"التعليم أمل المستقبل وثراء الحاضر وكرامة الإنسانية"- من أقوال
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
إن كنت تؤمن بأن التعليم هو "دين مستحق لأجيال المستقبل على أبناء
اليوم" حينها فقط يمكنك أن تستوعب تمام الاستيعاب الرؤية والهدف
اللذان وضعتهما حملة دبي العطاء، وهي أكبر مؤسسة في العالم مخصصة
كلياً لتحسين مستويات التعليم الأساسي لأطفال الدول النامية.
وفيما ينظر معظمنا إلى التعليم باعتباره شيئاً مفروغاً منه، تقول
دراسة للمنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم، اليونيسيف، أن
هناك أكثر من 120 مليون طفل في العالم، ومعظمهم من البنات، لا
يحصلون على التعليم.
في التاسع عشر من سبتمبر 2007 أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد
آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مبادرة
خيرية تحت عنوان "دبي العطاء" لإيمانه بأن التعليم هو الوسيلة
الأجدى لكسر طوق الفقر.
وتمثل حملة دبي العطاء، التي تمكنت من جمع تبرعات بلغ إجماليها 3.4
مليار درهم (925 مليون دولار) خلال ثمانية أسابيع، إسهام إمارة دبي
في أهداف الألفية للتنمية التي وضعتها الأمم المتحدة والمتمثلة
بتوفير التعليم الأساسي لكل أطفال العالم بحلول عام 2015. وتأتي
الحملة تأكيداً لصدقية التزام إمارة دبي بأن تقوم بدورها الفاعل في
ضمان مستقبل أفضل لأجيال المستقبل.
وقد بدأت الحملة بالفعل، بالتعاون مع منظمات من مثل اليونيسيف
وأوكسفام و"إنقاذ الأطفال"، بتنفيذ عدد من البرامج لتوفير التعليم
للأطفال وتحسين مستواهم المعيشي.
وفي المرحلة الأولى وجهت الحملة تبرعاتها نحو الدول التي تعاني من
مستويات مرتفعة من الحاجة وبالتالي ستكون ذات أثر كبير جداً في
إنتاج أكبر قدر من الفائدة للأطفال فيها. وقد اختارت دبي العطاء
للمرحلة الأولى 12 دولة هي بنغلاديش والبوسنة وتشاد وجزر القمر
وجيبوتي والمالديف وموريتانيا والنيجر وباكستان واللاجئين
الفلسطينيين (في لبنان والأردن) والسودان واليمن.
وقد بدأت دبي العطاء في هذه الدول تنفيذ برامج للتعليم الأساسي ذات
أهداف محددة موضوعة بعناية وتتضمن بناء مرافق تعليمية جديدة وتأهيل
المرافق التعليمية الموجودة المتضررة وضمان مصادر ماء صحية وصرف
صحي لها وتوزيع المواد التعليمة على المدارس وتحسين المدخول
الغذائي لتلامذتها وإجراء فحوصات طبية لهم ولمعلميهم وتوفير برامج
التدريب والتأهيل الكافية لمعلميها ومدرائها.
وحتى اليوم، بعد أقل من عام واحد على انطلاقتها تمكنت دببي العطاء
من توفير التعليم لأكثر من أربعة ملايين طفل في 13 بلداً في
القارتين الإفريقية والآسيوية وهو ما يفوق بكثير هدفها المعلن في
البداية وهو مليون طفل.
تحدي المليون كتاب
ضمن برنامج دبي العطاء 2008، طلبت الحملة من تلاميذ المدارس في
إمارة دبي قراءة مليون كتاب في أسبوعين فقط. قد يبدو المطلب كبيراً
ولكن لهذا السبب بالضبط أطلق دبي العطاء على مبادرتها هذه "تحدي
المليون كتاب".
ليس هذا فحسب، بل مقابل كل كتاب يقرأه تلاميذ المدارس، ستقوم دبي
العطاء بشراء كتاب جديد وإهدائه للأطفال المحتاجين في العالم.
وستقوم دبي العطاء بتوزيع الكتب على التلاميذ بلغاتهم الأم وذلك
عبر شراكة لدبي العطاء مع منظمة "غرفة للقراءة"، وهي منظمة غير
ربحية تأسست عام 2000 وعملت منذ تأسيسها على بناء المكتبات
والمدارس في كل أرجاء العالم.
وتأتي
المبادرة الجديدة تأكيداً لإيمان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل
مكتوم بأن التلاميذ في دبي بمقدورهم تحسين حياة نظرائهم الأقل
نصيباً في الحياة في كل أرجاء المعمورة.
نور دبي- قبس من نور في عالم من الظلمة
هيلين كيلر هي من قالت إن "من بين كل الحواس، لا بد وأن يكون البصر
أجملها." لا شك في أن كيلر التي حرمت من بصرها وسمعها قبل بلوغها
السنتين من العمر تدرك جيداً ما يعني فقدان الإنسان للبصر، غير
أنها لم تكن الوحيدة التي ابتليت بالعمى.
تقول إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن هناك قرابة 161 مليون إنسان
معاق بصراً في العالم. وحين ندخل في التفاصيل تصيبنا الأرقام
بالصدمة بالفعل فهناك طفل يفقد البصر كل دقيقة وإنسان بالغ يفقد
البصر كل 5 ثوان. وأكثر من 90 في المئة من فاقدي البصر يعيشون في
الدول النامية كما أن أكثر من 90 في المئة منهم يعيشون في مناطق لا
تتوفر فيها الرعاية الصحية العينية الجدية بأسعار معقولة. فقر
الفيتامين أ هو من السباب الشائعة لعمى الأطفال الذي تمكن الوقاية
منه حيث يصاب ما بين 250 و500 ألف طفل سنوياً بالعمى نتيجة هذا
النوع من العوز الغذائي.
انطلاقاً من رؤية مثالية تنادي بتخليص العالم من العمى القابل
للوقاية منه أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حملة
"نور دبي" الهادفة لتقديم العون إلى منظمة الصحة العالمية والوكالة
الدولية للوقاية من العمى في تحقيق هدفها المتمثل في رؤية 2020:
الحق في الإبصار.
وبالشراكة مع كبريات المنظمات الدولية تسعى حملة نور دبي لتوفير
البرامج العلاجية والوقائية والتنويرية لمعالجة الإعاقات البصرية
والوقاية منها في الدول النامية على الصعد المحلية والوطنية
والدولية. وتهدف آخر مبادرات الحملة التي انطلقت في شهر رمضان
الماضي لتوفير الرعاية العينية الوقائية لأكثر من مليون إنسان في
سياق مسعاها لتحقيق رؤيتها المتمثلة بعالم خال من أشكال العمى
القابل للعلاج.
وستصل نشاطات حملة نور دبي، على جانب الإمارات العربية المتحدة،
إلى مجموعة من الدول تتضمن العراق وأفغانستان ومالي وسريلانكا
وكينيا وباكستان وإثيوبيا وبنغلاديش ومصر والأردن وفلسطين.
وقد حصل الكثير من المرضى من القادمين من دول المنطقة والعالم إلى
دبي على علاج لهم للكثير من الأمراض التي تسبب العمى وضعف البصر.
ولم يكن بمقدور هؤلاء المرضى الحصول على العلاجات في أوطانهم نتيجة
ضعف مواردهم المالية أو المصاعب العملية أو للقصور في الأنظمة
الصحية في بلدانهم.
ويقوم برنامج العمل على تحديد المرضى المناسبين بعد تشخيص حالاتهم
من قبل الأطباء المختصين في بلدانهم أولاً. ثم يقرر فريق نور دبي
الطبي بعدها فيما إذا كانت حالاتهم مؤهلة لعلاجها في دبي. وبعدها
يتم إجراء ترتيبات سفر كل مريض مع مرافق له إلى دبي ليبدأ فريق طبي
من المختصين المحليين والأجانب بعلاج المريض وفق الإجراءات
المناسبة لكل حالة والتي تبدأ من وصف وتوفير النظارات الطبية
مروراً بالأدوية وحتى العمليات الجراحية إن كانت ضرورية.
تهدف برامج نور دبي الوقائية للتخلص من أشكال العمى والإعاقات
البصرية القابلة للعلاج في الدول النامية فيما تهدف مبادرات
التوعية التي تطلقها إلى توعية العامة بالآثار القاسية التي يخلفها
العمى على حياة الأفراد والمجتمعات.
وقد انطلقت حملة نور دبي في 3 سبتمبر 2008 تجسيداً لروح شهر رمضان
الكريم، موسم الخير والعطاء والتضامن الاجتماعي والتواصل بين
البشر.
|