إن نشر التوعية بشأن تحديات البيئة البحرية وأهمية أي إسهام، مهما صغر،
يحتل أولوية قصوى بالنسبة للزعبي، وهو غواص ماهر يحمل شهادة الهندسة
المدنية في البيئة والموارد المائية. ويبدأ الزعبي يومه الساعة 8.30
صباحاً، وذلك قد يكون الشيء التقليدي الوحيد الذي يقوم به. ففي الأيام
العادية، ينهمك في مجموعة مختلفة من الأنشطة. وقد يقضي الصباح متحدثاً
أمام تلامذة المدارس حول الحفاظ على البيئة البحرية، وبعد الظهر في
لقاءات مع مسؤولين حكوميين ليقترح عليهم القيام بحملة توعية بيئية
مشتركة، وفي المساء في الاتصال بواحد من الشركاء الدوليين العديدين
للاتحاد.
ويعبر الزعبي عن افتخاره بما يقوم به، وهو يعتبر نفسه من دعاة البيئة
الإيجابية. ويضيف قوله "هناك تعاون قليل بين المنظمات التي تعمل على
حماية البيئة في الدولة، وهذا من أكبر التحديات التي أواجهها. فالناس
عموماً غير مثقفين حول كيفية تعزيز الاستخدام المتواصل للمحيطات، ويجب
عمل الكثير للتغلب على ذلك."
والزعبي يبدي استعداداً للتركيز أكثر على ما تم إنجازه حتى الآن لا على
التحديات الكثيرة التي تنتظره. وهو يقول "عندما انضممت للعمل لدى الاتحاد
قبل 4 سنوات، كان من الصعب تماماً جمع المتطوعين للقيام بمبادراتنا. أما
اليوم، فالوضع مختلف تماماً."
ومن الواضح أن عدد الحاضرين في آخر حملة أقامها الاتحاد لتنظيف الشاطئ تؤكد
ذلك الكلام.. فقد قام أكثر من 250 شخصاً بالتجمع في الفجيرة في أكتوبر
2003 في إطار حملة "نظفوا شواطئ الجزيرة العربية". وجمع المتطوعون حوالي
1.000 كيلوغرام من القمامة عن شاطئ دبا، فيما قام 150 من الكشافة
والتلاميذ والمتطوعين، بمساعدة 15 غواصاً، بجمع نفس الكمية في رأس
الخيمة.
ويتوقع الزعبي لحملات الاتحاد في المستقبل أن تلقى نفس الإقبال، ويؤكد
لسكان دبي أنهم سيشهدون خلال الشهور المقبلة القليلة مجموعة من المناسبات
المثيرة. ففي أغسطس سيصل دبي فنانان من سكان أستراليا الأصليين، وقد
دعاهم الاتحاد إلى الإمارات بالتعاون مع دائرة الصحة والخدمات الطبية
كجزء من مهرجان مفاجآت الصيف السنوي.
والفنانان هما الرسام أرثر مولون والموسيقي أدريان روس، يقومان بجولات في
أوروبا وأمريكا الشمالية منذ 12 سنة، بهدف تعريف أطفال العالم على تقاليد
وتراث سكان أستراليا الأصليين.والندوة التي تقام في مركز ميركاتو وتستمر
أسبوعاً، ستتيح الفرصة أمام الأطفال وأهاليهم ليتعلموا شيئاً حول الرسم
التقليدي ببصمة الكف وبالتنقيط، مع الاستمتاع بالأغاني التقليدية التي
انتقلت عبر أجيال لا تحصى.
يقول الزعبي "نسعى عبر هذا البرنامج لإكساب أطفال دبي مزيداً من المعرفة
حول الحضارات وأنماط الحياة الأخرى."
ويشهد أغسطس أيضاً المنافسة السنوية الرابعة للبحث عن الكنز، وينتظر أن
يشارك فيها أكثر من 150 غطاساً، وذلك كإشارة للإعلان عن بدء موسم الغوص
على اللؤلؤ. وتأتي المنافسة ختاماً مهيباً للحملة التعليمية التي دامت
عاماً كاملاً واستهدفت السعي للحفاظ على تراث الإمارات الخاص بالغوص على
اللؤلؤ. وتشتمل على رحلات شهرية تقليدية للغوص على اللؤلؤ، ويستغلها
اتحاد الإمارات للغوص من أجل توعية الجمهور بهذا التقليد القديم. وفي
سبتمبر، تقام حملة كبرى لتنظيف الشواطئ في مواقع رئيسية في الإمارات.
إن أحد المشاريع التي تثير حماس الزعبي أكثر من غيرها هو برنامج مراقبة
الشعب المرجانية الذي بدأ مؤخراً، وهو يشتمل على عمليات مراقبة منتظمة
يقوم بها فريق من الغواصين المجازين، بينهم اثنان من علماء الأحياء
البحرية. ويبحث الفريق عن أحياء معينة في كل منطقة تخضع للمراقبة لمعرفة
مدى صحة الشعب المرجانية. فلو وجدت وفرة من أسماك الفراشة والربيان
المتخصص بتنظيف الشعب والمرجان الطري حول الشعب، فذلك يعني أنها بحالة
جيدة. أما وفرة أسماك الشوكة وغياب الرخويات، فيعني العكس تماماً.
وسيساعد البرنامج الذي يحظى بدعم الزراعة والثروة السمكية على معرفة ما
ذا كانت الشعب المرجانية في الدولة مستقرة أو أنها تتلاشى، وسيتيح ذلك
اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتها.
والحفاظ على السلاحف الخضراء وسلاحف هوكسبيل هو ميدان آخر يحاول الاتحاد
نشر الوعي بشأنه. وهو يساعد حالياً على تطوير محطة أبحاث في رأس الخيمة
بالتعاون مع الدكتور سيف الغيص. والمركز مفتوح أمام جميع من يرغبون
بمعرفة المزيد عن تلك الفصائل الرائعة التي أصبح منظرها نادراً في مياه
الخليج.
يعمل الاتحاد مع عدد من المنظمات الدولية الشهيرة، بما فيها برنامج الأمم
المتحدة البيئي، هيئة حماية المحيطات (الأمريكية)، منظمة "نظفوا العالم"
الأسترالية، والاتحاد العربي للغوص. وهذا يعني الاستفادة من مقدار هائل
من المعلومات الخاصة بحماية البيئة البحرية والحصول على الدعم الفني.
ويوضح الزعبي "نظراً لأننا هيئة صغيرة ذات موارد مالية محدودة، فغالباً ما
نحتاج دعماً فنياً من شركائنا في الخارج. إنني أحلم باليوم الذي يصبح
لدينا فيه مختبرنا البحري الخاص، وهو ما سيعزز نشاط الأبحاث لدينا
ويساعدنا على التدخل السريع عند أي طارئ بيئي."
ويتمتع الاتحاد بدعم عدد من الجهات الحكومية والخاصة، بينها وزارة الشباب،
السوق الحرة في دبي، مجموعة شركات ماجد الفطيم، بنك إتش إس بي سي، جنرال
موتورز، فيليب موريس، كرافت فودز. وإذا أردت رعاية أنشطة الاتحاد أو دعمه
بالعمل التطوعي يمكنك الاتصال بالسيد ابراهيم الزعبي على البريد
الإلكتروني:
edadiver@emirates.net.ae
الشعب المرجانية – لماذا يجب أن نهتم بها؟
تمثل الشعب المرجانية الأنظمة لبيئية البحرية الأكثر تنوعاً في العالم. وهي
موطن آلاف مؤلفة من أجناس بحرية مختلفة. وهي كنز مهم للاقتصاد المحلي
والوطني لأنها حيوية بالنسبة للثروات السمكية. والشعب هي أيضاً مصدر
لمواد طبية جديدة، فضلاً عن إسهامها بتوفير دخل جيد في مجالي السياحة
والترفيه.
يحتاج نمو الشعب المرجاني عدة قرون، لكن تدميره كلياً لا يحتاج سوى لسنوات
قليلة. والعوامل التي تؤثر سلباً على الشعب المرجانية تشمل عمليا التطوير
العمراني الشاطئية، عبث السائحين والغواصين، التلوث، الإفراط في صيد
السمك واستخدام السموم والمتفجرات من قبل الصيادين.
صحيح أن استكشاف شعب مرجاني أمر مثير للغاية سواء للغواصين وغير الغواصين
على حد سواء، إلا أنه من المهم اتباع عدد من القواعد للتأكد من عدم إلحاق
ضرر بتلك الأنظمة البيئية الهشة. وهنا ينصح الزعبي "لا تأخذ شيئاً معك،
واترك خلفك الفقاعات فقط." وفيما يلي بعض التوصيات لإبقاء المياه
الساحلية للدولة في حالة صحية:
1-
إذا كنت في قارب، لا ترسو على المرجان.
2-
إذا كنت تسبح، تغوص أو تغطس، لا تكسر شيئاً
من المرجان.
3-
لا تمشي على المرجان.
4-
لا تترك وراءك أوساخاً.
5-
لا تطعم الأسماك.
من يقف وراء اتحاد الإمارات للغوص
يبلغ عدد أعضاء الاتحاد 320 شخصاً ينتمون لأكثر من 15 جنسية. وهناك أربعة
موظفين فقط في ملاكه، أما مجلس إدارته فيتكون بمجمله من المتطوعين، ويضم
سبعة غواصين مهرة:
1-
فرج بطي المحيربي، الرئيس. وهو رجل أعمال
معروف يعشق الغوص على اللؤلؤ ويحب الغطس. والمحيربي خبير بشأن أماكن
تكاثر المحار. وهو يقول "إذا كان المحار في صحة طيبة، فالبحر كذلك،
وسنشعر جميعاً بهذا."
2-
عيسى الغرير، نائب الرئيس. رجل أعمال مارس
الغطس سنوات عديدة. وقد اكتسب شهرة واسعة تحت الماء بسبب زعانفه الصفراء
وصوره البديعة.
3-
جمال بوهناد، أمين السر. غواص ماهر ينحدر من
عائلة قدمت العديد من رواد وتجار البحار.
4-
خلفان خلفان المهيري، المدير المالي. غواص
خبير يهتم كثيراً بالبحر. وهو يتواجد في مركز الاتحاد يومياً لمساعدة على
إدارة الأمور اليومية.
5-
عمر الحريز، رئيس اللجنة الفنية. غواص ماهر
يعشق الكمبيوتر. وهو ضابط في القوات المسلحة ويؤمن بضرورة حماية البحار.
6-
محمد السلفا، رئيس اللجنة العلمية. وهو ينحدر
من عائلة ضمت الكثير من رواد البحار، وإسهاماته بالغة الأهمية للاتحاد.
7-
أحمد بن بيات، المستشار الفني. وهو يحمل عدة
شهادات في الغوص والإسعافات الأولية، مما يجعل منه عضواً لا غنى عنه. |