|
خليجي 18 انطلاقة جديدة للمنتخب
الوطني
الإمارات بحاجة لاستثمار النصر في برامج مستقبلية
جديدة لرعاية الشباب
بقلم: أندريه غونزاغا
صيحات الاحتفال والفرحة التي انطلقت من مدرجات مدينة
زايد الرياضية في أبوظبي بعد تسديدة لاعب الإمارات
إسماعيل مطر في الدقيقة 72 من عمر المباراة ظلت
أصداؤها تتردد لفترة طويلة بعد تلك الأمسية
التاريخية في نهائي بطولة خليجي 18 لكرة القدم. هذه
التسديدة الشهيرة ستغير مشهد لعبة كرة القدم برمته
في الإمارات التي تحاول استثمار النشوة الكبيرة لبلد
يعمل على إعادة اكتشاف نفسه كأحد متصدري كرة القدم
في المنطقة.
كانت تلك هي المرة الأولى التي تستطيع فيها الإمارات
تسجيل اسمها بين حملة اللقب بعد انتظار دام أكثر من
ثلاثة عقود وبعد أن أصبحت على وشك الظفر به مرتين.
بطولة كأس الخليج التي تقام منذ عام 1970 تتنافس
فيها المنتخبات الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي
وهي البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات
إلى جانب الجارين اليمن والعراق. وتقوم البطولة
بنظام الفيفا المعتمد لكأس العالم حيث تقسم
المنتخبات المشاركة إلى مجموعتين في كل منهما أربع
منتخبات يتأهل المتصدران من كل مجموعة إلى دور خروج
المغلوب.
كانت أروع ذكريات كرة القدم الإماراتية قبل هذا
النصر هي لحظة تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم
في إيطاليا 1990. غير أن الفوز بلقب خليجي 18 لم يكن
له أن يأتي في توقيت أفضل مما كان عليه فعلاً،
خصوصاً حين يأخذ المرء بعين الاعتبار أن الإمارات
ربما تكون قد عبرت به نقطة انعطاف تاريخية بعد أن
أمضت أكثر من عقد ونصف من التيه الكروي وفقدان الثقة
بالنفس.
غير أن شباناً من أمثال إسماعيل مطر هم فقط الذين
أسقطوا هذه الشكوك. كما يعود الفضل بالقدر نفسه في
الوصول إلى هذا المجد إلى فريق المسؤولين الذين
يقودون الإتحاد الوطني لكرة القدم في الإمارات
والكادر التدريبي بقيادة الفرنسي برونو ميتسو وباقي
اللاعبين للقدر العالي الذي أبدوه من الحرفية
والالتزام والإخلاص. ولو كان هناك فريق متكامل في كل
عناصره في خليجي 18 لكان هذا الفريق هو المنتخب
الإماراتي.
تنمية الشباب
لقد استحقت الإمارات العربية المتحدة عن جدارة
الإنجاز الذي سعت لتحقيقه. غير أن الوقت لا يسمح
أبداً بالركون إلى هذا الإنجاز والتراخي بعده. بل إن
من الواجب استثمار ما تحقق للنهوض باللعبة وبلوغ
مستوى أعلى بها. نعم لقد كان الفوز باللقب نجاحاً
كبيراً وللنجاح مذاقه اللذيذ حقاً. والطريقة الوحيدة
لضمان تواصل هذا النجاح في البلاد وتعميق جذوره بين
مواطنيها هي وضع برنامج راسخ لتنمية المواهب الشابة
وتنفيذه وفق الخطط المناسبة التي تتضمن استراتيجية
موحدة لتدريب الشباب ذوي الطموح.
لا شك في أن من حق وواجب الدولة أن تحتفل بما أنجزه
منتخبها وقد فعلت ذلك بالفعل بمنتهى الكرم. فقد عمت
مظاهر الاحتفال كل أرجاء الدولة حيثما ذهب المنتخب
كما أصبحت الدولة كتلة واحدة تشارك في هذا الفرح
العام باللقب الخليجي.
كما أن الوقت مناسب جداً للرياضات الأخرى لكي تستثمر
هذا النجاح. فقد فاجأ المنتخب الإماراتي الجميع
بإخراجه لمنافسه القوي المنتخب القطري وهو ما جعل
الفرحة فرحتين. حينها أصبح كل رياضيي الإمارات فجأة
في موقع الإيمان بقدرات رياضيي البلد، ولا يمكن
أبداً التفريط بهذا المستوى الجديد العالي من
الالتزام.
لقد كان مدهشاً بالفعل رؤية نشوة الفرح وهي تعم كل
قطاعات المشهد الرياضي في الإمارات. فجأة برزت الثقة
بالنفس بين كل رياضيي الإمارات وهو ما كان مفقوداً
حتى تحقيق ذلك الإنجاز. كان الوفد الإماراتي المشارك
في آسياد الدوحة نهاية العام الماضي قد عاد للبلاد
بعشر ميداليات وهو شيء لم يسبق أن حققته رياضة
الإمارات في تاريخها. بل إن عجلة النجاح كانت قد
أخذت بالدوران في 2004 بعد أن حقق الشيخ أحمد حشر
محمد المكتوم أول ميدالية ذهبية أولمبية للدولة.
وربما يكون المحرك وراء الخطوات التي أنجزتها رياضة
الإمارات للأمام في الفترة الأخيرة هي اعتماد مبدأ
الاحتراف. فجأة أخذنا نشهد التحسن وأخذ رياضيو
الدولة يؤمنون أكثر بقدراتهم على منافسة أفضل رياضيي
العالم.
لقد كانت آسياد الدوحة العام الماضي شرارة أخرى
أوقدت النجاح الرياضي. إذ أن عشرة ميداليات كانت
دليلاً كافياً على أن اعتماد الاحتراف الرياضي في
الفترة الأخيرة قد أعطى ثماره. كما أن الفوز بخليجي
18 أكد مرة أخرى على صواب هذا القرار. إن حياة
الرياضي ليست مسيرة من النجاح على طول الخط. فالفشل
يلوح دوماً وقلة من الناس فقط لديهم الجرأة على
اتخاذ الرياضة سبيلاً لحياتهم. إذاً، يجب علينا أن
نغذي هذا النجاح فربما ننجح بذلك بغرس بذور مستقبل
زاهر للرياضة.
إسماعيل مطر
كان إسماعيل مطر ساحراً في الميدان. وأهدافه الخمسة
أعطته لقب أفضل لاعب في خليجي 18. وهذه ليست هي
المرة الأولى التي يستحق فيها أحد لاعبي فريق نادي
الوحدة لكرة القدم على مثل هذه الألقاب. وكان قد فاز
أيضاً بلقب أفضل لاعب في بطولة العالم للشباب لكرة
القدم عام 2003 التي استضافتها الإمارات.
إسماعيل مطر هو من عائلة رياضية، فكل أشقائه لعبوا
في نادي الوحدة في أبوظبي. كما أن أشقاءه خميس وخليل
وعادل لعبوا أيضاً في المنتخب الوطني للإماراتي في
التسعينيات وهم الآن قد اعتزلوا اللعبة كلهم. أما
شقيقه ياسر فيلعب حالياً في فريق الشباب لكرة القدم
في نادي الوحدة.
لم يكن كأس الخليج هو المناسبة الوحيدة التي تألق
فيها إسماعيل مطر. فقد كان اللاعب الذي سجل هدف
الإمارات الوحيد في مرمى أستراليا في بطولة كأس
العالم للشباب في 2003 مفسحاً الطريق بذلك أمام
منتخب بلاده لبلوغ ربع النهائي.
التبركات والمكافآت
كان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس
الدولة، هو أول المهنئين للمنتخب الوطني على الإنجاز
الذي حققوه وعلى إسهامهم في رفع مستوى الرياضة
الوطنية لما فيه خير الأجيال المقبلة. وقد أعطى سموه
أوامره بمنح كل لاعب مكافأة بقيمة 500 ألف درهم
لفوزهم باللقب. وتأتي هذه المكافأة إضافة إلى
المكافآت التشجيعية التي أعلن عنها سابقاً بعد أن
نجح المنتخب الإماراتي في تحقيق فوزين متتاليين على
منتخبي السعودية والكويت. ولم ينس صاحب السمو بكرمه
الطواقم الفنية والإدارية للمنتخب وأعضاء الاتحاد
الوطني لكرة القدم واللجنة المنظمة للبطولة حيث أمر
يضاً بمنحهم مكافآت نقدية.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب
رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، من بين
أوائل الذين كرموا المنتخب بمنح فيلا لكل لاعب. كما
استقبل سموه اللاعبين ومدراء المنتخب وهنأهم على
إنجازهم الكبير. وقال لهم بأنهم جعلوا البلد كلها
تشعر بالفخر وبأنهم فعلوا تماماً ما طلبوه منهم وهو
أن يكونوا أسوداً في الميدان.
كما قدم سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد
ونائب حاكم رأس الخيمة، مكافأة مالية للمنتخب بقيمة
أربعة ملايين درهم تقديراً لإنجازهم. كما استقبل
أعضاء المنتخب في قصره.
3 ملايين درهم من الحبتور
قدم السيد خلف الحبتور، رئيس مجلس إدارة مجموعة
الحبتور، مكافأة مالية سخية للاعبين بلغت 3 ملايين
درهم حيث استضاف المنتخب المنتصر في قصره وسلمهم
واحداً بعد الآخر مكافآتهم المالية شخصياً.
كذلك قدمت شركة الطاير للسيارات مكافأة عينية
لإسماعيل مطر هي سيارة رانج روفر تقدياً لجهوده
وإسهامه في فوز المنتخب باللقب الخليجي. وقدم
الدكتور طارق حميد الطاير من الطاير للسيارات مفاتيح
السيارة لإسماعيل خلال احتفال أقيم في معرض الشركة
على طريق الشيخ زايد.
كما كانت لبنك أبوظبي الوطني مبادرته الكريمة أيضاً
حيث أعلن عن مكافأة مالية للمنتخب بلغت مليوني درهم.
وقد كشف السيد سيف الشحي، المدير العام للبنك عن
المكافأة، خلال تهنئته للاعبين على تحقيقهم أغلى نصر
للبلاد خلال 35 عاماً. وأضاف الشحي أن المكافأة
ستقسم بالتساوي بين اللاعبين الستة والعشرين كما
أعلن أيضاً أن اللاعبين سيستفيدون من أحدث المنتجات
المصرفية للبنك وهو حساب الفائز وصندوق رأس المال
المضمون من بنك أبوظبي الوطني.
خطط مستقبلية
وضع الاتحاد الوطني لكرة القدم في الإمارات خطة
إعداد للمنتخب بعد نجاحهم على المستوى الخليجي
استعداداً لنهائيات كأس آسيا لكرة القدم التي
تستضيفها فيتنام الصيف المقبل.
وتتضمن المرحلة النهائية للبرنامج التحضيري إقامة
معسكر تدريبي للمنتخب في ماليزيا بين 13 يونيو و6
يوليو بقيادة المدرب الفرنسي برونو ميتسو. ويخطط
المنتخب لخوض أربعة لقاءات ودية في ماليزيا خلال
فترة المعسكر التدريبي مع منتخبات ستشارك كلها في
النهائيات التي تقام بين 7 و29 يوليو.
وهذه المنتخبات الأربعة هي الصين واندونيسيا وإيران
والسعودية.
النتائج
خليجي 17 في 2004:
نصف النهائي: عمان تتغلب على البحرين 3-2، وقطر تهزم
الكويت 2- صفر.
النهائي: قطر تتفوق على عمان 5-4بضربات الترجيح بعد
انتهاء المباراة بالتعادل 1-1.
خليجي 18 في 2007
نصف النهائي: عمان تتغلب على البحرين 1-صفر،
والإمارات تهزم السعودية 1-صفر.
النهائي: الإمارات تتفوق على عمان 1-صفر.
|