تستضيف
دبي هذا الشهر حدثاً دولياً متميزاً – فالاجتماعات السنوية لمجالس محافظي
البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ستعقد في دولة عربية لأول مرة منذ
انطلاقة تلك الاجتماعات عام 1946.
من أجل
ذلك، واصلت دبي استعداداتها على مدى الأعوام الثلاثة المنصرمة لاستقبال
أكثر من 14.000 مشارك بينهم وزراء المال ومحافظو المصارف المركزية لجميع
الدول الأعضاء في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، وعددها 184 دولة.
كما أن كبار المسؤولين في قطاعات المال والأعمال وممثلين عن أكثر من 50
من المنظمات غير الحكومية قد جرت دعوتهم لحضور الاجتماعات وإسماع
أصواتهم، وذلك كجزء من عملية صنع السياسة.
وفي إطار
الاستعدادات لهذا الحدث، دبي 2003، عمل كبار المسؤولين في القطاعين العام
والخاص جنباً إلى جنب جاهدين لتحقيق هدف واحد، ألا وهو جعل مؤتمر دبي
الأفضل في تاريخه. وكان التركيز أكثر ما يكون على الضيافة والأمن والبنية
التحتية. وفي هذا الإطار، كان أكبر استثمارات الاجتماعات مركز دبي
العالمي للمؤتمرات بتكلفة 175 مليون دولار (650 مليون درهم). وقاعته
الرئيسية التي تتسع لـ 6.000 شخص، ستكون المقر الرئيسي للاجتماع، كما
ستتيح لدبي أن تبرز نفسها وقدراتها على أن تستضيف في المستقبل مؤتمرات
ومناسبات دولية كبرى. وعلاوة على ذلك، فإن المركز الصحفي بالغ الحداثة،
والذي يضم 400 مقعد، سيفتح أبوابه لوسائل الإعلام العالمية. وقد وضعت
لجنة التكنولوجيا الخاصة بالاجتماع شبكة وتقنيات اتصالات عالمية المستوى
لضمان أن يكون في متناول الوفود والصحافة والزائرين الآخرين أفضل سبل
الاتصالات المتاحة. كما وفرت بالتعاون مع "اتصالات" تجهيزات وحلول
اتصالات عالية التقنية ضمن مركز الاجتماعات.
ما الذي سيجلبه هذا الاجتماع لدبي وللإمارات العربية
المتحدة؟
من
المؤكد أن فرصاً متزايدة للاستثمار وتعزيز الروابط التجارية ستكون بين
المزايا الرئيسية للاجتماع على المدى الطويل. كما أن حجم الإنفاق الهائل
للزائرين الذين سيتدفقون على دبي سيكون بالغ الأهمية. فقد تم حجز 10.000
غرفة فندق في المدينة من قبل اللجنة المنظمة طيلة الأيام العشرة التي
سيستغرقها الحدث. وستبقى المدينة تحت دائرة الأضواء العالمية فترة غير
قصيرة. فجميع الصحف ومحطات الإذاعة وأقنية التلفزيون والنشرات الاقتصادية
في العالم لن تكتفي بتغطية ما يدور من داخل مقر المؤتمر، بل ستنقل أيضاً
كل شيء عن دبي: تطورها، بنيتها التحتية، الضيافة، الأمن ومستويات
التكنولوجيا.
وستكون
هذه فرصة ذهبية للقطاعين الخاص والعام لكي تظهر دبي للعالم قدرتها على
التعامل مع حدث بهذه الضخامة ولكي يستعرض القطاعان ما لديهما من منتجات
وخدمات مرغوبة. وستكون طيران الإمارات الناقل الرئيسي للمشاركين، كما أن
مطار دبي الدولي بتجهيزاته الحديثة للغاية على أتم استعداد لاستقبال
المشاركين عبر مرافقه وتوجيههم نحو وسائل النقل من حافلات وسيارات تكسي
وسيارات ليموزين لنقلهم إلى فنادقهم بسلاسة وكفاءة.
يستضيف
الوفود الرئيسية أكثر من 20 فندقاً فاخراً، فيما جرى حجز جميع الفنادق
الأخرى لاستيعاب بقية الزائرين. ومن المتوقع أن يبلغ حجم الإنفاقات على
الفنادق والمطاعم والتنقل وغيرها 45 مليون دولار. كما ينتظر أن تصل
العائدات إلى ملايين الدولارات من تكرار زيارة الكثير من المشاركين
وغيرهم ممن ستغريهم بالزيارة انطباعات الوفود، فضلاً عن تزايد الوعي
العالمي بالإمارات العربية المتحدة والمنطقة. وفضلاً عن ذلك، فإن إقامة
حدث بمثل هذه الأهمية في الإمارات العربية المتحدة يعتبر فرصة مثالية
لإبطال المزاعم والمفاهيم الخاطئة عن المنطقة، وإبراز "الوجه الحقيقي"
للشرق الأوسط.
لقد نجحت
دبي في احتلال مركز مهم على خارطة العالم كمركز للتجارة والتكنولوجيا
والمال. وقد أصبح من الحتمي أن تتزايد أهميتها في المستقبل، ومن المؤكد
أنها ستصبح مثلاً يقتدى به من قبل الدول والاقتصادات الأخرى في العالم
لسنوات طويلة مقبلة.
خلف أحمد الحبتور
|