في صناعة الإنشاءات حيث التميز هو الذي يبث الروح في المادة ويتطلب العمل جهوداً تناهز حدود الكمال، بل ربما البناء بنسبة معدومة من الخطأ إن كان هذا ممكناً، نواصل جهودنا لنتفوق وننمو ونجعل من كل مشروع ننجزه أهلاً للثناء ممن نعمل معهم ومن نضعهم في قمة أولوياتنا الأمر الذي يجعلنا أكثر التزاماً مع كل خطوة نخطوها. ولنتخيل الضغوط التي يعانيها فريق العمل وهم يعرفون أن المشروع الذي يعملون في إنشائه مملوك في حقيقة الأمر لشريك المدير في الشركة التي يعملون فيها. وفي هذا العدد من "مشاريع مميزة" تغطي "الأخبار" الموقع 588، فندق وشقق أبراج ميلينيوم.

المشروع المكون من برجين ويلقب "الجمال البرونزي" لإكساءاته الخارجية البراقة من صفائح الألمنيوم يرتفع مباشرة بعد الجسر الرابع على طريق الشيخ زايد قرب مول الإمارات في منطقة البرشاء. ويعمل الفريق الذي يبني المشروع بقيادة كل من محمد زكي، مدير المشروع، وإدغارد كازان، مسؤول المشروع. وكانت عمليات البناء قد انطلقت في يناير 2005 بفترة إنجاز متوقعة بين 14 و16 شهراً لتسليمه وفق تصميمه الأولي لبرجي شقق. ولكن في أوائل 2006، تم تعديل مخططات المشروع لتتضمن معالم أكثر جاذبية مع تغيير كامل للغرض من المشروع. واستغرقت فترة الدراسة أربعة شهور وتم الشروع في التنفيذ أواسط 2006. ونتيجة تنفيذ التعديلات في التصميم على مشروع قيد التنفيذ بالفعل وتحويل أحد برجي الشقق إلى فندق، خضعت الكثير من عناصر المشروع للتغيير. وعلى الرغم من أن هيكل المشروع بقي على حاله دون تغيير، فقد تغيرت البلاطات العليا والسطح. وقد قامت شركة شديد الهندسية وهي الاستشاري الهيكلي للمشروع بحل مسألة إنجاز عملية تغيير التصميم. كما قامت شركة إنتيريور ديزاين بإدارة ديفيد رين بالتعديلات المطلوبة على المبنى ليناسب مخططات التقطيع الجديدة والتصميم الداخلي على نحو يخفي الأجزاء التي تم بناؤها مسبقاً وفق التصميم السابق ويضيف مساحات للخدمات المطلوبة لمساحات المصابغ والمطابخ.
البرجان يرتفعان من قادة واحدة والطابق الأول نفسه. ويبلغ ارتفاع البرج (أ)، وهو الأعلى بينهما، 24 طابقاً من الشقق تتضمن 147 وحدة ووحدتي بنتهاوس فيما يرتفع البرج (ب)، الفندق، 21 طابقاً تتكون من 203 غرفة وجناح. وقد احتاج البرج الفندقي إعادة تصميم كاملة للمخططات الكهروميكانيكية لتناسب الاستخدام الفندقي. وهذا الأمر كان بحاجة لتجهيزات جديدة وموافقات مسبقة أخرى من بلدية دبي.
كما تضمن التعديل أيضاً تضمين البرج مساحات خاصة للتسوق ولمجموعة من المطاعم الراقية وقاعات وردهات توفر للزوار تصاميم داخلية جذابة. في الطابق الأول تتألق ردهة الاستقبال في الطابق الأرضي بإكساءات ماساكا الخشبية والمشغولات الرخامية. هذا بالإضافة إلى مطعم إيطالي بتصاميم على طراز القصور الإيطالية التاريخية وردهة واسعة في المنتصف وأقواس جميلة تزين كلها الطابق الأرضي إلى جانب أربع محلات لمجوهرات والصحف والمجلات والتحف.
كما تصل جسور بين البرجين عند الطوابق الأول والسادس والثاني عشر والثامن عشر. ويتضمن الطابق الأول مطعماً مفتوحاً 24 ساعة وقاعة للمؤتمرات تتسع 40-50 شخصاً وثلاث قاعات اجتماعات سعة 12-15 شخصاً لكل منها إضافة لثلاثة محلات أخرى. أما الطابق السادس فهو عبارة عن حديقة مفتوحة والثاني عشر مخصص ليكون نادياً للتنفيذيين. ويوجد في الطابق الثامن عشر نادي صحي وسبا. ومن الجدير بالذكر أن الطابق الثامن عشر من البرج (أ) يتمتع بأحدث التجهيزات من نوعها فيما الطابق نفسه في البرج (ب) مخصص لعشاق المطابخ الآسيوية والمشرقية. ومن المنشآت المهمة في المشروع قاعة حفلات تتسع 150 ضيف ومساحة أخرى ملحقة بها تتسع 100-15- شخص في الطابق العشرين.
سيكون المشروع جاهزاً لاستقبال النزلاء والزوار في غضون بضع شهور من الآن بانتظار الانتهاء من أعمال الإكساء للمطاعم وردهات المداخل الرئيسية وبعض الأعمال الخارجية مثل الأرصفة والحدائق وغيرها من أشغال الديكور. وحين انتهاء المشروع سيتمتع نزلاء المشروع بأحدث شبكات تقنيات المعلومات والهاتف والشبكات الإلكترونية.
قد يكون من الصعب عموماً وضع موعد دقيق لنهاية لإنجاز المشاريع حين العمل لصالح عملاء معينين يعطون للمجموعة قدراً إضافياً من الالتزام الذاتي نتيجة الضغوط وإدراك أن تطور العمل يخضع لمراقبة جمهور واسع من أوساط هذه الصناعة والدقة المتناهية المطلوبة في كل التفاصيل. غير أن مواجهة التحديات والتغلب عليها يمثل دوماً عملاً يتلذذ به الناجحون. وعند انتهاء المشروع يعرف الجميع أن جهداً لم يتم توفيره لتحقيق التناهي في الإتقان والجودة وهذا الأمر هو الذي يعطي الراحة لفريق المشروع. لقد قدم الفريق العامل في الموقع 588 كل جهد ممكن للإسهام في تحقيق مزيد من النجاح لشركة الحبتور الهندسية وسجلها الحافل بالإنجازات. وهذا ما جعل "الأخبار" يلقي الضوء على عملهم وتعرب عن تقديرها لجهودهم


 

أعلى