بعد
النجاح الذي حققته مشروع النخلة، تأتي سلسلة من الجزر الصناعية على ساحل
دبي، تشبه في تشكيلها خريطة العالم. عن هذا المشروع يحدثنا بين سمولي.
بعد
أن فاجأت دبي العالم بإعلانها عام 2001 عن بناء جزيرتين عملاقتين على شكل
نخلتين قرب سواحل الإمارة، يأتي الإعلان الجديد أكثر إدهاشاً، وهو سلسلة
من الجزر المصفوفة بشكل استراتيجي بحيث تشبه في تشكيلها خريطة العالم.
ومع
قرب اكتمال مشروع النخلة الأول، بدأت أعمال الردم لتكوين الجزر الخاصة
بمشروع "العالم"، والبالغ عددها 260 جزيرة. هذه الجزر سوف تنهض من تحت
الماء، على بعد أربعة كيلومترات من ساحل الجميرة، وفي منتصف المسافة بين
النخلة، الجميرا، وميناء راشد.
يقول
متحدث من شركة "نخيل"، مقاول المشروع، إنه سيكون بإمكان المستثمرين
المحليين والدوليين شراء جزر خاصة بهم، أو حتى قارات كاملة، لبناء
منتجعاتهم العامة أو الخاصة. إلا أنه لن يكون بإمكانهم إعلانها دولاً
مستقلة، أو وضع قوانينهم الخاصة، أو تسمية أنفسهم ملوكاً على "إنجلترا"
مثلاً، بعد اكتمال مشروع "العالم" عام 2008، حيث أن هذه الجزر تقع في
المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد
تحدث سمو
الفريق أول
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي ووزير الدفاع، عن رؤيته
لـ"العالم"، الذي سيغير خريطة دولة الإمارات العربية المتحدة، بمعنى
الكلمة!
يقول
سموه: "هذا المشروع جزء من سياستنا ونظرتنا لمستقبل دبي في السنوات
القادمة، وهو يتماشى مع جهودنا المتواصلة لدعم قطاع السياحة، والذي نأمل
أن يلعب دوراً كبيراً كجزء من سياستنا لتنويع مصادر الدخل، بعيداً عن
النفط."
ويتابع: "هذه المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ مشروع جزيرة بهذا الحجم
والضخامة، وأتوقع أن يكون استثماراً مرغوباً بقوة."
ووفقاً لشركة "النخيل"، فإن الأرض والبنية التحتية سوف تباع للمستثمرين،
والذين تقع على عاتقهم بعد ذلك مسؤولية إنشاء المباني التي يريدونها فوق
جزرهم. ومن المتوقع أن أن يقوم كثير من المستثمرين بتطوير جزرهم بطريقة
مشابهة للدولة التي تمثلها الجزيرة، وربما مع بعض المعالم الرئيسية من
تلك الدول.
تتراوح مساحة الجزر ما بين 250.000 و900.000 قدم مربع، وسوف تفصل بينها
مساحات مائية تتراوح ما بين 50 و100 متر. سوف يغطي هذا المشروع الذي تبلغ
كلفته 1.8 مليار دولار مساحة تبلغ 9 كم طولاً، و6 كم عرضاً، ويحيط به
كاسر أمواج بيضوي الشكل.
أما
الوصول إليه فسوف يكون بالمواصلات البحرية فقط، للمحافظة على المزيد من
الخصوصية للمكان.
يقول
سلطان أحمد بن سليم، رئيس شركة نخيل: "سوف تتوفر 260 قطعة أرض فقط للبيع،
وبالتالي فسوف نعرضها على مجموعة مختارة من المستثمرين حصراً. ويستطيع
هؤلاء المستثمرون تطوير الجزر لاستخدامهم الخاص أو التجاري." ويضيف:
"يتوقع أن ينتهي العمل في بناء الجزر بعد سنتين، ثم يتم إرساء البنى
التحتية للمشروع قبل أن تسلمه شركة نخيل إلى المستثمرين الذي سيقومون
بتطويره، كلٌ وفق حاجته، تحت إشراف نخيل."
|