وقد كشف عن
المشروع سمو الشيخ الفريق أول محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير
الدفاع حيث قال أن "دوبيوتك" تمثل المرحلة الثانية من تحول دبي إلى مجتمع
يقوم على المعرفة.
وقال سموه
خلال إعلانه عن المشروع مؤخراً: "منذ اكتشاف الحمض النووي دي إن أي، حقق
العلم قفزات عظيمة في مجالات الصحة والزراعة والإنتاج الغذائي.
والتطبيقات العلمية لهذا الكشف تزداد كل يوم حتى أصبحت التقنية الحيوية
أحد المكونات الأساسية للتنمية في عصر المعرفة.
"ولهذا أصبح
من المستحيل التقدم في هذا العصر بدون الاسهام المباشر للتقنية الحيوية.
وهذا بالتحديد ما نهدف لتحقيقه بإطلاقنا مبادرة التقنية الحيوية في دبي.
وهذه المبادرة ستكون دعامة إضافية لصرح المعرفة الذي نبنيه والذي سيفيد
المجتمع والاقتصاد على السواء."
وقال إن
دوبيوتك ستعمل على جذب أفضل العلماء ومراكز البحوث ومختبرات التقنية
الحيوية إلى دبي لتحويلها إلى مركز للإنتاج والإبداع والتنمية ولتضع
الإمارة في مقدمة التطورات العلمية التي ترسم مستقبل العالم.
وقال الشيخ
محمد: "أريد لمبادرة التقنية الحيوية في دبي أن تكون مركزاً للحضارة
والعلوم في الإمارات العربية المتحدة وأن تفيد العالم أجمع." وأضاف أن
هذا المشروع يسير على هدى المبادرات السابقة القائمة على المعرفة مثل
مدينة دبي للإنترنت والحكومة الإلكترونية ومدينة دبي للإعلام.
ويقول: "مثل
تلك التجارب السابقة، ستنشر هذه المبادرة ثقافة التقنية الحديثة التي
وضعت الإمارات العربية المتحدة على خريطة العالم باعتبارها نموذجاً يحتذى
للمنطقة وللعالم وجعلتها رائدةً في مجال المعلومات وتقنية الإتصالات. إن
مبادرة التقنية الحيوية في دبي ستكون منتدىً للأوساط العلمية الإقليمية
والدولية لتتفاعل مع بعضها في أحد الميادين العلمية وثيقة الصلة بعصر
المعرفة."
وأضاف الشيخ
محمد أن التنمية الإقتصادية القائمة على المعرفة قد تطلبت تحولات ضخمة في
ثقافة دبي وجعلتها مؤهلة لتحقيق فوائد كبيرة للتنمية في الإمارات العربية
المتحدة دولة ومجتمعاً.
وقال: "إن
هذا يمثل تحولاً تاريخياً باعتباره يتطلب منا إعادة النظر في كل
فعالياتنا وأنظمتنا وتشريعاتنا الخاصة بالعمل والتعليم إضافة إلى بنية
حكومتنا واقتصادنا. لقد اتخذنا كل الإجراءات اللازمة ونحن نمضي قدماً في
مسيرتنا هذه. كنا ولا نزال نواجه تحدياً مع أنفسنا ومع الزمن ونجحنا في
هذا التحدي حينما بنينا الأسس الصلبة المطلوبة لإحداث هذا التحول.
"لدينا الآن
بنية أساسية إلكترونية متطورة توازي تلك الموجودة في الدول المتقدمة. كما
أصبح اقتصادنا اليوم اقتصاداً عصرياً يعتمد على التقنية المتقدمة. وهو ما
أعطى دفعة ضخمة لناتجنا الإجمالي المحلي وحقق معدلات نمو كبيرة وزاد حجم
الاستثمارات الأجنبية المباشرة وعزز مكانة الإمارات العربية المتحدة في
المنطقة والعالم. ولكن على الرغم من كل ما أنجزناه لازلنا في بداية
الطريق."
وقال الشيخ
محمد أن الخطوة التالية على هذا الطريق هي تطوير منطقة للتقنية الحيوية
من مستوى عالمي. وحين الانتهاء من دوبيوتك سيبلغ إجمالي مساحتها المبنية
30 مليون قدم مربع وتتضمن منشآت بحوث وتطوير مبنية خصيصاً لهذا الغرض مثل
المختبرات والغرف المعقمة والحاضنات والمباني المكتبية والمباني السكنية.
وينتظر أن تنتهي المرحلة الأولى منها عام 2006.
يدير المشروع
الدكور عبد القادر خياط الذي ترك مؤخراً منصبه كمدير عام في الإدارة
العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي ليصبح المدير التنفيذي في دوبيوتك.
يقول الدكتور
الخياط وهو صاحب الخبرة التي تزيد على عشرين عاماً في علوم الوراثة
والأدلة الجنائية: "نحن واثقون من أن دوبيوتك ستصبح مركزاً للتميز في
التقنية الحيوية على مستوى المنطقة. وسنعمل على تحقيق ذلك عبر إرساء
البيئة التجارية والتشريعية الصحيحة وتطوير المنشآت العلمية الأحدث من
نوعها في العالم وضمان التمويل الحكومي والعمل الدائم على تطوير إمكانيات
البحث والتطوير بالمنطقة. |