من هم
سكان الإمارات الأوائل؟
أظهرت الدراسات الحديثة
في مراوح أن الجزيرة نقطة بدأ منها تاريخ الإمارات. فمنذ الاكتشافات في
موقع مراوح 11، وجد العلماء حقائق مهمة عن طريقة حياة سكان البلاد
الأوائل.
يبدو أن القدماء الذين
عاشوا فوق أرض الإمارات الحالية لم يكونوا جميعهم بدواً. فقد كان سكان
مراوح ، مثلاً، يشكلون مجتمعاً مستقراً، استخدم البحر كمصدر للغذاء.
وتوحي بقايا العظام التي عثر عليها في الموقع أن المجتمع القديم كان
يمارس صيد السمك بشكل كثيف، ويصطاد أنواع مختلفة كالدلافين، سلاحف البحر،
الأسماك القشرية ومنها محارات اللؤلؤ. ويفترض العلماء الآن أن تجارة
اللؤلؤ في جنوب الخليج قد بدأت على الأرجح حوالي ذلك الوقت، قبل7.500
سنة.
لم يكن سكان مراوح صيادي
أسماك متميزين فحسب، بل قاموا بتربية الحيوانات الأليفة كذلك. فقد كانوا
يربون الغنم والماعز، ويكملون طعامهم باصطياد الحيوانات كالغزلان. ورغم
أن مراوح تقع الآن على بعد من الشاطئ، لكن الوصول إليها مباشرة من
اليابسة في ذلك الوقت، عندما كانت مناسيب ارتفاعات المياه مختلفة، ربما
كان أكثر سهولة.
يبدو أن أهل مراوح كانوا
أيضاً يمارسون التجارة البحرية. فقد عثر في منطقة مراوح – 11 على وعاء
فخاري مطلي باللون الأسود مع نقوش هندسية يدل على أنهم قد يكونوا مارسوا
التجارة مع جنوب منطقة ما بين النهرين.
ما هي عملية قياس العمر
بالكربون المشع؟
قياس العمر بالكربون
المشع، الطريقة المستخدمة في تقدير عمر مكتشفات جزيرة مراوح ، كانت ثورة
في علم الآثار، عندما بدأ العمل بها عام 1949، ومنذ ذلك الحين، اعتبرت من
أهم الاكتشافات العلمية في القرن العشرين.
يمكن استخدام هذه الطريقة
لأن كل الكائنات الحية تمتص ثاني أوكسيد الكربون، الذي يحتوي على نوع من
الكربون المشع يدعى كربون14. وعندما يموت الكائن الحي، يتوقف عن امتصاص
الكربون من الجو، وتتناقص كمية كربون14 في جسمه. هذه العملية تدعى تآكل
الكربون المشع، ويمكن قياس درجة التغير في هذه العملية. للكربون14 نصف
عمر يقدر بـ5700 سنة، مما يعني أنه بعد مرور هذا الوقت، يحتفظ الكائن
الحي بنصف كمية كربون14 الموجودة في جسمه وقت الوفاة. وقد تم استخدام
طريقة الكربون المشع في كافة أنحاء العالم لمساعدة العلماء في تقدير زمن
وفاة الكائن الحي، ومن خلاله، التعرف على عمره. يمكن استخدام طريقة
الكربون المشع على المواد العضوية التي تنتجها الكائنات الحية، مثل
الفحم، الصباغ، الصمغ، الجلد، الأقمشة، الثياب، الخزف، الورق، الخ.
يعتبر العالم ويليام ليبي
من جامعة شيكاغو أباً لطريقة قياس العمر بالكربون المشع، وقد نشر أول
أعماله في هذا المجال عام 1949. ولتجربة طريقته، قاس ليبي أعمال
المكتشفات الأثرية، والتي كانت أعمارها معروفة باستخدام طرق أخرى. أدى
اكتشاف ليبي إلى ثورة في علم الآثار، حيث سمح للعلماء بتقدير أعمار
الاكتشافات في الحضارات التي كانت تفتقر إلى سبل قياس الوقت. بعد نشر
ليبي لاكتشافاته بوقت قصير، أقبل العلماء بشكل قوي على طريقته، وبحلول
عام 1950، أصبحت هناك ثمانية مختبرات تعتمد هذه الطريقة في العالم. في
عام 1960، منح ليبي جائزة نوبل في الكيمياء. وفي الوقت الحالي، هناك أكثر
من 130 مختبراً لقياس العمر بالكربون المشع حول العالم، وتستخدم
اكتشافاتها في حقول مختلفة غير الآثار، تشمل العلوم المائية، علوم
الفضاء، ودراسة المحيطات، المناخ، والطب الحيوي.
لمزيد من المعلومات عن
مكتشفات مراوح، وغيرها من أنشطة هيئة المسح الأثري لجزر أبو ظبي يرجى
زيارة موقعها:
www.adias-uae.com
|