بعد
برج العرب الفريد وأبراج الإمارات الأنيقة، تزهو دبي الآن بإنجاز رائع
آخر، هو منتجع مدينة جميرا. وهذا المنتجع الذي يختلف عن تلك المباني
يعطي زائريه إحساساً حقيقياً بشبه الجزيرة العربية القديمة، في الوقت
الذي يمزج فيه بين المزايا المعمارية التقليدية للمنطقة مع أحدث ما
عرفه العالم من مرافق. فالسوق النابض بالحياة والأقنية الفاتنة
والإطلالة الخلابة على البحر جعلت من المنتجع مركزاً يجسد الحياة
الاجتماعية لسكان الإمارة فضلاً عن تحوله إلى نقطة جذب كبرى للزائرين
الأجانب المتزايدين باستمرار.
بعد
ثلاثة أيام من توقيع العقد الذي منح لتحالف الحبتور الهندسية وشركة
موراي وروبرتس الجنوب أفريقية بقيمة 535 مليون درهم (150 مليون دولار)،
تمت أول عملية صب للخرسانة في 30 يوليو 2002، ثم، وبعد 19 شهراً فقط،
كانت المرحلة الثانية والأكبر من هذا
المشروع المليء بالتحدي قد أنجزت. وقد تحدثت الشندغة مع بيتر فيل، مدير
مشروع مدينة جميرا حول هذا المشروع المهيب.
تشتمل
المرحلة الثانية من المشروع على فندق القصر بطبقاته الثماني والذي يجسد
قصراً صيفياً فاخراً. والفندق ذي الخمسة نجوم الذي يمتد على مساحة
58.000 متر مربع يضم 300 غرفة وجناح، ومطاعم وصالات ومرافق أعمال
ومواقف تتسع لمائتي سيارة.
كما
اشتملت المرحلة الثانية أيضاً على 29 فيلا تضم أيضاً 300 غرفة، فضلاً
عن الفيلا الملكية، وهي عبارة عن قصر على الشاطئ يتميز بتصميم وتشطيب
فخمين للغاية. وقد أنجز ائتلاف الحبتور - موراي وروبرتس كذلك مجمع
النادي الصحي الذي يتكون من 14 مبنى مستقل و28 غرفة معالجة خاصة، ويمتد
ليغطي مساحة 4.400 متر مربع. وتضمن العقد كذلك أعمالاً في بناء المطاعم
وأحواض السباحة والحدائق والطرقات ومبنى مكتبي خاص بشركة جميرا
إنترناشونال التي ستقوم بإدارة الفندق نيابة في مجمع جميرا.
الميزة
الرئيسية للمشروع هي شبكة من أقنية وبحيرات الماء الصناعية تحتوي
على60.000 متر مكعب من الماء الذي جرى ضخه إليها ولا يتوقف عن الدوران
فيها، وكانت الشبكة جزءاً من عقد المقاولة مع التحالف. ويقارب طول
الأقنية 4 كيلومترات يعبر فوقها 17 جسراً، إضافة لجسر بطول 24 متراً
عند المدخل. وشبكة الأقنية هي من أكثر جوانب المشروع إثارة، حيث يتجول
ضيوف الفندق فيها مستخدمين مراكب العبرة التقليدية.
ومن
أجل تغليف المشروع بإطار من الواقعية، تم فيه إعادة إنتاج بعض العناصر
التي كانت تميز الأبنية القديمة في حي البستكية في دبي. كما أن التركيز
على دقة التفاصيل يزيد من سحر المكان رغم ما مثله ذلك من تحديات كبرى
في التنفيذ.
وقال
بيتر فيل شارحاً ذلك "استدعت التفاصيل الدقيقة المشكلة من بلاط
المزاييك وعمليات التلبيس المعقدة البحث عن عدد كبير من العمال ذوي
المهارة في أساليب البناء التقليدية في المنطقة وتوظيفهم. وقد جرى
استخدام الأساليب التقليدية على نطاق واسع شملت قيام أولئك العمال بصب
110.000 متر مكعب من الخرسانة، 30.000 متر مكعب من الجص، حوالي 3
ملايين طابوقة و100.000 متر مربع من أعمال السيراميك."
لقد
كانت السلامة ومراقبة الجودة من أهم ما شغل بال المقاول، حيث تم خلال
تنفيذ المشروع حوالي 3.500 عملية تفتيش وأكثر من 1.000 تجربة تكثيف
للتربة.
وقام
فريق مراقبة الجودة بإنتاج أكثر من 10.000 مكعب خرساني وفحص أكثر من
20.000 نقلة خرسانة لضمان جودة الطين والخرسانة.
يقول
فيل: "خلال 19 شهرا خصصت لتنفيذ المشروع, كان عامل الوقت تحديا كبيرا
بالنسبة للمقاول, وأجبر ضيق الوقت المقاول على التزام الدقة الشديدة في
إدارة العمالة والمقاولين الفرعيين, فوجود 4.000 عامل في أوقات الذروة
وقرابة 200 مقاول فرعي حول المشروع إلى تدريب في الإدارة. أضاف فيل. "
كان المشروع ضخما لدرجة أن مراقبي العمال كانوا يمشون خمسة كيلومترات
كحد أدنى في اليوم الواحد. كان يوم العمل مؤلفا من 11 ساعة تستمر في
نفس درجة النشاط خلال الأسبوع. كما مثل المشروع تجربة في تنسيق
النشاطات, فوجود شبكة أقنية المياه فرضت على المقاول التغلب على
المصاعب للوصول إلى الجزر الصناعية التي كانت جزءا من المشروع. وفضلا
عن ذلك كانت عملية التشييد تتم مترافقة مع عملية تطوير شبكة الطرق
المحيطة بالمشروع.
"كان
العمل بدقة بأهمية العمل بجد, ومثل تقسيم المشروع إلى جزأين كبيرين
يتضمنان فندق القصر والفيلات يعمل في كل منهما فريقين مختلفين ضمانا في
انسيابية العمل والالتزام بموعد تسليم المشروع. وتطلبت جبهات العمل
المتعددة فريقا من 18 إداريا و27 مهندسا."
وطبقاً
لما يقوله فيل، فإن التعاون بين فريق الائتلاف والاستشاري لعب دوراً
هائلاً في نجاح المشروع، وأكد أن "الجميع عملوا لتحقيق هدف واحد، وهو
إنجاز المشروع في حينه."
وقد
تكون الفريق من مديري المشروع ميراج نيلي ليزور وديفيلوبمنت إنك، دي إس
إيه آركيتكت إنترناشونال الجنوب أفريقية ومصممي الديكور الداخلي كي سي
إيه إنترناشونال ديزاينرز المعروفين في دبي لقيامهم بالعمل في برج
العرب وبرجي طيران الإمارات.
وحيث
أن التصميم تم في جنوب أفريقيا، كان على المقاول إقامة صلة إلكترونية
مع دي إس إيه للحصول على 200.000 نسخة من المخططات اللازمة لبدء العمل
في المشروع.
يوضح
فيل "في المراحل الأولية، خضنا مقابلات متشددة مع الاستشاريين. وتمت
موافقتهم على من سيعنون مسؤولين عن المشروع قبل توقيع العقد، وساعدنا
ذلك على العمل سوياً بصورة أفضل." وأشار إلى أن أحد أسباب الفوز بالعقد
هو توفير الأشخاص المناسبين.
كما أن
ائتلاف الحبتور الهندسية وموراي وروبرتس، وهم من أهم الرواد في السوق
المحلية، كان عاملاً حاسماً آخر. ويقول فيل "يتمتع فريق العمل في
الحبتور الهندسية بفهم خارق للسوق المحلية، وبأسلوب تنفيذ الأعمال هنا.
وكان لدى شركائنا قوة العمل الأساسية، مما أتاح لنا حشد العمال
الإضافيين حيثما دعت الحاجة إلى ذلك.
وعلى
العكس من شركات عديدة أخرى، قد تشكل ائتلافات فقط من أجل مشروع محدد،
فإن الشراكة بين الحبتور الهندسية وموراي وروبرتس تعود لعام 1994. ومن
الواضح أن آلية عمل الائتلاف تقوم بما عليها بصورة ممتازة للشريكين
اللذين يضم ملف إنجازاتهما بعضاً من المباني الأكثر تقدما من الناحية
التقنية، والأروع من الناحية الجمالية في الدولة. إن ائتلاف الحبتور
الهندسية وموراي وروبرتس يفخر بإنجازاته التي تشمل برج العرب، مبنى
الشيخ راشد في مطار دبي الدولي وفندق شانغريلا، إضافة لمبنى سيتي سنتر
الشارقة ومارينا مول في أبو ظبي.
ويؤكد
فيل "يرجع معظم نجاحنا في البلاد لأننا كنا على الدوام في ائتلاف مع
الحبتور الهندسية. وقد طورنا مع مرور الزمن أنظمة وأساليب للعمل تضمن
تقديمنا دوماً نتائج جيدة. إن جميع إجراءاتنا المتعلقة بالجودة
والسلامة متماثلة، ونحن نعرف بعضنا البعض ونتق للغاية العمل سوية."
|