يرتفع
حصن الرميلة في الأنحاء الشمالية من المدينة, قريباً من أهم المواقع
الأثرية, فيما يوجد حصن المويجعي وسط مزرعة نخل ويتكون من مبنى الحصن
الرئيسي وثلاثة أبراج ومسجد له مئذنة منفصلة. كما يوجد حصن الهيلي أيضاً
على أطراف هذه الواحة. وهو حصن مدور كبير ببرج مركزي مدور ومدخل شديد
الزخرفة. وقد أعيد بناؤه مؤخراً.
أخيراً
هناك حصن المقرب الذي يتكون من مبنى رئيسي وحصن أصغر ببرج مراقبة. الحصن
الرئيسي فيه يتمتع بدرج ضيق متعرج جميل لا يمكن للمرء أن يدرك جماله بدون
أن يكون معه مشعل.
عند سطح
جبل حفيت, حظي حصن مزيد بعملية ترميم جميلة جداً, حيث تستحق الأبراج
والمتاريس الزيارة بعد أن أعيد بناؤها بقرميد طيني أصلي.
وهناك في
حتا حصن وبرجان منفصلان بنيت كلها في العقد الأول من القرن السابع عشر
بالأحجار المقطوعة من الجبال والقرميد الطيني. البرجان مدوران وتجمعهما
ميزة ممتعة: مدخلهما يرتفعان عن الأرض مترين ونصف ولهذا كان الناس
يستخدمون حبلاً للصعود والدخول. ويكفي سحب الحبل للأعلى لمنع أي شخص من
الدخول.
ومن بين
الحصون الأخرى داخل البر, هناك حصن بثنة المبني وسط واحة خضراء ترتفع
خلفها جبال حجر بصخورها الخضراء المسودة الشاهقة. ولم يتم حتى الآن ترميم
الحصن وهو ما آمل أنه سيحدث قريباً حتى لا تكون نهايته مثل نهاية الحصن
الطيني في الحلة الذي تدهورت حالته كثيراً في العقود الماضية لدرجة أن
أجزاء صغيرة وقليلة فقط من سوره لاتزال صامدة, ومع ذلك فهي تبين
التصاميم الزخرفية المعقدة التي كانت على جدران المجلس.
الحصن
الآخر الذي تداعى لحالة يؤسف لها هو مقر الإقامة الصيفي لحكام الفجيرة
وهو حصن الحيل. فطوال السنين التي كنت أزور الحصن فيها مرة بعد أخرى كنت
أرى المزيد والمزيد من الأبواب والنوافذ تختفي, كما أصبح الدخول إلى
الطوابق العليا من الأبراج خطراً وليس فيه الآن سوى الحطام. ومع ذلك
لاتزال العديد من التفاصيل الجميلة باقية مثل السقوف المصنوعة من جذوع
النخل وزخارف فتحات الرماية وطبعات الأيدي على الجدران, وهي "تواقيع"
العمال الذين بنوا هذا القصر.
وإلى
جانب الحصون هناك عدد كبير من الأبراج الدفاعية التي توشي أراضي
الإمارات. وعلى سبيل الذكر لا الحصر هناك برج باخور وبرج الجزيرة الحمراء
وبرج بدرية وبرج المقطع وبرج الخان وبرج نهار وبرج غايل قرب خور كلبا.
وفيما حظيت بعض هذه الأبراج بالرعاية فإن أخرى لاتزال تجاهد لتتعلق
بأهداب الحياة.
ومع أن
معظم الحصون تمكن زيارتها في أي وقت, فإن تلك المستخدمة كمتاحف لها
مواعيد محددة لاستقبال الزوار. وفي بعض الأحوال يجب ترتيب الزيارة مسبقاً
مع حارس الحصن أو مع البلدية.
كل هذه
الحصون وأبراج المراقبة إنما توحي بماض عنيف احتاج فيه النظام والناس
للأمان الذي توفره الجدران الحجرية لحياتهم من القبائل المغيرة. أما
اليوم فإن المخلوقات الوحيدة التي تجد الأمان داخلها هي الوطاويط بمختلف
أنواعها, بعد أن تبحث عن غذائها حول أضواء المدن وفي المزارع.
|