"إن 85 في
المئة من خريجي الثانوية يريدون إكمال دراستهم في كلية دبي للطلاب.
أصبحنا المفضلين لهؤلاء بين الخيارات المتوفرة لهم. 85 في المئة هي
بالتأكيد نسبة مرتفعة جداً – الأعلى في الإمارات قطعاً - وبالتالي فإن
للكلية سمعة طيبة جداً. في سبتمبر الماضي أتانا أكثر من ألف طلب انتساب
للحصول على 345 مقعداً فقط."
وبين أهم
الأسباب وراء هذه الشعبية الاستثنائية للكلية النجاح الذي يحققه خريجوها
في العثور على فرص العمل. فتبعاً لما يذكره غراي، يحصل خريجو كل عام على
ما يتراوح بين ثلاثة أو أربعة عروض عمل لكل منهم حين إنهاء دراسته، حيث
يزداد الطلب كثيراً على العرض من أعداد خريجي الكلية.
يعود هذا
أساساً إلى المنهج الذي تتبعه الكلية وهو توفيرها ما يحتاجه سوق العمل
فعلاً، بخلاف طريقة تخريج طلاب بارعين في المعارف النظرية لكن بدون خبرة
عملية.
يقول غراي:
"لدينا في الكلية بعض الشبان ممن ابتكروا عدداً من الأجهزة المختلفة
استطاعوا تطويرها بفضل العلوم التي حصلوا عليها في المحاضرات الصفية. إن
مهمتنا تتمثل في محاولة جعلهم يطبقون المعارف التي يتعلمونها في مشروع
عملي، وبالتالي فإن كل طالب سيصنع أو يبتكر شيئاً في الوقت الذي يمضيه
معنا هنا.
"من
الأمثلة الجيدة على هذا المنهج هو ما فعله أحد طلابنا الصيف الماضي. فقد
أخذ واحدة من عربات دفن الرمل التي بناها طلاب برنامج الميكانيك قبل بضع
سنوات وجهزها ببعض المحركات وأنظمة التحكم الهيدروليكية بحيث أصبح قادراً
على تشغيلها والتحكم بها عن بعد بما لا يتجاوز الضغط على أزرار كمبيوتر
محمول. هذه ليست سوى واحدة من الأفكار التي نفذها طلابنا وهناك الكثير
غيرها – هؤلاء شبان أذكياء جداً."
ومن
المبادرات التي طرحتها الكلية لتوفير خريجين مناسبين جداً لسوق العمل
إشراك ممثلين عن القطاعين العام والخاص في التخطيط للبرامج التعليمية
لضمان أن تكون الخبرات التي تقدمها الكلية هي التي يبحث عنها أصحاب العمل
تحديداً.
عن ذلك
يقول غراي: "لقد عملنا بشكل وثيق جداً مع الحكومة والقطاعين التجاري
والصناعي لتشكيل ما يمكن تسميته لجاناً استشارية. بدأنا ذلك عام 1989 حيث
يتضمن كل برنامج ممثلين عن كل فعاليات البرامج التي نعلمها للطلاب. كانت
الطريقة ناجحة جداً لأن اللجان تعمل بجد كبير لضمان أن نقدم هنا العلوم
اللازمة هناك."
وفي
الحقيقة فإن مشاركة اللجان ورغبة القطاعين العام والخاص في توظيف خريجي
كلية دبي للطلاب قد ساعدتا الكلية في تنويع برامجها الدراسية حيث لا
يمنعها من التوسع أكثر حالياً سوى القيود المالية.
يشرح غراي
ذلك بقوله: "توجد لدينا طلبات عديدة لتقديم برامج لم نتمكن حتى الآن من
توفيرها. على سبيل المثال تقدمت لنا بلدية دبي بطلب لطرح برنامج حساب
الكمية، كما أن الأوساط التجارية والصناعية تقول باستمرار إنها بحاجة
للمزيد والمزيد. ونحن نبذل كل ما بوسعنا للوفاء بمتطلبات هذه الأوساط،
والشيء الوحيد الذي يعيقنا هو الميزانية اللازمة لزيادة البرامج."
الشعبية
التي حققها خريجو كلية دبي للطلاب بين أرباب العمل هي مصدر فخر كبير
لغراي الذي يتذكر المواقف السلبية التي كان يواجهها الطلاب المواطنون في
بعض أوساط القطاع الخاص حين وصوله الإمارات.
يقول: "حين
أتيت للإمارات قال لي الكثيرون في الأوساط التجارية والصناعية إنه ليست
هناك وسيلة لجعل الطلاب المواطنين يعملون– وهذا ببساطة ليس صحيحاً. إن
هؤلاء الشبان هم من أكثر الناس الذين قابلتهم جدية في عملهم. إن لدينا
طلاباً ممن يعملون بدوام كامل ويأتون إلينا للدراسة مساء.
"في أول
سنة تخرج أكاديمية لنا، حصل أحد طلابنا على الدرجات الأعلى بين كل كليات
التقنية العليا في البلاد، وهذا الشاب كان متزوجاً وأباً لطفلين ويعمل
بدوام كامل في دائرة الهجرة والجنسية كما كان يدرس عندنا بدوام كامل في
الوقت نفسه. وهو ليس سوى واحد فقط من كثيرين يتحملون هذا العبء. ولهذا
فإن ذلك المفهوم قد تلاشى والحمد لله حيث يظهر طلابنا أنهم قادرون على
التكيف تماماً مع سوق العمل والقيام بمهام وظيفتهم مثل أي إنسان آخر سواء
كان في لحام المعادن أو العمل مع الكمبيوتر أو تشغيل آلة أو العمل في
المكتب أو إدارة مصرف."
ويعيد غراي
الفضل في هذا النجاح لسمو الشيخ نهيان، رئيس كليات التقنية العليا أيضاً،
لاستقطابه مجموعة من أفضل المحاضرين من كل أنحاء العالم للتدريس في
الكليات.
يتذكر غراي
ذلك قائلاً: "على مر السنين شهدت الكثير من التغييرات الكبرى وهي النمو
وتطور البرامج وإدخال الكمبيوترات والتقنية، فيما الشيء الوحيد الذي ما
يزال ثابتاً هو توصية قائد عملنا، الشيخ نهيان، حيث قال لنا منذ اللحظة
الأولى أن نذهب للخارج ونبحث عن أفضل الكوادر التي نستطيع العثور عليها
في أي مكان من العالم لنستقطبها للعمل عندنا، وهذا ما أعطانا البيئة
المتميزة للتعليم.
"وفي الوقت
نفسه كان الشيخ نهيان مهتماً جداً بالحفاظ على النوعية العالمية لنتاجنا،
ولهذا كان يأتي بهيئات التصنيف الدولية للتأكد من أننا نقوم بعملنا على
الشكل الصحيح."
أحد وجوه
هذه العملية يقوم على مسايرة أحدث التطورات التقنية في مجالات الاختصاص،
حيث تعليم المعلمين عبر برامج التطوير المهني يمثل مطلباً ضرورياً بالقدر
نفسه لتعليم الطلاب.
ومثلما حقق
طلاب كلية دبي للطلاب النجاح في القاعات الدراسية وسوق العمل، فإن
الجوائز المتألقة في خزانة الجوائز في حرمهم الجامعي الحالي في ديرة هي
شهادة أيضاً على براعتهم في النشاطات غير التعليمية.
عن ذلك
يقول غراي: "فاز طلابنا بمسابقات رياضية تنافسوا بها مع كل الكليات
الأخرى والجامعات على مدى 11 سنة متواصلة. لقد حققنا ذلك بما لا يجاوز
مجرد طاولة واحدة للعبة كرة الطاولة بسبب محدودية المساحات المتوفرة
لنا."
غير أن هذا
سيتغير قريباً مع المباني الجديدة التي ستحصل عليها الكلية في حرمها
الجامعي الجديد بمدينة دبي الأكاديمية.
"لقد حصلنا
على أربعة ملاعب تنس وثلاثة ملاعب سكواش وقاعات جمباز ولياقة بدنية صغيرة
وحوض سباحة بقياس أولمبي ومضمار ألعاب قوى وملعب كرة قدم، وهكذا سيتاح
للطلاب أخيراً مكان يستطيعون أن يبقوا فيه ويستمتعون بالنشاطات التي ما
كانوا يستطيعون ممارستها سابقاً."
غير أن
المنشآت الرياضية الإضافية ليست هي الاستفادة الوحيدة التي ستحققها
الكلية وطلابها من هذه النقلة. فكل البيئة التعليمية، كما يقول غراي،
التي سترسيها مدينة دبي الأكاديمية ستكون مفيدة للجميع.
ويقول:
"المدينة الأكاديمية ستعطينا الفرصة لننمو ونتواصل مع المعاهد الأخرى وهي
تأتي إليها. أستطيع منذ الآن أن أرى كلية دبي للطلاب مؤسسة مفيدة جداً في
هذا التطور لأننا نتميز بالتعليم العملي ولأننا نعرف كيف ننجح ونصنع
أشياء ميكانيكية. آمل أننا سنتمكن من العمل مع المعاهد الأخرى وخصوصاً
الأكاديمية منها ونتوصل لوسائل تكامل فيما بين نظريتهم التعليمية
وتعليمنا التطبيقي وذلك بالتأكيد سيفيد البلد من وجهة نظر إنتاجية، ومن
ناحية اهتمام الطلاب أيضاً– فمن الجميل أن يدرك الطالب ما الذي يجعله
يدرس علم التفاضل والتكامل حيث تعطيه فصول الهندسة عندنا الفرصة ليتعرف
بكل سهولة على السبب. بالتالي، فهذا واحد من النتائج الكبيرة التي
أتوقعها في مدينة دبي الأكاديمية."
ومن
المزايا الأخرى التي يتطلع إليها غراي في المدينة الأكاديمية الجديدة
الفرص التي ستوفرها أمام البحث العلمي والتطوير بدعم المشاريع الجديدة
الآخذة بإعطاء ثمارها في مجتمع دبي.
"زارنا
اللواء ضاحي خلفان قائد شرطة دبي هنا واجتمع بنا وطلب منا أن نرشح له
المواهب في الكلية حيث تعهد بأن يوفر لنا التمويل لدعم بعض من مشاريع
البحوث التي يشارك فيها الشبان.
"لقد أتت
مبادرته تلك العام الماضي، ولذلك ستجد في حرمنا الجامعي الجديد غرفة
لضاحي خلفان وفريقه الباحث عن المواهب ليتمكنوا من الوصول إلى هؤلاء
الشبان بأفكارهم ويقولوا لهم: هاهو ذا مكان تستطيعون فيه العمل وتطوير
بعض الأفكار. إن لدينا بعضاً من أفضل وأقدر الكوادر التعليمية هنا،
تستطيع وهي تعمل مع هؤلاء الطلاب، أن تقدم الكثير من النتائج الطيبة."
من المنشآت
التي سيوفرها الحرم الجامعي الجديد لكلية دبي للطلاب مبنى للهندسة وآخر
لدراسات الأعمال ومبنى للخدمات الطلابية ومكتبة ومقراً للمدرسين وقاعة
متعددة الأغراض ومبنى للاجتماعات ومبنى للاتصالات لقسم تقنية المعلومات
وعنبر طائرات لقسم هندسة الطيران ومبنى للإدارة.
غير أن
التعاضد بين هذا العدد الكبير من المراكز التعليمية الموجودة في مكان
واحد هو ما يعتقد غراي أنه سيوفر الحافز للمزيد من المستوى النوعي
للتعليم في دبي.
"أعتقد أن
الأمر نفسه الذي حققته حكومة دبي في مدينة الإنترنت ومدينة الإعلام
والمدينة الطبية المنتظرة ينطبق على المدينة الأكاديمية– سنكون قطباً
للطاقة المركزة في مكان واحد وهو ما سيعطي نتائج باهرة."
|