الجمعة، 26 أبريل 2024

قمة C3

بقلم خلف أحمد الحبتور

© Shutterstock
© Shutterstock

قلتم في كلمتكم إنكم تتمنّون لو أن الغرب "يتوقّف عن محاولة وضعنا في القوالب الغربية". ما هي الأمور التي نحاول فرضها عليكم من دون أن تكون مناسبة لكم؟

ثمة أمور كثيرة. مثلاً، يأتي أشخاص من العالم الغربي إلى #الإمارات_العربية_المتحدة ويقومون بتهريب المخدرات. فتبذل سفاراتهم قصارى جهدها من أجل الإفراج عنهم. لكن كيف يُعقَل أن يتم الإفراج عن مجرمين يهرّبون المخدرات أو يرتكبون جرائم؟ إذا ارتكب أحدهم جرماً في لندن أو نيويورك وجرى القبض عليه، يُلقى به في السجن. لكن إذا وضعناهم في السجن في بلادي، تنتهز وسائل الإعلام الفرصة للتهجّم علينا متهمةً إيانا بعدم احترام حقوق الإنسان.

إذاً يتعلق الأمر بالحفاظ على سلامة الناس في الشارع وأمنهم؟

بالضبط. يأتي الأشخاص إلى الإمارات بدافع العمل والتقاعد، ولأنهم يريدون أن يُدفَنوا هناك. يختارون دولة الإمارات لأننا نعتني بهم، نشعر بأنهم جزء منّا، وهم يشعرون بأننا جزء منهم. بلدنا متعدد الجنسيات، حيث يعيش أشخاص من مختلف أنحاء العالم. في الواقع، نحن المواطنين الإماراتيين أقلية. نحاول أن نلبّي احتياجات الجميع، وأن نؤمّن لهم المنازل الجميلة، والبنى التحتية المتطوّرة. كما أن دولة الإمارات تملك اثنتَين من أفضل شركات الطيران في العالم؛ ونؤمّن تعليماً جيداً ورعاية صحية عالية الجودة. دولة الإمارات لا يضاهيها أي مكان آخر في العالم.

برأيكم لماذا تعافت #الإمارات_العربية_المتحدة - ودبي على وجه التحديد - بهذه السرعة من الأزمة الاقتصادية العالمية؟ وهل تعتبرون أن فوز دبي باستضافة معرض إكسبو العالمي عام 2020 هو إنجاز كبير؟
تأثّرت بعض القطاعات، إنما ليس عدد كبير منها، بالأزمة الاقتصادية خصوصاً في دبي. وفوزنا باستضافة معرض إكسبو العالمي 2020 هو إنجاز كبير لا سيما وأننا تنافسنا ضد عمالقة مثل روسيا وتركيا والبرازيل. لكن نمو دبي لا يتوقّف على المعرض، فأنا أعتبره إضافة أو بمثابة "علاوة" للمدينة.

شعار مجموعة الحبتور هو "النمو مع الإمارات". ماذا تخبروننا عنه؟

نحن نفكّر بالتوازي مع بلادي، وننمو أيضاً بالتوازي معها. نعمل من أجل نجاح الإمارات، ونرفع دائماً علمها عالياً. نبذل قصارى جهدنا، بالاشتراك مع الحكومة، من أجل نمو البلاد. نتشارك أفكارنا ونناقش معهم مشاريعنا في مجال البنى التحتية.

أنشأتم مؤسسة تحمل اسمكم، مؤسسة خلف أحمد الحبتور للأعمال الخيرية. هل تخبروننا المزيد عنها.

لقد تبرعت بعشرين في المئة من أرباح شركتي لتمويل المؤسسة. لقد أُطلِقت عام 2013 بهدف تحسين حياة الفقراء، ومساعدة المحتاجين في العالم، وتقديم المؤازرة والمنح للباحثين والخبراء. ومقرّها في مسجد ومركز الفاروق عمر بن الخطاب في دبي.

مكافحة الفقر في العالم قضية مهمة جداً بالنسبة لك. أخبرنا عن خطتكم للحد من الفقر.

أنا في صدد دراسة اقتراح حول هذا الموضوع، وسوف نناقشه في جامعة إلينوي في جاكسونفيل مع عضو الكونغرس السابق بول فيندلي والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر. الفكرة مستلهَمة من الأديان التي تحضّ أتباعها على "العطاء" للمجتمع. لدى المسلمين، نسمّيها الزكاة. وهناك شيء مشابه عند اليهود. كما أن الدين المسيحي يشجّع على مساعدة الفقراء. إذا جمعنا كل هذه الأموال، أعتقد أنه لن يبقى هناك فقراء في العالم.
تناشد خطتكم حكومات العالم تخصيص نسبة من هذه الثروة للمساعدة على مكافحة الفقر.

نعم. لست أقترح أن تعمد الحكومات إلى أخذ مزيد من الأموال من جيوب الناس أو من الثروات الشخصية، بل من الضريبة على الدخل التي تقوم أصلاً بتحصيلها. ويجب أن يُعهَد بإدارة هذه الخطة إلى هيئة غير حكومية في بلد محايد، على أن تخضع لتدقيق مستقل.

النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني هو أيضاً من المسائل التي تحتل مقدمة إهتماماتك. أعرف أن لديكم آراء قوية حول هذا الملف.

لسوء الحظ، لم يمارس أحد في العالم بما في ذلك الدولة الأقوى، الولايات المتحدة، ضغوطاً كافية على أي من الفريقَين في هذا النزاع المستمر منذ وقت طويل جدا. ثمة فريق ضعيف وآخر قوي، يجب جمعهما معاً، وعليهما أن يعملا معاً. صدّقوني، إذا أرادت الولايات المتحدة والغرب وضع حد للأزمة، بإمكانهما ذلك، لكن لسوء الحظ لا أحد يبالي.

إذاً لهذا السبب تسعون إلى لعب دور فعال في هذا المجال؟

نعم. لا تكترث الحكومات. أعمل مع الرئيس كارتر وعضو الكونغرس بول فيندلي وجامعة إلينوي، وسنقوم بتنظيم حلقات دراسية مع الأساتذة والطلاب. ننوي كذلك إرسالهم إلى إسرائيل وفلسطين لزيارة المدارس والجامعات، إلخ. نريدهم أن يستنبطوا سيناريوهات متعدّدة من أجل وضع حد للنزاع والتوصّل إلى تسوية دائمة. لا يمكنني أن أضمن نجاح المبادرة منذ المرة الأولى، لكننا سنبذل قصارى جهدنا ونستمر في المحاولة.

هل صحيح أنكم وجّهتهم شخصياً رسائل إلى قادة عالميين تشيرون فيها إلى الأخطاء التي وقعت فيها بعض سياساتهم؟

كتبت إلى قائدَين عالميين، الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. تلقّيت رداً من كاميرون شخصياً الذي أعرب أيضاً عن تقديره وشكره، ثم وصلتني أيضاً رسالة من قائد القوات البريطانية المسلّحة. لكن للأسف، لم أتلقَّ أي رد من البيت الأبيض.

 

تعليق
الرجاء المحافظة على تعليقاتك ضمن قواعد الموقع. يرجي العلم انه يتم حذف أي تعليق يحتوي على أي روابط كدعاية لمواقع آخرى. لن يتم عرض البريد الإلكتروني ولكنه مطلوب لتأكيد مشاركتم.
المزيد من المقالات بقلم