمن النادي 15 طاولة بقياس
عالمي داخل أجواء مريحة لجعل اللعب تجربة ممتعة, فقط على اللاعب ألا ينسى
إغلاق هاتفه النقال!
تنمية المواهب
ترك مدرب
فريق الإمارات للسنوكر نك باور انطباعاً كبيراً على ساحة اللعبة منذ خلف
دوغ ماونتجوي في منصبه عام 1999.
ويتوزع
عبء العمل الذي يقوم به باور بين تدريب أفضل لاعبي الإمارات مثل محمد
الجوكر ومحمد شهاب والمساهمة في الترويج للعبة عبر تعريف اللاعبين الشبان
الجدد بها وتنمية مواهبهم.
ويقول
لاعب السنوكر المحترف والمدرب المؤهل من قبل جمعية محترفي البلياردو
والسنوكر أن من الصعب تطوير مستوى أفضل اللاعبين هنا نتيجة غياب المنافسة
لكنه أعطى المزيد من القوة للحصص التدريبية أثناء الاستعداد للبطولات
الكبيرة عبر بث روح تنافسية فيها.
يقول
بارو: "محمد شهاب ومحمد الجوكر يتحليان كلاهما بروح تنافسية عالية. ولهذا
من المفيد إعطاءهما الروتين التدريبي نفسه على الرغم من أنهما لاعبين
مختلفين جداً من ناحية المهارات والمزاج.
"لقد
نجحت في بث نكهة البطولات في هذه الحصص التدريبية لملء الفراغ الموجود.
فإلى جانب النتائج التي تحققها, تعطيهم الكثير من المتعة. ومن الأشياء
التي اعتدنا عليها جعل الجوكر وشهاب يقومان بتدريب متزامن بحيث يفوز الذي
ينتهي قبل الآخر.
"من
الصعب التمييز بين الاثنين وهو شيء مشجع جداً. يتوجب على اللاعب أن يكون
في حالة مطلقة من التركيز حينما يتوجه إلى طاولة اللعب وأن يكون مستعداً
للتهديف. لا شك في أن التركيز هو جزء مهم من مهارة اللاعب وهو بجانب
الطاولة ولهذا حرصت أن يتضمن التدريب التي نقوم به ذلك. إننا نعمل على
هذه النقطة وحتى الآن النتائج إيجابية.
"أضف
لذلك أن هناك نوعاً من المهارات السطحية التي نحتاج لتطويرها في اللاعب
وذلك يمكن تحقيقه بأي طريقة من خلال بناء الروح الجماعية عبر تذكيرهم
بنصر ما في بطولة سابقة أو تحليل لتسجيل تلفزيوني. إن الثقة والتركيز
والحافز هي أشياء نبقى مدركين لها طوال معسكراتنا التدريبية ونحاول
الاعتماد عليها حينما نستطيع."
قريباً
سيعود بارو إلى الإمارات ليبدأ عامه الرابع مدرباً للفريق الوطني وإذا ما
تأتى لحماسته وخبرته أن تعطيا الثمار المرجوة, فإن مستقبل اللعبة هنا
ستكون في أيد أمينة. |