أصبح بمقدور قطاع الإنشاءات في إمارة أبوظبي تقليص أثرها البيئي بفضل افتتاح مصنع جديد متخصص في معالجة وإدارة مخلفات الإنشاءات والهدم الذي بنته شركة ثيس الشرق الأوسط للخدمات.
وقامت ثيس الشرق الأوسط للخدمات، وهي شركة مشتركة بين مجموعة ليتون الحبتور وشركة ثيس للخدمات الأسترالية، بتصميم المصنع للوفاء بمتطلبات عقد ترخيص إدارة النفايات المبرم لمدة 15 عاماً مع مركز أبوظبي لإدارة النفايات. ويوفر المصنع القدرة على معالجة نفايات قطاع الإنشاءات وإعادة تدويرها في استخدامات أخرى مثل أساسات الطرق وأعمال الردم ومواد مالئة في مشاريع البناء والبنية الأساسية.
وقال السيد تيم هوارد، مدير عام ثيس الشرق الأوسط للخدمات، خلال حفل افتتاح المصنع في 10 مايو الماضي إن المصنع هو الأكبر والأكثر تقدماً من نوعه في الشرق الأوسط.
وقال: "المصنع لا يوفر فحسب الفرصة لإدارة نفايات قطاع الإنشاءات وإعادة استخدامها داخل أبوظبي بل هو أيضاً يقلل الضغوط على الموارد الطبيعية ومقالع الحجارة في إمارات الدولة الأخرى."
المصنع الجديد مجهز بأحدث التقنيات ومواصفات السلامة وتبلغ طاقته اليومية 7 آلاف طن يومياً من المواد. وتتوافق المواد المعالجة التي ينتجها المصنع مع كل مقاييس الجودة العالمية بل إنها في عديد من الأحوال تفوق المواد التي تنتجها الكسارات من المقالع الطبيعية.
يقول تيم: "تتعامل إمارة أبوظبي مع إستراتيجيتها لخفض انبعاثات الكربون فيها بجدية كبيرة عبر مشاريع من مثل هذا المصنع ونحن سعداء بأن نكون جزءاً من مثل هذه المبادرات." ويهنئ تيم مركز أبوظبي لإدارة النفايات على الرؤية التي يتبنونها بهدف إيجاد سبل أنظف وأرفق بالبيئة لإدارة نفايات قطاع الإنشاءات في الإمارة.
وتتطلع ثيس الشرق الأوسط للخدمات قدماً للمساهمة في دعم هذه الرؤية عبر توفيرها للأسواق بخيار استخدام منتجات معالجة عالية الجودة.
وربما كانت الإهانة الأكبر التي أراد الإسرائيليون أن يوجهوها لذكائنا جميعاً هي هذه: الإسرائيليون ادعوا أن من حقهم انتهاك سيادة تركيا في المياه الدولية بقتل مواطنيها ومصادرة سفنها وبقية السفن التي كانت تبحر تحت رايات دول أخرى. لم يكن ما قامت به إسرائيل انتهاكاً فادحاً للقانون الدولي فحسب بل وعملاً يمكن تفسيره على أن عمل حربي. وتخيلوا فقط لو أن الآية كانت مقلوبة وأن تركيا صادرت سفناً إسرائيلية وأطلقت النار على مدنيين إسرائيليين!
لم تتعرض إسرائيل للاعتداء من جانب أي سفينة. ولم يعتد أحد على مياهها الدولية. كما تركيا التي تعتبر حليفتها قد فتشت السفن لتتأكد من عدم وجود أي أسلحة. ولهذا فإن ادعاءات إسرائيل بأنها كانت تدافع عن نفسها هي ادعاءات فارغة. بل إن إسرائيل لم تكن تدافع عن مواطنيها وإنما تدافع عن سياستها المدانة جداً حينما قررت حرمان الغزيين من حريتهم.
غير أن المجتمع الدولي هذه المرة لم يقبل أكاذيب إسرائيل. وكان رد الفعل من جانب الدول الأوروبية والعربية والآسيوية مباشراً. كما أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أدانا الحادثة بقوة. العديد من الدول استدعت السفير الإسرائيلي لديها ودعت أخرى لإنهاء الحصار الخانق المفروض على غزة. كما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بطلب من تركيا ولبنان والسلطة الفلسطينية التي تقدمت بمسودة قرار إدانة لإسرائيل يطالب بإجراء تحقيق مستقل في الحادثة.
ولكن مثلما توقعنا بدأت حليفة إسرائيل والعضوة الدائمة في مجلس الأمن التي تتمتع بحق النقض وهي الولايات المتحدة بالتفاوض مع تركيا من أجل تخفيف قوة البيان. ولكم أن تتخيلوا كم ضحك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينما سمع الأمم المتحدة تطالب إسرائيل أن تحقق مع نفسها! ما الذي يختلف به ذلك عن الطلب من متهم مدان أن يكون لنفسه أيضاً الشرطي والقاضي.
بعض خطاب الرئيس باراك أوباما في القاهرة قبل عام من الآن حينما توجه إلى العرب والمسلمين، تجرأت هذه المنطقة من العالم أخيراً على أن تحلم بأن هناك رئيساً أمريكياً مستعداً لأن يجانب الإنصاف والحياد. غير أن كل وعوده الكبيرة قد تمخضت عن لا شيء. الإسرائيليون يواصلون توسيع مستوطناتهم غير الشرعية في الضفة الغربية ويواصلون بناء "جدار الفصل العنصري" غير الشرعي على الأرض الفلسطينية ويواصلون عدم اكتراثهم بمناقشة جدية لموضوع الدولة الفلسطينية.
واكتفى الرئيس الأمريكي بإبداء درجة من البرود فقط تجاه نتنياهو الذي لم يحظ خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن بالمؤتمر الصحفي المشترك وجلسة الصور مع الرئيس الأمريكي. ولذلك واجه الرئيس أوباما هجمة انتقادات شرسة من من الكونغرس الموالي بشدة لإسرائيل ومن داخل حزبه الديمقراطي. وكان الهدف من زيارة نتنياهو المخطط لها هذا الأسبوع إلى واشنطن أن تصلح الضرر. ويخشى الرئيس أوباما مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفية في نوفمبر المقبل من إغضاب اللوبي الإسرائيلي القوي الذي بمقدوره أن يقلب الموازين السياسية.
ويحلو للرئيس أوباما كثيراً أن يقتبس في خطاباته من أقوال الزعيم الأمريكي أبراهام لنكولن. غير أنه في الحقيقة أبعد ما يكون عن التشبه بذلك الرئيس التاريخي. لقد وقف لنكولن في وجه العبودية في وقت لم يكن هناك من يفعل ذلك. وكان رجلاً أعطى الصدق والحقيقة الأولوية على المنافع الشخصية. هذا فيما نجد الرئيس أوباما يرفض أن يدين جرائم إسرائيل في أعالي البحار أو على الأراضي الفلسطينية خشية المجازفة بفرص إعادة انتخابه.
إن أوباما إذا ما قرر أن يفعل الصواب بعزيمة وصدق فهو سيحسن من فرصه الانتخابية. حينما قرر الرئيس جورج بوش الأب أن يواجه إسرائيل بخصوص المستوطنات حصل على نسب تأييد شعبي بلغت 90%. ولكن أوباما مع تراجع التأييد الشعبي له حتى قرابة 46% ليست لديه فرص قوية ليبقى رئيساً. على أوباما أن يتحلى بالشجاعة لمواجهة العصابة الإسرائيلية التي تقود بلاده وباقي العالم دون أدنى رفض لها. وصحيح أنه ربما يجد نفسه مضطراً للاختيار بين حليفين لأمريكا، ولكن كما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ليس المطلوب منه أن يختار بين تركيا أو إسرائيل بل بين الخطأ والصواب.
وأوباما بهذا الموقف لا يخدم مصالح أمريكا. إذ أن اثنين على الأقل من قادة قواته المسلحة قد قالا إن الانحياز الأمريكي لإسرائيل يعرض للخطر المصالح الأمريكية وحياة الجنود الأمريكيين في الشرق الأوسط.
وفي المقابل يستحق الزعيم التركي التحية على اهتمامه بالحاجات الإنسانية لأهالي غزة واستعداده للجأر بالصوت عالياً في وجه القراصنة الإسرائيليين إلى الحد الذي يهدد العلاقات التركية الإسرائيلية وإغضاب واشنطن. وسبق لأردوغان أن وقف بصرامة ضد المذابح الإسرائيلية في غزة وأثبت أنه شجاع بما يكفي ليسمي الأشياء بمسمياتها دون مواربة.
إن من المحرج حقاً أن الزعيم الوحيد في المنطقة الذي يقف بقوة مدافعاً عن حقوق الفلسطينيين هو زعيم تركي. أين هم العرب؟ نعم، فتحت مصر معبر رفح مؤقتاً. نعم، عقد العرب اجتماعاً عاجلاً لوزراء خارجيتهم الأربعاء الماضي، لكن لأي نتيجة؟ هل سيرسلون السفن لكسر الحصار؟ هل ستعمل تلك الدول التي وقعت معاهدات سلام مع إسرائيل على إنهائها؟ لا أظن. بل قررت هذه الدول أن تعمل على محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ووعدت بأن تكسر الحصار بكل السبل المتاحة. كلام جميل، ولكن هل سنراه يتحول إلى أعمال؟ لننتظر ونرى!