ومن
النباتات الغذائية الأخرى لهذه الفراشات هناك الجزر البري. اليرقات التي
تتغذى على هذا النبات تتمتع بآلية دفاعية مثيرة. فحين تضطرب أو تتعرض
لهجوم، تلوي رأسها باتجاه مصدر الخطر وتمد ناميتين تفرزان نسخة قوية من
رائحة هذا الجزر.
وعلى
صعيد التكتيك الدفاعي هناك شيء آخر مثير للاهتمام أيضاً. حيث تشيع في
مزارع الساحل الشرقي للبلاد فراشة أخرى هي فراشة التاج. وطورت هذه
الفراشة آلية دفاعية ضد الطيور. إذ فيما يكون ذكر التاج أسوداً لماعاً
ببقع بيضاء ومطوقاً بالأزرق القزحي، فإن الأنثى لا تشبه الذكر أبداً. بل
إنها تكاد تكون نسخة طبق الأصل عن فراشة النمر. والفارق الوحيد هي أنها
أكبر قليلاً وذات نقطة سوداء وحيدة على جناحها الخلفي بدلاً من أربعة.
وبأخذها ألوان النمر فإنها تتظاهر أمام الطيور بأنها غير قابلة للأكل، مع
أنها في الحقيقة ليست سيئة الطعم بالنسبة للطيور أبداً. فراشة التاج هي
أكثر ندرة بكثير من فراشة النمر، ولذا فإن معظم الفراشات ذات الألوان
البرتقالية والسوداء والبيضاء التي ترونها هي من النوع الثاني.
وتتضمن
قائمة الفراشات التي تعتبر حشرات صحراوية فعلاً الفراشة الصحراوية
البيضاء (أنافيس أوروتا) والثالوث الأزرق (جونونيا أوريثيا) والبنية
الصخرية بيضاء الحافة (هيبوراشيا باريساتيس). الصحراوية البيضاء هي زائرة
منتظمة لزهور الربيع قصيرة العمر، فيما يمكن العثور على الثالوث الزرقاء
خلال الشهور الأكثر برودة من السنة. والمثير للاهتمام أن الفراشة البنية
الصخرية بيضاء الحافة يبقى بالإمكان العثور عليها في شهور الصيف الحارة،
وتجد الملاذ من حرارة الشمس في الكهوف والنتوءات الصخرية حيث يمكن رؤيتها
أحياناً بالمئات في هذه الأماكن.
بعض
النباتات تجذب الفراشات أكثر من غيرها. حيث يمكن العثور على الفراشة
العربية الزرقاء المنقطة الصغيرة (كولوتيس فيساديا) بأسراب كبيرة على
أزهار شجيرة سالفادورا بيرسيكا وديبتيرغيوم غلوكوم وهو من فصيلة القيصوم.
وتنتمي
الفراشات الأصغر حجماً لعائلة الزرقاء الصغيرة. وهناك فصائل عديدة في هذه
العائلة ذات أسماء جميلة مثل المهرج المتوسطي وكيوبيد الصغير. ومع أنها
فراشات صغيرة، فإنها تبدو فائقة الجمال حين النظر إليها بالعدسات
المكبرة. الجانب العلوي من جسمها يكون أزرق سماوياً، أما الجانب الأسفل
فهو رمادي عادة بعدد من الحلقات الزرقاء القزحية على طول حواف الأجنحة
السفلى. كما أن للكثير منها ناميات على أجنحتها السفلى.
فراشة
التين الزرقاء النادرة جداً لها ناميات طويلة جداً على أجنحتها الصغرى.
أحياناً تمكن رؤية هذه الفراشة الأكبر كثيراً من سابقتيها على أشجار
الدفلى في الوديان.
أما
أصغر الفراشات الصغيرة فهي جوهرة العشب وهي حشرة بنية صغيرة تكثر في
المزارع بين نباتات الوديان. ويقل باع جناحيها عن سنتميتر واحد.
وهناك
أيضاً "واردات" جديدة في البلاد، وأحد هذه الفراشات المميزة قد استطاعت
الوصول إلى الإمارات من أمريكا. هذه الفراشة صغيرة جداً ولكنها جميلة
جداً أيضاً و يمكن مشاهدتها بأعداد كبيرة حول نباتات سيسوفيوم فيروكوسوم
التي تنمو بوفرة في موقع للدفان قرب الجامعة الأمريكية في الشارقة. ومع
تزايد الغطاء النباتي في الإمارات باستمرار وجلب حركة النقل بشكل غير
مقصود للحشرات من أماكن أخرى من العالم، فيمكن أن نرى فصائل جديدة من
الفراشات يجري تسجيلها في الإمارات العربية المتحدة.
|