لكن هل
كانت القوات الأمريكية ورجالها من تحالف الشمال الذين اسبغت عليهم
مديحها تحت راية الديمقراطية الزائفة أفضل حالاً؟
الجواب
هو لا، حسب دونكان كامبل وسوزان غولدنبرغ من صحيفة غارديان وحسب منظمة
مراقبة حقوق الإنسان وحسب جامي دوران المخرج والمنتج السينمائي
الأيرلندي الشهير. فلكثير من الأفغان كانت "عملية الحرية الدائمة" أسوأ
كابوس عاشوه.
الإهانة والعنف
في
مقالة نشرتها غارديان يوم 23 يونيو 2004، يتحدث كامبل وغولدنبرغ عن
الانتهاكات العنيفة والاساءات الجنسية التي حدثت في "شبكة أمريكا
السرية من السجون في أفغانستان". يكتب الاثنان عن كابوس سيد نبي صديقي،
ضابط الشرطة السابق البالغ من العمر 47 عاماً، الذي اعتقلته قوات
التحالف العام الماضي. يتحدث صديقي عن "الجنود الأمريكيين الذي عروه من
ملابسه وصوروه عارياً وأطلقوا الكلاب عليه وقالوا إن زوجته عاهرة."
جاء في
المقالة ما يلي: "في تحقيق معمق أجرته غارديان، تضمن لقاءات مع سجناء
سابقين في باغرام ومصادر عسكرية أمريكية رفيعة ومراقبين من جماعات
لحقوق الإنسان في أفغانستان، كشفنا دلائل كثيرة على تعرض المعتقلين
للضرب والإهانة الجنسية والإجبار على البقاء مدد مطولة في وضعيات
مؤلمة.
"معتقلون، لم توجد لأي منهم أي تهمة، أخبرونا أن الجنود الأمريكيين
يرجمونهم بالحجارة... ويعرونهم أمام مجموعات من المحققين. قال لنا أحد
المعتقلين أنه حتى يحصل على إطلاق سراحه بعد عامين في السجن تقريباً،
كان عليه أن يوقع على اعتراف بأنه تعرض للأسر وهو يقاتل في إحدى
المعارك، فيما الحقيقة أنهم اعتقلوه وهو يقود سيارة التاكسي التي يعمل
عليها ومعه أربعة ركاب."
ويقول
الصحفيان في مقالتهما بالبنط العريض "قالوا لي هذه هي أمريكا... إذا
أمرك جندي أن تخلع ملابسك، يجب أن تنفذ الأمر."
نور
آغا، 35 عاماً وأب لأربعة أطفال، اعتقل في باغرام ثم في غارديز ويقول
إنهم أجبروه على شرب 12 قنينة ماء ولم يسمحوا له بعدها بالذهاب لقضاء
الحاجة. ويقول إنه وآخرون كبلت أيديهم وأجبروهم على الجثو على ركبهم
"في فسحة ضيقة بين جدارين والشمس تضرب رؤوسهم مباشرة 10 ساعات يومياً."
التقرير الذي نشرته منظمة مراقبة حقوق الإنسان أوائل هذا العام اتهم
الأمريكيين باعتقال الأفغان لمدد غير محدودة في "ثقب أسود قانوني" بدون
أي رقابة أو مراجعة وبتهديد حياة المدنيين عبر استخدام المروحيات
الهجومية في المناطق السكنية المكتظة بالبشر. كما يتحدث التقرير أيضاً
عن تكتيكات "رعاة البقر" تستخدم ضد الناس "الذين يتبين عموماً أنهم
مواطنون يحترمون القانون" بما ذلك استخدام القنابل اليدوية لاقتحام
الأبواب بدلاً من طرقها.
|