يعادل
كأس دبي العالمي في العالم العربي سباق أسكوت البريطاني أو كأس ملبورن
الأسترالي حيث تتدفق علية القوم بأفخم الملابس لحضور هذه المناسبات
الراقية. وكانت مدرجات الدرجة الأولى والعامة ومقصورات الضيافة الخاصة
بالشركات والقرية الدولية مزدحمة بالمشاهدين المتلهفين لحضور هذه
المناسبة.
وقد كان
السباق من بنات أفكار صاحب السمو الفريق أول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
ولي عهد دبي وزير الدفاع الذي رأى فيه وسيلة لاستقطاب أفضل خيول العالم
للتنافس بغية تحديد البطل الأول بينها. ولائحة الفائزين في الماضي تبدو
مثل كتاب "من هو" في عالم السباقات: سيجار، سينغسبيل، دبي ميلينيوم
وسيلفر شارم، وهؤلاء مجرد غيض من فيض.
والسباق
بالدرجة الأولى هم بمثابة عودة المغتربين لديارهم، حيث أن قدوم الخيول
الأصيلة للمنافسة يمثل في الحقيقة عودتهم إلى المكان الذي عاش فيه
أجدادهم من قبل. فجميع الأصائل الموجودة في العالم اليوم تنحدر من ثلاثة
أنواع من الخيول العربية وهي دارلي أرابيان، بيرلي تورك، جودولفين
أرابيان.
يعود
انطلاق كأس دبي العالمي إلى عام 1996، ويومها قال صاحب السمو الفريق أول
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع " إن كأس دبي
العالمي يمثل تحدياً للخيول، وللناس ولنا جميعا هنا في دبي. إنه تحدي
تنافس أفضل الخيول. والسباق هنا قد يكون يافعاً، إلا أن فكرة السباق
الكبير قديمة مثل هذه الرياضة.
"صحيح
أنه سيكون لكل بطل مشجعيه، إلا أن أفضل الطرق لإنهاء الجدل ستكون هنا على
المضمار. إن لدينا في دبي التزاماً بالجودة في جميع ما نفعله. ولذلك
فعندما يتعلق الأمر بمناسبة كبيرة أردنا أن نحشد فيها اكبر التحديات. هذا
هو كأس دبي العالمي – السباق الذي كنا ننتظره جميعا."
ومنذ أول
دورة في السباق تقدم من جيد إلى أفضل، واجتذب أفضل الخيول من جميع أنحاء
العالم. وكان بين المشاركين في سباق هذه السنة من قدم من الولايات
المتحدة، اليابان، الأرجنتين، بريطانيا، ألمانيا، البرازيل وجنوب
أفريقيا. إلا أن الحصان الأمريكي روزيز هو الذي خطف الأضواء. فهذا الحصان
الذي دربه ديل رومنز وكان فارسه جون فيلاسجيز. وقد اعتبر روزيز في مايو
مفضلاً عندما أثبت قدراته وتقدم من المركز الخامس الذي احتله في أوائل
السباق لينتزع الصدارة ويحافظ عليها حتى النهاية، حيث فاز بفارق ثلاثة
أطوال كاملة على زميله الجوكي الأمريكي دينفر.
كان هذا
الفوز الخامس لحصان أمريكي في كأس دبي العالمي، وكانت المناسبة للمالك
الفائز كين رامسي "أعظم لحظة في حياتي. إنني أشعر وكأنني أنجزت تسلق جبل
عالٍ. لقد كنا نعرف أن حصاننا يمتلك قوة المثابرة، وأن من يسابقونه من
البداية لن يستطيعوا مجاراته حتى النهاية."
وكانت
منافسة كأس دبي العالمي سابع وآخر منافسات كرنفال دبي الدولي لسباق
الخيول – وهو عبارة عن مهرجان حافل بدأ في 20 يناير، وضم 43 سباقاً شارك
فيها 200 حصان من 20 دولة، يمثلون 79 مدرباً، وقد قدموا إلى دبي للمنافسة
على جوائز قيمتها الإجمالية 25 مليون درهم، وهو ما يبين مدى عالمية
سباقات دبي.
وقال
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "لقد تضاعفت مكانة كأس دبي
العالمي خلال السنوات الماضية، وكان نجاحه انعكاساً للنجاح الذي تحققه
دبي. إن كرنفال دبي الدولي لسباق الخيول الذي دشن العام الماضي، حقق
نجاحاً كبيراً في اجتذاب مالكين ومدربين وفرسان جدد إلى دبي. وتنظيم كأس
دبي العالمي بالنسبة لنا لا يتعلق بالمال ولا بالنجاح التجاري. إننا نقوم
بذلك انطلاقاً من محبتنا للخيول."
تعود
محبة سموه لسباقات الخيول إلى سنة 1967 عندما زار لأول مرة مضماراً لتلك
السباقات في بريطانيا. وفي تلك الزيارة، شاهد سموه مع شقيقه صاحب السمو
الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الحصان رويال بالاس يفوز بسباق الألفي
جنيه. وبعد عشر سنوات، حقق الحصان حتا لسموه أول فوز من بين انتصارات
عديدة حققها سموه كمالك للخيول.
وعلى
الرغم من النجاحات الكثيرة، كان تأسيسه لإسطبلات جودولفين عام 1994
العامل الذي جعل العالم يدرك مدى محبة الشيخ محمد للخيول وفهمه لها. وبعد
أن اتخذ الخطوة الحاسمة عندما جلب خيوله إلى دبي للتدريب الشتوي، أصبح من
الواضح بسرعة أن سموه كان الرجل الذي يعرف الكثير عن الخيول وكيف يجعلها
تقدم أفضل ما لديها.
قبل
تأسيس جودولفين، كان مالكو الخيل يشاركون بخيولهم في السباقات التي تقام
على قاراتهم فقط. لكن سمو الشيخ محمد أراد لخيوله المشاركة في السباقات
التي تقام في شتى أرجاء العالم، وسعى لتشجيع الآخرين لكي يحذوا حذوه.
وكان ذلك هو الهدف من تنظيم كأس دبي العالمي.
|