وفي
نصف النهائي نجحت جوستين هينين ـ هاردن، التي سبق لها الفوز بالبطولة
مرتين، في إيقاف مسيرة كوزنتسوفا، فيما تفوقت شارابوفا على ديفينبورت
بعد خسارة المجموعة الأولى. وفي المباراة النهائية تمكنت هينين هاردن
من الفوز بثاني ألقابها لهذا العام بنتيجة 7-5 و 6-2 على شارابوفا.
وهذا يعني أنها لم تخسر أياً من مباراياتها الـ12 التي لعبتها في دبي،
بل أضافت تاجاً جديداً إلى التاجين اللذين جمعتهما عامي 2003 و 2004.
وقالت
هاردن في أعقاب المباراة "إنه شعور مذهل ورائع لأنني لم أكن واثقة مما
يجب أن أتوقعه قبل قدومي إلى هنا، وخصوصاً بعد المشاكل الصحية الصغيرة
التي عانيتها في استراليا. وقد أسعدتني النتيجة إلى أقصى الدرجات.
"لقد
كان أسبوعاً صعباً رغم أنني فزت بجميع مبارياتي بنتيجة مجموعتين. وقد
زاد في الصعوبة المطر والانتظار. لكن شعوري عظيم بأنني فزت بلقبين هذا
العام مما يعطيني الكثير من الثقة".
وقد
اجتذب أسبوع المباريات الخاصة بالرجال جمهوراً ضخماً أيضاً. وكان محور
الدورة الأولى مارات سافين الذي كان يلعب أول مبارياته منذ أغسطس
الماضي بسبب إصابة في الركبة. ولم يكن يتوقع الكثير لأنه كان حريصاً
على الاهتمام بركبته. لكنه أذهل نفسه عندما تغلب على المصنف الثالث،
وهو البطل الخامس في العالم نيكولاي دافيدنكو 4-6 و 6-2 و 6-2.
وقال
سافين "لم أتوقع الفوز، بل إنني اعتقدت أنني لن أفوز بمجموعة واحدة.
كنت عائداً لألعب مباريات قليلة من صحة حركتي، وأستعيد لياقتي".
كذلك
كان الأمر بالنسبة للمصنفين الخامس ديفيد فيدرر والسادس دومينيك
هارباتي الذين فشلا في الوصول إلى الدور الثاني. كما كان هناك المزيد
من المفاجآت في الدور الثاني عندما انتفض تيم هينمان بعد أن كان خاسراً
بنتيجة 2-5 ليهزم المصنف السابع راداك ستيبانيك، فيما حقق الألماني
المغمور بجورن فاو المفاجأة بفوزه على اللاعب المعروف أندريه أغاسي
بنتيجة 7-5، 7-5.
وعلى
الرغم من فوزه بنتيجة 7-6 و 6-4 فإن روجر فيدرر واجه صعوبة كبيرة في
التغلب على اللاعب الكويتي محمد الغريب الذي أتقن اللعب. وفي ربع
النهائي كان فيدرر ونادال اللاعبين المصنفين الوحيدين الباقيين في
البطولة. وقد تقدما بنعومة حيث هزم فيدرر روبن فيك، وهي المباراة 28 له
في البطولة، فيما انتزع نادال الفوز بعد مجموعة أولى صعبة مع هينمان
بنتيجة 7-6، 6-1. وفي نصف النهائي فاز اللاعبان الأول والثاني بمجوعتين
فقط حيث احتاج فيدرر لأقل من ساعة ليهزم ميخائيل يوزني 6-2 و 6-3
ونادال ليفوز على رينر شويتلر 6-4 و 6-2، ليصلا إلى المباراة النهائية
التي كان الجميع يحلمون بمشاهدتها.
اعتقد
الجميع أن المباراة ستكون سريعة، وأن فيدرر لن يفوز فيها فقط، بل سيفوز
بلقب البطولة الرابع لبطولة دبي، وهو ما يحدث له للمرة الأولى في
تاريخه. لكن بعد أن نجح في السيطرة على المجموعة الأولى، رفع نادال من
وتيرة ومستوى لعبه فيما أخذ فيدرر يتراخى. وبعد التعادل مرتين 4-4 في
المجموعتين الثانية والثالثة، فاز نادال بلقبه الثالث عشر في حياته
الرياضية.
وقال
نادال معلقاً على فوزه "لا أصدق أنني فزت على أفضل لاعب في العالم، بل
على واحد من أفضل اللاعبين عبر التاريخ. هذا أمر مهم وخاص للغاية
بالنسبة لي، خصوصاً لابتعادي عن الملاعب 3 أشهر بسبب إصابتي في قدمي."
وقد تقبل فيدرر الهزيمة بنبل قائلاً إن خصمه كان اللاعب الأفضل في
المباراة.
وأضاف
اللاعب السويسري قوله "لقد استحق الفوز اليوم. كان لعبه أكثر ثباتاً،
فيما أضعت عدة كرات مع اقتراب لانهاية. صحيح أني لم أتهور، لكنه في
الواقع لعب أفضل مني."
كما
شارك اللاعبون بأنشطة كبيرة خارج الملاعب، وتذوقوا أيضاً كثيراً من
مباهج دبي. فقد زارت ليندساي ديفنبورت مع ماريا شارابوفا أول منتجع
مغطى في العالم للتزلج على الجليد ـ سكي دبي ـ لالتقاط صورة على ملعب
مجهز ومغطى بالعشب بجوار منحدرات جليدية ومصعد للمتزلجين.
أما
السويسرية مارتينا هينغز حيث تكثر المنحدرات الجبلية في بلادها، فقد
أبهجت أكثر من 200 تلميذ بزيارتها لمدرسة دبي الإنجليزية، وأجابت على
الكثير من أسئلتهم كما قدمت جائزة لزياد قاسم البالغ من العمر 9 سنوات،
والفائز بجائزة التلوين التي أقيمت بالتزامن مع بطولة دبي للتنس.
وفي
الأسبوع التالي التقت تيم هينمان مع أكثر من 350 تلميذاً في الكلية
الإنجليزية بالجميرا عندما زار المدرسة ليقدم للتلميذة نيكوليتا
كيفيرنيتس البالغة من العمر 12 سنة والفائزة بتصميم لوحة إعلانية صورة
موقعة له وتذاكر لحضور المباراة الختامية في بطولة الرجال.
وزار
روجر فيدرر سوق الذهب ثم قام بجولة على زورق فاخر سريع في خور دبي،
فيما قام أندريه أغاسي بزيارة أوفل جاردنز في فندق رويال ميراج حيث
استمتع بلقاء مشرف الموسيقى هناك، وهو صقر من نوع الشاهين عمره 3
سنوات.
وقال
أغاسي: "إنه لأمر مذهل أن تراقب خفته وكفاءته وخاصة من ناحية السرعة
والدقة". وأضاف بعد مشاهدته عرضاً للصقور "إنه لأمر مذهل كيف تقوم
بالصيد وقد لا تتاح للمرء الفرصة أكثر من مرة لمشاهدة ذلك في حياته."
أما
رفائيل نادال فقد قام بزيارة نادي دبي للبولو وجرب عدة أشياء للمرة
الأولى. وقال معقباً على ذلك: "إنها أول مرة أمتطي فيها ظهر حصان،
لكنهم علموني بإتقان كيف أفعل ذلك وقد استمتعت به. والحقيقة أن
اللاعبين يحبون أن يقوموا بأشياء مختلفة، ولعل إبعادنا عن كل ما له
علاقة بالتنس يمنحنا استرخاء أكبر."
وكانت
هذه الزيارة الأولى لماريا شارابوفا لدبي، وقد أدهشتها فخامة كل شيء.
وقالت: "أنا مذهولة. إنه مكان رائع مختلف للغاية. كل سنة نزور نفس
الأمكنة لكنه من الرائع أن نتعرف على نمط حياة جديدة وثقافة جديدة.
وسأقول للناس بعد عودتي كم كان الأمر مختلفاً عن كل توقعاتنا، إنها
تشابه في الحقيقة التقاء عالم ديزني مع لاس فيغاس. يأخذون هنا الأفضل
من كل مكان في العالم ويجمعونه في مدينة واحدة ليخلقوا هذا المكان
الكبير الساحر.
"أما
فندق برج العرب، فهو يخلب الألباب. تدخل إليه وتتفرج هنا وهناك ثم
تفاجئ يوماً بأن هناك شيئاً جديداً يستحق الرؤيا. حتى عندما تتفرج على
الذهب أو على أنسجة القماش. وجميع الناس طيبون حقيقة وقد أحببت الثقافة
هنا. هذا أبدع شيء في السفر: الالتقاء بأناس جديدين والتعرف على
حياتهم."
وقبيل
أن تقلع الطائرة حاملة رافائيل نادال إلى دورته المقبلة كان مليئاً
بالمديح للدورة التي يعتبرها واحدة من الأفضل في بطولات التنس.
وقال
المراهق الإسباني: "كان الجمهور رائعاً. وكان الملعب يمتلئ كل يوم
عندما كنت ألعب، وقد قدموا لي الكثير من الدعم، وأود أن أشكرهم جميعاً
أجزل الشكر. لقد تجمعت لدي ذكريات رائعة عن دبي منذ زيارتي الماضية،
هذه المدينة التي برزت في قلب الصحراء، وقبل مضي سنوات قليلة ستغدو
واحدة من أفضل نقاط الجذب السياحي في العالم."
وللاحتفال بما أصبح واحدة من أكبر الدورات في عالم التنس خارج دورات
غراند سلام، فقد أعلنت الدورة التي تملكها سوق دبي الحرة عن زيادة
كبيرة في جوائزها لعام 2007 حيث ارتفع مجموع جوائز مسابقة الرجال
ومسابقة السيدات من 1 مليون إلى 1.5 مليون دولار أمريكي لكل مسابقة.
وهذه الخطوة ستضمن حضور أعظم لاعبي العالم للتنافس في دبي العام
المقبل. |