تشهد
ميادين الرياضة في الشرق الأوسط على مدى الشهور القليلة المقبلة حضور
باقة من أشهر النجوم الذين يملؤون الدنيا ويشغلون الناس. ومع أن هذه
النخبة من المشاهير لا نصادفها عادة إلا كل جيل ولا نجدها غالباً إلا في
بلدانها في أوروبا و أمريكا، فإن أوائل عام 2004 ستكون موعدنا مع ألمع
نجوم الرياضة الذين تسعى وراءهم كل عيون العالم وهم يستعرضون مواهبهم في
المنطقة في شهرين من الزمن فقط.
ليس هذا
فحسب، بل إن عشاق التفوق الرياضي العالمي في المنطقة سيكونون على موعد مع
أخبار رائعة إذ بمقدورهم الحصول على الفرصة لرؤية نجومهم المفضلين بسهولة
لاتدانيها أي منطقة أخرى في العالم. ولم يسبق للشرق الأوسط أن شهد هذا
التدفق من أسياد الرياضة العالمية في فترة محدودة. ففي الوقت الذي سنتابع
فيه تايغر وودز على مروج الغولف، يتألق روجر فيديره وفينوس وليامز على
ملاعب التنس ليلهب مايكل شوماخر بعد ذلك بقليل مضمار سباق السيارات قبل
أن يبدأ غابرييل باتيستوتا صاحب الحذاء الذهبي على المستطيل الأخضر.
يستقطب
تايغر وودز أنظار العالم التي تتابع بطولة دبي ديزيرت كلاسيك المنتظرة
بين 3 و7 مارس المقبل على ملاعب نادي الإمارات للغولف، حيث يتوقع
لمشاركته الثانية أن تكون حدثاً كبيراً مثلما كانت الأولى عام 2001.
وكما
هيمن وودز على رياضة الغولف في السنوات السبع الماضية، فإن روجر فيديريه
بطل ويمبلدون، الذي تلقبه الصحافة الرياضية بفيديريه إكسبريس، ينتظر له
أن يفعل الشيء نفسه في رياضة التنس كما أصبح هذا البطل السويسري الذي
يتحدث لغات عديدة نجماً ذا شعبية كبيرة في الشرق الأوسط عقب فوزه ببطولة
سوق دبي الحرة المفتوحة للرجال العام الماضي.
وفيما
أصبحت نخبة التنس والغولف على موعد سنوي ثابت في دبي وقطر على مدى العقد
الماضي، فإن أكثر حدث رياضي يثير الشوق والإثارة بانتظاره تستضيفه
الشواطئ العربية سنكون على موعد معه في البحرين.
هناك
سيكون مايكل شوماخر في طليعة مهرجان الفورمولا واحد الآتي للبحرين يوم 4
إبريل في حدث رياضي لم يسبق للمنطقة أن عرفت مثله من قبل.
غير أن
أكثر نجوم الرياضة التي تستعد لمغامرتها في هذه المنطقة ليست من الرجال
فقط. إذ لم يسبق لأحد أن حقق إنجازات في عالم الرياضة في السنوات الأخيرة
مما حققته نجمة التنس الأمريكية فينوس وليامز التي ستتألق في بطولة سوق
دبي الحرة المفتوحة للسيدات بين 23 و28 فبراير.
وكأن كل
هذا ليس كافياً لإكتمال الإثارة، إذ سنتمكن من مشاهدة واحد من أشهر لاعبي
كرة القدم في العالم، الأرجنتيني غابرييل باتيستوتا، وهو يلعب أسبوعاً
بعد آخر في دوري الدرجة الأولى القطري.
الوصول
المنتظر لهؤلاء النجوم الكبار أشعل الحماس في المنطقة رغم أنها أصبحت
معتادة على الأحداث الرياضية الكبرى. غير قدوم هؤلاء الذين يمثلون أرفع
مستويات النخبة قد أضاف نكهة خاصة على الموسم الرياضي لهذا العام.
عن ذلك
يقول أحد أبرز منظمي المناسبات الرياضية في المنطقة: "لم يعد الشرق
الأوسط منطقة مغمورة في عالم الرياضة. إنه في الحقيقة أبعد ما يكون عن
ذلك. منطقتنا تستضيف الآن بعض لأقوى المناسبات الرياضية في العالم كله
وكون مثل هذه النخبة موجودة هنا للتنافس على الألقاب في مثل هذه المدة
القصيرة هو شيء يؤكد سمعة المنطقة.
"كان من
الصعب سابقاً إقناع الأسماء الكبيرة بالحضور إلى هنا للمنافسة اكن الحال
أصبحت معكوسة الآن. النجوم الكبار أصبخوا يريدون فعلاً القدوم إلى هنا و
اللعب. والأخبار التي يتناقلها الناس قد لعبت دوراً في ذلك. فالرياضيون
يتلقون هنا أفضل معاملة وهم يريدون المجيء عاماً بعد آخر وهم بالتالي
يؤثرون على الآخرين ليأتوا ويتنافسوا."
|