وستقام جميع المنافسات، باستثناء سباق الدراجات الجبلي ضمن دائرة قطرها 12
كيلومتراً من قرية الرياضيين التي يتم بناؤها في قلب المدينة، إلى جوار
مستشفى حمد العام. وبعد انتهاء الألعاب التي ستبدأ في 12 يناير 2006،
ستستخدم المرافق كقرية طبية مستقبلية.
وستقام إلى الشمال من الدوحة المرافق التي ستشهد منافسات الرماية، فيما
تستخدم منشآت قائمة حالياً لاستضافة الجولف والشطرنج. كما سنتبنى ملاعب
كرة القدم وكرة السلة والريشة الطائرة والفروسية إلى الغرب من المدينة،
قريباً من مجمع خليفة الرياضي الذي سيكون درة الألعاب الآسيوية 2006.
ومجمع خليفة الذي سيتكلف إنشاؤه ما يتجاوز مئات ملايين الدولارات سيشهد
منافسات ألعاب القوى والرياضات المائية والجمباز والهوكي وفنون القتال،
إضافة لألعاب تحمل أسماء غريبة مثل ووشو وسيباك تاكراو. وعلى مسافة قصيرة
في قلب المدينة، على بعد خطوات عن قرية الرياضيين ستقام ألعاب الكرة
الطائرة، التنس، الإسكواش، البلياردو، الدراجات، المنافسات الثلاثية، رفع
الأثقال، الزوارق الشراعية، والرياضة الشعبية الهندية المعروفة باسم
كابادي. ومن المتوقع إقامة كرة الشاطئ الطائرة في جزيرة تتوسط خليج
الدوحة، أما كرة اليد والدراجات الجبلية، فستقام إلى الجنوب من المدينة.
ومما لا شك فيه أن هذه الأحداث المثيرة ستجلب إلى الدوحة مستويات لم تعهدا
سابقاً من الامتزاج. ويتوقع أن تستفيد المدينة من فورة في الأعمال ومن
تدفق الدولارات السياحية التي ستعزز اقتصادها الوليد.
تقع شبه جزيرة قطر عند منتصف الساحل الغربي للخليج العربي. وقد بقيت تعيش
في ظل شقيقتها الخليجية الأشهر، الإمارات العربية المتحدة، عندما يتعلق
الأمر بالرياضة والسياحة. لكن ذلك كله قد يتغير مع اكتمال استعدادات قطر
لفتح أبوابها في وجه السياحة.
وقد سلطت الأضواء على قطر عالمياً عندما قرر عدد من عمالقة كرة القدم
التوجه إلى الإمارة الصغيرة للعب في أنديتها خلال موسم 2003-2004. ومن
بين هؤلاء المشاهير الذين وقعوا عقوداً يسيل لها اللعاب مع أندية قطر
جابرييل باتيستوتا، ماريو باسلر، ستيفان أيفنبرغ وعلي برناربيا.
بماذا تتميز قطر؟
لا يتجاوز إجمالي مساحة قطر 11.521 كيلومتراً مربعاً معظمها صحراء قاحلة.
وهي تشتمل على مجموعة جزر أهمها حالول، شيرعو، العشط وغيرها. ويعيش حوالي
نصف عدد السكان (600.000 نسمة) في العاصمة.
وبعد أن نالت استقلالها عام 1971، كانت موارد الدولة الطبيعية هي المحرك
الأساسي لاقتصادها. إلا أن الأهمية التي اكتسبتها السياحة في مدن قريبة،
مثل دبي والمنامة، دفع قطر لطلب تنظيم دورة الألعاب الآسيوية لتستعرض
مواهبها أمام العالم.
تشير المدافن القديمة في أم الماء على الساحل الغربي أن قوماً كانوا يعيشون
في قطر منذ 4.000 سنة قبل الميلاد. وقد تولت حكمها على التوالي القبائل
العربية الكنعانية، الأتراك، عائلة آل خليفة البحرينية ثم البريطانيون
الذين حكموها 99 عاما حتى الاستقلال. وكانت معروفة خلال معظم تاريخها
أنها أحد مراكز استخراج اللؤلؤ. لكن انتشار اللؤلؤ الصناعي بعد 1930 كان
بداية النهاية لقطاع اللؤلؤ القطري. إلا أنه لحسن حظها، اكتشف الغاز فيها
حوالي ذلك الوقت تقريباً، وسرعان ما حل محل اللؤلؤ كمصدر أول لدخل
البلاد.
ويمكن القول بتجرد أن من يسافرون حالياً إلى قطر هم إما من رجال الأعمال أو
ممن يزورون الأهل والأصدقاء. فالبلاد لم تعد نفسها لاستقبال السائحين،
لكنها في الوقت نفسه تمتلك الكثير من نقاط الجذب المهمة للزوار.
تقع أكثر شواطئ قطر شعبية في خور العديد وجبل فويرات (شمالي الدوحة) ودخان
(غربي العاصمة). ويحتاج المرء لسيارة دفع رباعي كي يصل إلى الشواطئ غير
المطورة في الشمال والجنوب الشرقيين. وفي أم سعيد، تصل الكثبان الرملية
إلى حافة الماء، وهي من المناطق البعيدة والخلابة. كما أنه بوسع الغواصين
الاستمتاع بالحيود المرجانية قرب بعض الشواطئ.
لا تمتلك قطر الكثير من المواد التذكارية، لكنه يمكن الحصول على أنواع من
الأبسطة المصنوعة من وبر الجمال وشعر الماعز. إلا أن هناك وفرة من المواد
المستوردة من الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية. كما تتوفر في مكاتبها
مجموعات لا بأس بها من الكتب الإنجليزية والعربية. ولعل أفضل أسواقها هما
سوق الوقف ومشيرب، علماً بأن المساومة ضرورية للحصول على أسعار أفضل.
|