يتواصل نجاح دبي في تأكيدها
لمكانتها كمركز جذب سياحي عالمي وهي تستقطب ملايين السياح لشواطئها
الذهبية ومياهها الكريستالية كل عام. وفيما لم يعد لطموح الإمارة أي
حدود، حيث تتوقع استقبال 10 ملايين سائح عام 2007 و40 مليون عام 2015،
بدأ
منتجع
متروبوليتان الشاطئ
برنامجاً ضخماً للتوسع سيضيف لمنشآته الحالية 350 جناحاً وغرفة ليحتل
مرتبة الصدارة بين المنتجعات السياحية.
وتأتي في قلب مشروع التوسع هذا إضافة برجين جديدين
للمنتجع مصممان على الطراز المعماري العربي المعاصر ويتصلان ببعضهما
عبر منصة مركزية تؤوي بداخلها بهواً وقاعة استقبال جديدين. كما سيتغير
اسم المنتجع ليصبح
منتجع
وأبراج متروبوليتان الشاطئ
ليعكس طبيعة هذا التطور الأخير.
و قد أعطت فنادق متروبوليتان العالمية، وهي جزء من
مجموعة الحبتور العائلية، عقد تنفيذ مشروع التوسع لشركة الحبتور
للمشاريع الهندسية التي أصبحت قائمة المشاريع العمرانية المنفذة من
قبلها تضم مجموعة من أشهر فنادق دبي بما فيها فندق برج العرب.
العمل بدأ بالفعل في هذا المشروع العمراني الضخم، إضافة
إلى عمليات تطوير المنشآت القائمة مسبقاً في المنتجع، ويتوقع انتهاء
العمل به في مايو 2005.
يقول آرثر دوسنو، المدير العام لفنادق متروبوليتان
العالمية في الإمارات، إن الإطلالة الجديدة المنتظرة للفندق ستمثل
تحولاً يضع المنتجع فوق أي مقارنة.
ويشرح ذلك بقوله: "المشروع يزيد حجم المنتجع الحالي
أربعة أضعاف. فالبرجان- أحدهما 22 طابقاً والآخر 28 طابقاً- سيضيفان
350 غرفة وجناحاً فاخراً بحيث يصبح لدينا عدد إجمالي هو 450 غرفة
وجناحاً. لقد تنامى المنتجع مع الوقت من نادٍ على الشاطئ ليكون الأكبر
من نوعه حالما يكتمل مشروع التوسعة الحالي."
هذه
المجموعة المتنوعة من منشآت الإقامة الفندقية ستلبي حاجات السياح
الباحثين عن الدلال مثلما تلبي رغبات رجال الأعمال شديدي التطلب وذلك
في غرف البرجين الفاخرة والغرف العائلية وغرف المنتجع الرومانسية وباقة
من الأجنحة المنمقة التي تتباين بين أجنحة المنتجع وأجنحة بنتهاوس
البهية التي تصل مساحتها 800 متر مربع.
ورغم
أن مشروع التوسعة ضخم بالفعل، فقد حرص التصميم على أن يحتفظ المنتجع
بكل ما عرف عنه من جو حميمي ومريح منذ افتتاحه عام 1989.
"الطريقة التي يحقق بها التصميم هذا الهدف لطيفة جداً- برجان بتصميم
عربي عصري جداً يتمتعان بقدر رفيع من الأناقة تستقبل الزائر حين يدخل
البهو، لكنه حين يذهب لمنطقة أحواض السباحة نهاراً يبقى محاطاً بمشهد
عفوي. فهناك غنى كبير في تنوع المناظر الطبيعية الخلابة في بيئة شديدة
العفوية تحافظ على كل الحميمية التي يحسها زائر المنتجع اليوم."
وفيما
يجتذب المنتجع حالياً سياح العطلات الباحثين عن مستويات رفيعة من
الخدمة، فإن إضافة البرجين الجديدين ما فيهما من تسهيلات- قاعة
احتفالات تتسع 850 شخصأً وأربعة قاعات اجتماعات ومنتجع صحي مائي
ومطاعم- تفتح أمام المنتجع أفقاً جديداً من الإمكانيات ليجتذب قطاعاً
أوسع وأكثر تنوعاً من العملاء.
يقول
دوسنو: "نظراً إلى حجم وشكل المنتجع الحالي، فإننا نقصر عملنا على قطاع
محدود من العمل يتمثل أساساً في البرامج الخاصة بالأوربيين. لكن مع
توسيع المنتجع، سنتمكن من استهداف السياح من دول الخليج العربي
واستقطاب المزيد من رجال الأعمال بما نستطيع تقديمه لهم من حوافز
وإمكانيات للمؤتمرات بشكل يفتح أمامنا سوقاً جديداً بالكامل لا نستطيع
دخوله اليوم."
وباعتبار أن المنتجع ذو طبيعة شاطئية أصلاً فسيواصل تركيزه على سياحة
الترفيه وذلك بفضل ما فيه من منشآت تتضمن أربعة أحواض سباحة ذات تحكم
بدرجة الحرارة و شاطئ خاص بمساحة 15 ألف متر مربع وثلاث مزالج مائية
وملاعب تنس واسكواش ومركز للرياضات المائية فيما تواصل منشآت الصحة
البدنية مثل غرف البخار والساونا والجاكوزي ومجموعة من غرف العلاج
وصالة رياضية حديثة وصالة ألعاب واسعة استقطاب الرواد من المقيمين في
البلد ونزلاء المنتجع على السواء.
العائلات ذات الأطفال ستجد خدمة خاصة بها أيضاً بفضل نادي الأطفال
والحضانة المزودان بمساحات خاصة للأطفال تبلغ 400 متر مربع مغلقة إضافة
لملاعب مفتوحة تتضمن حوضي سباحة للأطفال.
كما أن
إضافة مطاعم وكافيتريا جديدة تمثل وجهاً آخر مهماً من مشروع تطوير
المنتجع، وهو الوجه الذي أعطاه دوسنو اهتماماً شخصياً من جانبه. إذ أن
دوسنو، الهولندي، وبعد أن عمل في فنادق عديدة في هولندا وبلجيكيا
وأستراليا والمغرب ومصر، انضم إلى فنادق ميتروبولتيان العالمية في
وظيفة مدير الطعام والشراب في فندق ميتروبوليتان على طريق الشيخ زايد
في دبي، ولهاذا فإن الطهي اختصاص يسري في عروقه.
يقول:
"والدي كان طاهياً في أحد مطاعم هولندا وكنت أمارس الطهي منذ كنت
طفلاً، حتى الكتب التي كنت أقرأها في الطفولة كانت عن الطهي. وكان
يطلب مني دوماً أن أدرس الإدارة الفندقية باعتبار أن ذلك سيوفر لي
دخلاً أفضل من مهنة الطاهي، وهو ما أعتقد أنه صحيح إلى حد ما، غير أن
حب الطعام والشراب لا يزال هواية عميقة الأثر في نفسي."
يتضمن
مشروع التوسعة افتتاح مطعم يقدم مطبخاً عالمياً في الطابق 28 بإطلالة
مدهشة على جزيرة النخلة ومرسى دبي المجاور.
"سنفتتح أيضاً مطعماً للمطبخ العربي يقدم مزيجاً من المأكولات
المغربية واللبنانية والأطباق المحلية مع التركيز على المأكولات
البحرية الطازجة. كما سيكون هناك مطعم مفتوح على مدار 24 ساعة ببوفيه
خاص للإفطار ووجبات للغداء والعشاء."
كما
تقدم كافيتريا على شرفة بين البرجين والمنتجع الحالي الصندويش
والمأكولات الخفيفة ، فيما سيكون مشرب إنجليزي باسم "أندرغراوند"-
المستوحى من لندن أندرغرواند وطراز متروبوليتان- ومشرب كوكتيل في
الردهة مكانان مثاليان لاسترخاء الضيوف والزوار.
بجانب
هذه المطاعم والكافتريات الجديدة فإن المطاعم الحالية في المنتجع ستحصل
على نصيبها من التطوير هذا الصيف ما يعني أن الضيوف بمقدورهم فعلاً
تناول طعامهم في مطعم جديد في كل ليلة من الأسبوع.
يقول
دوسنو :"على الجانب الأكثر عفوية من هذه المجموعة، هناك مطعم لوشيانوز
الذي سيبقى متخصصاً بالمطبخ الإيطالي غير أنه سيوسع ليتضمن شرفة خارجية
تطل مباشرة على حوض السباحة. كما أن لورانجيري، وهو المطعم المفتوح على
مدار اليوم حالياً، سيتحول إلى ناد فرنسي بكل معنى الكلمة العام المقبل
حين تنتقل وجبات الإفطار إلى البرجين.
"لدينا
ايضاً مطعم آسيا الجديد وهو ناد ومطعم آسيوي يقدم مجموعة من المطابخ
الآسيوية مثل الأندونيسي والتايلندي والصيني والصيني والفيتنامي التي
تطهى وقت التقديم مثلما يقدم برنامج ترفيهية حية."
النتيجة التي يصف بها دوسنو مشروع التوسعة هي تقديم منتج "كامل" يمثل
إضافة متفردة لسلسلة الفنادق المنتشرة على شاطئ جميرا الشهير في دبي.
"ما
نجده اليوم على شاطئ جميرا هو أن الفنادق إما أن تكون أوربية خالصة أو
عربية خالصة مبنية على الطراز القديم. أما نحن، فأرى أننا استطعنا أن
نمزج بطريقة لطيفة جداً الأسلوب الأوربي مع الطراز العربي المعاصر.
وهذا هو ما يعطينا تفردنا من منظور المنشآت، إضافة إلى الميزة الرائعة
التي نتمتع بها ألا وهي الشاطئ الخاص الضخم الذي لا يتوفر لغيرنا."
لكنه
يضيف أن كوادر المنتجع هي التي تصنع فعلاً الفرق الجوهري وتجعله
متميزاًعن غيره. "بناء على الانطباعات التي نحصل عليها من عملائنا،
فإننا نتمتع بكوادر ممتازة جداً، والكثير من موظفينا أمضى حتى الآن
سنوات عديدة معنا. ضمن مشروع التوسعة، نعتزم توظيف وتدريب كوادر جديدة-
إن النزلاء يرون المنشآت قبل أي شئ آخر حين يدخلون، لكن حالما يبدأون
إقامتهم فإن الخدمة والود هما اللذان يؤكدان التميز.
"وبوجود مشاريع العمران السكنية الجديدة في المنطقة مثل المرابع
العربية وجزر جميرا، فإننا نتطلع أيضاً لاستقطاب المقيمين في المنطقة
لمطاعمنا وكافيترياتنا وبرامجنا الصحية والرياضية وغيرها، ولهذا نجد أن
هناك سوقاً كبيراً لما نعتزم تقديمه."
إن توسيع منتجع ميتروبوليتان الشاطئ ليصبح منتجع وأبراج
ميتروليتان الشاطئ ليس سوء أحد المشاريع الجديدة المثيرة التي تقوم بها
فنادق ميتروليتان العالمية، كما يقول دوسنو. فالفندق الذي تستعد
المجموعة لإنشائه على جزيرة النخلة إضافة إلى حديقة الألعاب ومركز
التسوق الجديدين في بيروت، تساهم كلها في تعزيز سمعة المجموعة، ومقرها
في دبي، باعتبارها واحدة من أهم عناصر صناعة الضيافة في المنطقة
وأكثرها ديناميكية.
|