#نيويورك من المدن المفضّلة عندي. تتمتع بطاقة وسحر يميّزانها عن سواها من المدن. أحب كل شيء فيها؛ التناقض بين الضجيج وحركة السير والحشود من جهة والتطور والمساحات الخضراء وفورة الحضارات من جهة أخرى. وأحب في شكل خاص القهوة التي يقدّمونها في مطعم "ترامب تاور" الذي يسرّني بأنه لم يضع بعد لوحاً مع صورة لوجهي لتصويب السهام تجاهي نظراً إلى انتقاداتي المتكررة لدونالد ترامب، الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة. أستمتع كثيراً برياضة المشي السريع التي أمارسها في الصباح الباكر حول #سنترال_بارك في مختلف أحوال الطقس، ومطاعم #نيويورك هي الأفضل في العالم في تحضير الهمبرغر. لو كان الكاتب الإنجليزي سامويل جونسون لا يزال حياً، لقال بالتأكيد: "إذا سئمت من لندن أو مدينة #نيويورك، فأنت بالتأكيد سئمت من الحياة".
أنا جاهز دائماً لزيارة #نيويورك من أجل لقاء أصدقائي هناك المعروفين بصراحتهم في الكلام، ويسرّني أن مجموعة الحبتور كانت الراعي الرئيس لماراثون الشيخ زايد الخيري الذي أقيم في #الإمارات والقاهرة ونيويورك.
لقد سررت بدعم "ماراثون الكلى السليمة الإماراتي" (10000 كلم) الذي أقيم في 14 مايو الجاري، لأنه يساهم في التوعية على قضية بالغة الأهمية، ويوجّه تحية إلى روح السخاء والرعاية التي عُرِف بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة #الإمارات، ولأنه رفع أيضاً علم بلادي عالياً في قلب عاصمة العالم المالية والديبلوماسية والترفيهية.
هذه المبادرة الرائعة هي من بنات أفكار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في #الإمارات، ولأجل ذلك أكنّ له جزيل الاحترام. لقد غادرنا الشيخ زايد، لكن إرثه الخيّر لا يزال يشع من خلال أولاده وأحفاده.
والأهم هو أن مثل هذه الأحداث تساهم في التقارب بين الشعبَين الإماراتي والأمريكي. وأعتقد أنه أمر أساسي في هذه الحقبة حيث العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي ليست على خير ما يرام على المستوى السياسي. فالماراثون وجّه رسالة قوية بأننا جميعنا بشر نتشارك الكوكب نفسه ولدينا مخاوف وآمال وأحلام متشابهة، وبأن الحواجز التي تفصل بيننا هي من صنع الإنسان. نحن واحد على مستوى العلاقات الإنسانية؛ فجميعنا أبناء الجنس البشري ونتعاطف مع الأقل حظوة بيننا.
بالنسبة إلى عشرات آلاف الأشخاص الذين شاركوا في السباق، ومنهم مسؤولون في السفارة الإماراتية، وأعضاء في بعثة دولة #الإمارات في الأمم المتحدة، ووفد من جمعية "العناية بمرضى السرطان"، كانت هذه فرصة لإظهار روحهم التنافسية عبر تمثيل بلادهم أو القضية التي يرفعون لواءها. كان يوماً مسلّياً للعدّائين والمتفرّجين على السواء. جميع المشاركين شعروا بالفخر والاعتزاز، لا سيما الرابحَين لوكاس روتيش وسينتيا ليمو، من التابعية الكينية، اللذين حصل كل منهما على شيك بقيمة 25000 دولار أمريكي.
استقطب المجلس الإماراتي التقليدي، الذي أقامته وزارة الخارجية الإماراتية، الإماراتيين الذين يمضون عطلتهم في الولايات المتحدة فضلا عن الطلاب الإماراتيين الذين يتابعون تحصيلهم العلمي هناك. وأتاح أيضاً لأبناء #نيويورك والزوّار من مختلف أنحاء العالم تذوّق القهوة والتمور العربية والتعرّف على ثقافتنا.
كان الطقس منعشاً مع نسيم عليل وحرارة تبلغ 15 درجة مئوية؛ كانت السماء زرقاء صافية، والجميع ترتسم ابتسامة عريضة على وجوههم، وكانت الأجواء حماسية جداً. بيد أن القيمة الأهم في الماراثون هي تعزيز التواصل بين الثقافات وتشجيع المبادرات الخيرية العالمية. وقد ذهب ريع السباق لمساعدة "مؤسسة الكلى الوطنية" التي تعمل من أجل مكافحة والحد من أمراض الكلى، وتحسين رفاه المرضى، وتشجيع التبرّع بالأعضاء.
كتبت ممازحاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنني فزت في الماراثون، لكن في الحقيقة أنا أتقن رياضة كرة المضرب، ولست ماهراً في ماراثون الجري لمسافات طويلة. قد أحاول في المرة المقبلة. لم أشارك في الماراثون، لكنني استمتعت بكل لحظة من اللحظات في ذلك اليوم الاسثتنائي في #نيويورك.