كانت السيوف المستعملة في الممالك الهندية الشمالية قبل
الحكم الإسلامي سيوفاً مستقيمة بنهايات مدورة أو سيوفاً منحنية يستحيل
الطعن المستقيم بها. كانت تلك السيوف ثقيلة الوزن إلى أن جاء المسلمون،
فقام الهنود بتطوير السيوف الثقيلة والمستقيمة المستخدمة من قبل الجيوش
الهندية لتصبح مقوسة ذات نصول رفيعة على غرار السيوف الإسلامية حيث
كانت الانحناءات مهيأة بإحكام لتتناسب وبطون الخيول التي يمتطيها
الجنود. ومن أهم وأشهر السيوف على الإطلاق في ذلك الوقت هو "شمشير"،
حيث كان يستخدم كسلاح قاطع مع انحناء فائق الدقة وكان قد وصل إلى الهند
بعد جلبه لأول مرة من بلاد فارس. ازدادت أهمية هذا السيف الذي اشتهر في
آسيا الوسطى، وتم تطويره ليأخذ شكلاً جديداً أطلق عليه اسم "الخندة" من
قبل الراجبوتيين وأباطرة المسلمين القدامى.
كما كان المحاربون في جيوش المسلمين يضعون في أحزمتهم
الخناجر ذات النصال المعقوفة والسنان القاطعة من الجانبين كسلاح ثانوي.
ومعظم الخناجر الأخرى كانت ذات نهاية واحدة مصقولة تستخدم في حالة
الحرب والسلم على حد سواء. كان الخنجر القصير الذي يوضع في قدم الفارس
أو في الخف يسمى "جمدر" وقد أخذه المسلمون عن الهندوس.
إبان الحكم المغولي قام صناع السيوف بتجارب لابتكار
أنواع جديدة من السيوف تختلف عن تلك الموجودة. وكان مما أوجدوه السيف
"الجنبية" وهو سيف ذو نصل مقوس والسيف "كرد" ذو النصل المستوي، أما
بالنسبة للسيف ذو النصل الرقيق فكان يسمى "قطّار" والسيف المقوس بشكل
طفيف وذو رأسين فهو "الخنجر" والسيف "بشقاب" ذو النصل الواحد.
وكانت مقابض السيوف تزين عادة بالمجوهرات والمعادن واليشم التي تأخذ
أشكالاً للحيوانات.
النوع
الآخر الذي كان شائع الاستخدام لدى جيوش المسلمين هو "البهلا" أو الرمح
الذي كان يستخدم من قبل الفرسان والمشاة على حد سواء، وتصنع هذه
الرماح من الخيزران أو الخشب أو القصب حيث كانت تجهز رؤوسها بحراب
معدنية حادة حتى أضحت من الأسلحة الرئيسية التي تعتمد عليها جيوش
المسلمين في الهند في حقبة القرون الوسطى وتحديداً بين القرن الحادي
عشر والقرن الرابع عشر للميلاد.
عرفت جيوش المسلمين أنواعاً أخرى من الأسلحة، حيث
تسلحوا بالكرات الشائكة المعروفة باسم "جادا" وهي ذات مقبض، و"البيازي"
المصنوعة على شكل بصلة و"القرغوز" المصنوعة على شكل وردة بثمانية
بتلات، أما "الشابشار" فهو ذو الرأس البيضوي و"عمود" ذو الرأس الدائري
البسيط وكلها أسلحة تستخدم بشكل رئيسي لاختراق الخوذ والدروع التي
يستخدمها أعداؤهم.
الفؤوس الحربية المسماة "تابار" ذات النصلين أو النصل
الواحد كانت السلاح المفضل لدى بعض كتائب المشاة في الجيش. وكان هناك
سلاح آخر يفضله الجنود وهو الفأس الضيق المزود من جهته الخلفية بنتوء
يستخدم لاختراق الدروع، وكان يعرف باسم "جغنول"، حيث يستخدم يستخدم على
نطاق واسع من قبل جنود الغوريين، وتم تعديله لاحقاً من قبل الراجبوتيين
كسلاح حرب متطور. كانت الفؤوس الحربية هي السلاح المفضل لنادر شاه الذي
غزا دلهي في العام 1739 م وما يزال فأسه موجوداً في متحف دلهي الوطني،
ويوجد على هذا الفأس كتابات منقوشة بالفارسية تبين أنه مصنوع خصيصاً
ليستخدمه الملك وهو مزود بمقبض مزخرف ومشغول بالمعادن الثمينة مثل
الفضة والذهب.
أعطي القدر الأكبر من العناية لتطوير الدروع التي
يلبسها المقاتلون المسلمون. حيث كانت الدروع المصفحة التي يرتديها جنود
المسلمين لحمايتهم منتشرة وبأشكال مختلفة، منها الدرع الرقائقي
"جشوان" والذي وصل الهند بواسطة المسلمين في آسيا الوسطى مروراً ببلاد
فارس. أما بالنسبة لدرع الجسم فكان معروفاً باسم شائع هو "بختار". نوع
آخر من الدروع يسمى "انجيركا" الذي كان يستعمل كصدرية تلبس تحت الثوب
ثم يلبس فوق الدرع ثوب يسمى "الجاما" وهو لباس طويل يرتديه المقاتل
لتمويه الدرع، وهذا النوع من الدروع كان يستخدم بشكل رئيسي لحماية
العائلة الملكية. وهناك أيضاً نوع يسمى "شاراينا" أي (المرايا الأربع)
وهو عبارة عن درع مصنوع من أربع صفائح تحمي الجسم من الأمام والخلف
والجانبين وهو النوع المفضل من قبل أباطرة المغول هومايون و أورانجزيب،
أما بالنسبة لغطاء الرأس الخاص بهذا الدرع فهو عبارة عن خوذة مصنوعة من
الأزراد والأغلال التي تمكن المقاتل من رؤية خصمه بوضوح أثناء
المبارزة. ولكون هذا النوع من الدروع مكلف للغاية، لذا كان يقتصر
ارتداؤه على النخبة وأفراد العائلة الحاكمة بالإضافة إلى استخدامها من
قبل كبار قادة الجيش الذين يتمتعون بامتيازات عالية. |