ما
هي خطط دبي للتحول إلى مركز للتميز الرياضي عبر تطوير مرافق عالمية
المستوى وتوفير أفضل تدريب ممكن؟ هذا ما يحدثنا عنه فيما يلي بن سمولي.
تحتضن
دبي فعلاً عدداً من المناسبات الرياضية العالمية، مثل كأس دبي العالمي،
وهو أغنى سباق للخيول في العالم، ودورات دبي المفتوحة للتنس التي تجتذب
أفضل لاعبي ولاعبات العالم، ودبي دزرت كلاسيك التي يتنافس فيها على
ملاعب دبي الخضراء الفارهة أبطال العالم في الغولف. لكن كل ذلك سيكون
مجرد بداية عندما تصبح مدينة دبي الرياضية حقيقة.
وهذه
المدينة التي نبتت في إطار مشروع دبي لاند الهائل، سوف تسعى لخلق مركز
للتميز الرياضي عبر تطوير مرافق عالمية المستوى وتوفير أفضل تدريب
ممكن، وليس ذلك فقط لاجتذاب ذروة الأحداث الرياضية إلى دبي، ولكن أيضاً
لتطوير الكفاءات الرياضية المحلية وتعريف أجيال المستقبل على مباهج
الرياضة، سواء كانت التنس، كرة القدم، الغولف، كرة السلة، كرة اليد،
المصارعة، بل وحتى هوكي الجليد.
تمتد
المدينة على أرض مساحتها خمسين مليون قدم مربع، ومن أهم ما تضمه، أربعة
إستادات متخصصة، ملعب غولف ذي 18 حفرة، أكاديميات رياضية مختصة بكرة
القدم، التنس، الغولف والكريكيت، مركز تسوق رياضي،ومجمعات سكنية
متناثرة ستؤوي حوالي 70.000 شخص.
يقول
عبد الرحمن بوخاطر، أحد المستثمرين الشركاء الثلاثة الكبار في مدينة
دبي الرياضية، مع عبد الرحيم الزرعوني وعبد الرحمن فلكناز "تضم مدينة
دبي الرياضية مجموعة فريدة من الرياضات، أنماط الحياة، التسلية،
الترفيه، التجارة والمشاريع، وبذلك ستفخر ببيئة مصممة لتوفر لأفضل
رياضيي العالم مجالاً للالتقاء والعيش وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
"إننا
ننوي إقامة بعض من أفضل المرافق الرياضية في العالم واجتذاب نخبة
اللاعبين والفرق إلى مدينة دبي الرياضية. هدفنا هو أن تصبح المدينة
محوراً لعالم الرياضة."
لقد
اجتذب المشروع بالفعل عدداً من الهيئات الرياضية الشهيرة عالمياً،
بينها مدرسة مانشستر يونايتد لكرة القدم، أكاديمية ديفيد لويد للتنس
ومدرسة باتش هارمون للغولف، وهي قررت جميعاً أن تصبح جزءاً لا يتجزأ من
مدينة دبي الرياضية. وسيكون بين العناصر البارزة في المدينة أكاديمية
دولية للكريكيت، فيما تم التعاقد مع إيرني إلس الشهير لتصميم ملعب
الغولف.
سيخصص
أحد الإستادات الأربع للكريكيت، وآخر للهوكي، فيما سيكون الاثنان
الباقيان متعددي الأغراض، أحدهما مفتوح والآخر مغطى. وسيستقبل الاثنان
مجموعة مختلفة من الرياضات، بدءاً من الركبي، ألعاب القوى، كرة القدم،
وانتهاء بالتنس والملاكمة والمصارعة وغيرها. كما يمكن استخدامهما
لاستضافة الحفلات الموسيقية و حفلات الترفيه الأخرى. وتبلغ سعة كل من
إستاد الكريكيت والاستاد المكشوف 25.000 مقعداً، فيما سيكون الاستاد
المغطى وملعب الهوكي أصغر قليلاً، حيث يضم كل منهما 10.000 مقعد إضافة
لمرافق خاصة بكبار الشخصيات ووسائل الإعلام.
قام
بتصميم الاستادات الأربعة ومركز التسوق المجاور لها، وتكلفتها تبلغ 1.5
بليون درهم، المؤسسة المعمارية الألمانية آركيتكتن فون جيركان مارج
أوند بارتنر التي فازت بذلك عبر مناقصة دولية. ولهذه المؤسسة تاريخ
حافل بتطوير المرافق الرياضية، وهي تقوم حالياً بتجديد استاد برلين
الأولمبي استعداداً لاستضافة ألملنيا لكأس العالم 2006.
وفي
الحفل الذي أقيم مؤخراً لإزاحة الستار عن تصميم الاستادات في مدينة دبي
الرياضية، قال هيوبرت ناينتوف، الشريك في المؤسسة المعمارية الألمانية
"ستكون هذه أول مرة يقام فيها مجمع بهذا الحجم في أي مكان في العالم.
لقد استند التصميم على أن يكون كل شيء هو الأحدث مع مراعاة الوظيفة
المحددة لكل استاد. وستخضع مقاسات جميع الملاعب والحلبات لموافقة الجهة
الدولية الناظمة للرياضة المعنية لضمان ملاءمتها للدورات والأحداث
الدولية."
إن أحد
أهداف مدينة دبي الرياضية هو استدراج المنافسات الدولية الكبرى. وبين
الرياضات المستهدفة بعد استكمال الاستادات والأكاديميات عام 2007،
بطولات العالم في الملاكمة، دورات الكريكيت الدولية ومباريات الرجبي
الكبرى. فهذه الأحداث لن تعطي فقط دفعة قوية للسياحة عبر اجتذاب عشاق
الرياضة من أرجاء العالم، بل إن نقلها تلفزيونيا سيروج لدبي عالمياً.
يوضح
السيد بوخاطر "ستوفر المدينة الكثير من الدعاية العالمية لدبي لأن
أناساً كثيرين يشاهدون برامج الرياضة على التلفزيون. صحيح أن هناك
رياضات مهمة تقام في دبي، مثل التنس، سباقات الخيل والغولف، لكننا نأمل
بتطوير رياضات أخرى كذلك. إن عدد السكان لا يبرر احتضان الألعاب
الأولمبية أو كأس العالم. لكننا نملك مقومات استقبال مباريات الرجبي أو
الكريكيت الكبرى، مثل كأس الأبطال. أي أننا سنكون قادرين تقريباً على
استقبال أي حدث رياضي غير الأولمبياد وكأس العالم!"
والسيد
بوخاطر كان لفترة طويلة وراء تقدم لعبة الكريكيت في الإمارات العربية
المتحدة، وهو حالياً رئيس مجلس إدارة اتحاد الكريكيت في الإمارات،
ولذا، ليس من المستغرب أن تحتل اللعبة هذه الدرجة من الأهمية في مدينة
دبي الرياضية. وقد عشق اللعبة أثناء دراسته في باكستان، وهو ما دفعه
لتأسيس كريكيتيرز بينيفيت فاند سيريز عام 1981، وبعدها استاد الكريكيت
في الشارقة الذي يضم 12.000 مقعد. وقد تطورت الكريكيت عبر السنوات حتى
تحولت لدورة بطولة سنوية، كما استضافت الشارقة مباريات تجريبية بين
باكستان وويست إنديز.
وقد أدى
عشقه الكبير للعبة إلى اختيار مجلس الكريكيت العالمي مدينة دبي
الرياضية لتحتضن أول أكاديمية كركيت عالمية تكون مركزاً دولياً للتميز
يجمع بين المهارات والمرافق بما يتيح للاعبين، المبتدئين، المدربين،
الحكام، المشرفين والمدراء تطوير مهاراتهم.
يرى
إحسان ماني، رئيس مجلس الكريكيت العالمي أن مدينة دبي الرياضية توفر
فرصة فريدة لإقامة مركز تطوير عالمي يلعب دوراً بارزاً في خطط المجلس
لتطوير اللعبة.
وهو
يقول "الأكاديمية العالمية تطور مثير حقاً، ليس فقط للاتحاد، وإنما
للعبة الكريمكيت عالمياً. فدبي موقع مثالي يوفر وصولاً سهلاً للمهتمين
باللعبة، كما أن مناخها مناسب تماماً لها. ومع تواصل العمل في المرافق،
فإن أكاديمية الكركيت العالمية ستكون مركزاً هاماً للاتحاد والدول
الأعضاء فيه، وعددها 92 دولة، وستساعد على تطور اللعبة."
من
جانبه، يأمل عبد الرحمن فلكناز، نائب رئيس مجلس الكريكيت في الدولة
والشريك في مدينة دبي الرياضية أن تشجع الأكاديمية مزيداً من الفتيان
على ممارسة اللعبة في الإمارات والعمل على تطورها إقليمياً.
وأضاف
قائلاً "لقد اكتسبت اللعبة المزيد من الشعبية هنا، وسيؤدي إنشاء
الأكاديمية لإعطاء اللعبة دفعة قوية للأمام. فوجود هذه المرافق بالغة
الحداثة في دبي سيمنحنا فرصة مثيرة للغاية للاستفادة من تلك الشعبية
والتركيز على تخريج لاعبين فتيان في الإمارات والدول الآسيوية."
ومثلما
ستساعد الأكاديمية على تطور رياضة الكريكيت، فإن مدرسة مانشستر لكرة
القدم التي ستكون الأولى في المنطقة، ستقوم بنفس الدور لهذه اللعبة،
حسبما يؤكد ديل هوبسون المستشار في الأعمال التجارية لنادي مانشستر
البريطاني.
ويقول
هوبسون "نأمل أن يؤدي تطوير هذا المرفق الفريد لتشجيع المزيد من الصغار
على ممارسة كرة القدم وإعطائها جميع إمكاناتهم. فهذه المنطقة تمتلك
نبعاً هائلاً من المواهب. وأنا على ثقة من أن ذلك، مضافاً إليه أفضل
المرافق والتدريب اللذين سيتوفران في مدينة دبي الرياضية، سيؤدي إلى أن
نرى فرقاً من دول مجلس التعاون الخليجي تحقق نتائج أفضل في المنافسات
على الملاعب العالمية."
أما
مدرسة باتش هارمون للغولف، فقد دربت عدداً من أعلى لاعبي العالم
تصنيفاً. كما أن أكاديميات ديفيد لويد أثبتت نجاحاً كبيراً في بريطانيا
وأستراليا
باعتبارها توفر كنزاً من الخبرات على يد أخصائيين في اللياقة لعدد من
أشعر لاعبي التنس العالميين.
ويقول
السيد بوخاطر "إن الأكاديميات التي اخترناها توفر البنية التحتية
للمواطنين الصغار، كما ستتيح لنا اجتذاب أناس من شبه القارة الآسيوية
والدول العربية الأخرى، وأن نتعلم منهم المزيد عن رياضاتهم.
وبالنسبة للذين استملكوا عقارات للسكن في دبي، والمتمسكين بنمط حياة
فعال فإن مدينة
دبي الرياضية توفر لهم أيضاً فرصة الإقامة وسط بيئة رياضية في فيلات
فاخرة تطل على ملعب الغولف ذي الـ 18 حفرة، وأبراج حديثة تتميز شققها
بالفخامة. كما أن الأبنية متوسطة الارتفاع والبيوت الريفية ستكون أيضاً
من المعالم البارزة لهذا المشروع. |