من
بين الإنجازات النادرة التي شهدتها أولمبياد بكين، هناك إنجازان
باهران سيبقيان في الذاكرة. الأول هو تلك العزيمة النادرة التي
أبداها الأمريكي مايكل فيلبس في حوض السباحة والثاني هو التميز
المدهش لأداء أوسيان بولت في مضامير ألعاب القوى.
كان فيلبس وبولت بطلا الأولمبياد عن حق هذه المرة بحصيلة بلغت
ثماني ذهبيات للأول وثلاث ذهبيات للثاني ليكون العداء الأول منذ
أيام كارل لويس الذي يتمكن من الفوز بسباقات العدو القصيرة بفارق
واضح عن منافسيه.
ومقابل كل هذا القدر من التميز الرياضي، كانت هناك دول لم تتمكن من
تحقيق ما كانت تطمح إليه وتقديم الأداء الذي كانت قادرة على
تقديمه. والإمارات هي من بين هذه الدول، حيث شاركت ببعثة من ثماني
رياضيين غير أنها عادت دون أي ميدالية.
وقد بذل رياضيو الإمارات كل جهد ممكن خلال المنافسات وكان الشيخ
أحمد بن حشر آل مكتوم حامل ذهبية الرماية في أولمبياد أثينا في
مقدمتهم، حيث اختار المنافسة في بطولة التراب وبقي في مقدمة
المتنافسين في المسابقة حتى اليوم الأخير حينما تراجع ترتيبه إلى
المرتبة الثلاثين. وفور انتهاء المنافسة قرر الشيخ أحمد إعلان
اعتزاله من رياضة الرماية.
وبعد ذلك بدأ الشيخ أحمد، الذي يشعر بخيبة الأمل من طريقة إدارة
الجهات المسؤولة لرياضته المحببة له، المنافسة في نهائي مسابقة
التراب المزدوج. وبذل كل جهد ممكن ليقدم الأداء المتفوق الذي أبداه
في أولمبياد أثينا قبل أربع سنوات حينما فاز بالذهبية وتمكن في
النهاية من أن يحل سابعاً. ولم يقدم رامي الإمارات الآخر أداء
متميزاً حيث تراجع ترتيب الشيخ سعيد البالغ 32 عاماً من العمر
وحامل فضية الألعاب الآسيوية في الدوحة إلى المرتبة 22 بعد يومين
من منافسات السكيت.
وقد خاضت الشيخة ميثا بنت محمد بن راشد آل مكتوم استعدادات تكاد
تصل حد الكمال للأولمبياد. ومع ذلك أكدت أنها ما كان لها أن تكون
مستعدة بالكامل لخوض مناسبة بحجم هذه الضخامة. وحينما وضعتها
القرعة في مواجهة بطلة العالم والتي فازت في النهاية بذهبية بكين،
الكورية الجنوبية كيونغ سيون، في وزن 67 كغ، لم تقدم الشيخة ميثا
الخبرة العالمية العالية المطلوبة في مثل هذه المنافسة وخسرت
المواجهة. وأكدت الشيخة ميثا على أن مشاركتها في بكين كانت لاكتساب
الخبرة وأن هدفها المقبل هو تحقيق الإنجاز المنتظر في أولمبياد
لندن 2012.
وخاضت الشيخة لطيفة بنت أحمد المكتوم منافسات الفروسية في قفز
الحواجز في هونغ كونغ على الجواد كالاسكا دو سمايلي. وفي نهاية
اليوم الأول من المسابقة بلغت أخطاء الشيخة لطيفة 11 نقطة ثم بلغت
أخطاؤها في نهاية اليوم الثاني 26 نقطة لتتراجع إلى المرتبة 54.
وتجددت آمال الإمارات في الفوز بميدالية مع السباح عبيد الجسمي
الذي تأهل لخوض منافسة 100 متر حرة. وكان الجسمي قبل مغادرته إلى
الصين قد وعد بإعادة كتابة السجل الوطني لرياضة الإمارات. وتمكن
الجسمي من الوفاء بهذا الوعد حينما سجل رقم قياسياً جديداً
للإمارات بلغ 53.29 ثانية. وقال: "وعدت بإنجاز رقم قياسي جديد
للإمارات وها قد حققت هدفي. بقية السباحين تدربوا خلال السنوات
الأربع الماضية على أقل تقدير أما أنا فلم أتدرب إلى أقل من
شهرين."
كما لم يحالف الحظ بطل الجودو سعيد القبيسي البالغ من العمر 18
عاماً. ووضعت القرعة القبيسي في مواجهة قوية مع بطل جنوب إفريقيا
مارلون أوغست في الدور الأول من منافسات وزن تحت 73 كغ. ولم يتمكن
القبيسي الذي بدأ التدريب على اللعبة منذ سن 12 عاماً من أن يقدم
أداءً يوازي أداء وخبرة خصمه الكبيرين وخسر أمامه بالنقاط الكاملة.
وقدم الشاب عمر السالفة أفضل ما عنده في سباق العدو لمسافة 200 متر
وحل سابعاً بزمن 21 ثانية. غير أن هذا الرياضي ما يزال صغير السن
والفرصة أمامه كبيرة وطويلة لرفع مستواه وتحقيق ما يطمح إليه من
إنجازات إذا ما واصل التدريب واكتسب مزيداً من الخبرة.
وكانت المنافسة التي خاضها البحار عادل خالد قوية جداً أمام
رياضيين أقوياء في مسابقة الليزر. وكان أفضل ترتيب حققه عادل هو
المركز 11 في واحدة من الجولات الثمانية وهو شيء يستحق الثناء.
والنتيجة النهائية هي أن الإمارات عادت من هذا الأولمبياد خالية
الوفاض من أي ميدالية. غير أن هذه المجموعة من الرياضيين أصبحوا
أكثر خبرة وعزماً على تحقيق نتائج أفضل في أولمبياد لندن 2012.
|