الشندغة

p.5 2018 مارس 6 خلف أحمد الحبتور • نشرت في الصحف بتاريخ أن الدعـوة التـي وجّههـا يبـدو الرئيـس الأمريكـي دونالـد ترامـب إلـى زعمـاء دول الخليـج العر بـي للقـدوم إلـى منتجـع كامـب ديفيـد مـن أجـل تسـوية الخلافـات بيـن المملكــة العر بيــة الســعودية والإمــارات العر بيــة المتحــدة ومملكـة البحريـن مـن جهـة وقطـر مـن جهـة ثانيـة، باتـت تترافـق الآن مـع شـروط مسـبقة. فقـد كتـب جـوش ليدرمـان مـن وكالـة "أسوشـييتد بـرس": "إذا لـم يتحقـق اختـراق فـي الأزمـة القطريـة، لـن تنعقـد قمـة كامـب ديفيــد". الرســالة التــي يوجّههــا البيــت الأبيــض لــكلا الجانبيــن مفادهــا أنـه علـى الطرفَيـن التوصـل إلـى تفاهـم فـي مـا بينهمـا قبـل أن يتـم توجيــه الدعــوة لهمــا للاســتمتاع بالضيافــة الأمريكيــة فــي كامــب ديفيـد وسـط جبـال مريلانـد. يُعيد نـي هـذا بالذا كـرة إلـى أ يـام الدراسـة عندمـا كان رفاقـي فـي الصـف يتوقّعــون التأديــب مـن المـدرّس عندمــا يندلــع شــجار بينهـم. كيـف تجـرؤ، سـيد ترامـب، علـى معا ملتنــا كالقصّــر! يـوم السـبت المنصـرم، تحدّثـت تقاريـر عـن قيـام الرئيـس الأمريكـي بإرسـال مبعوثَيـن إلـى منطقـة الخليـج، بهـدف لـيّ الأذرع كمـا يُعتقَــد. تحــرص الســعودية وحلفاؤهــا فـي منطقـة الخليـج العر بـي علـى الحفـاظ علـى علاقـات جيـدة مـع الولايــات المتحــدة، حليفتهــم الأقـوى فـي الغـرب، إنمـا يجـب ألا يسـمح قادتنـا بـأن يرتهنـو، ويجـب ألا يُضحّــوا بمبادئهــم إرضــاءً للمصالــح الأمريكيــة فــي المنطقــة. تـدرك قطـر جيـداً مـا يجـدر بهـا فعلـه مـن أجـل الترحيـب بهـا مـن جديـد واحتضانهـا، لكنهـا لـم تقـم، حتـى تاريخـه، بـأي خطـوات إ يجابيـة لفـك ارتباطهـا عـن عناصــر متشــدّدين معروفيــن، ومجموعــات متطرفــة، وجمعيــات خيريــة داعِمــة للإرهابييــن، علـى الرغـم مـن أن البيـت الأبيـض يؤكّـد العكـس، إنمـا ليسـت هنـاك أي أدلّـة علـى صحـة كلامـه. عـ وةً علـى ذلـك، لـم تكتـفِ قطــر بتجاهــل مطلــب الر باعيــة إغـ ق قنـاة "الجزيـرة" الناطقـة باســم "الإخــوان المســلمين"، لا بـل ذهبـت القنـاة أبعـد فـي أسـلوبها الد نـيء فـي تغطيـة أخبـار السـعودية والإمـارات ومصـر. ومـا يزيـد الطيـن بلـة أن الدوحـة تتواطـأ الآن مـع عدوّنـا الأول، الجمهوريــة الإســ مية الإيرانيــة، وكذلـك مـع تركيـا التـي تـزداد عدوانيـة وتضغـط مـن أجـل أن يكـون لهـا موطـئ قـدم عسـكري فـي الشـرق الأوسـط – مـع العلـم بأنهـا باتـت عنـد أبـواب قطـر والسـودان وسـوريا. قبـل بضعـة أ يـام، صـرّح المنـدوب الدائـم لدولـة الإمـارات العر بيـة المتحـدة لـدى الأمـم المتحـدة فـي جنيـف باسـم الر باعيــة التــي تقودهــا الســعودية، أن قطـر تصـوّر النـزاع بأنـه "أزمـة دوليـة كبـرى". وناشـد قطـر إقامـة علاقـات إ يجابيـة مـع جيرانهـا، بـدلاً مـن "الاسـتمرار فـي انتهـاك القانـون الدولـي" و"اتفاقـات مكافحـة الإرهـاب" مـن خـ ل دعمهــا للأيديولوجيــات المتطرفــة ونشــرها للكراهيــة عبــر وســائلها الإعلاميـة. لـم يرضـخ وزيـر الخارجيـة السـعودي عـادل الجبيـر لإمـ ءات ترامـب، والدليـل علـى ذلـك التصريحـات التـي صـدرت عنـه خـ ل زيـارةٍ لـه إلـى فيينـا الشـهر الماضـي. فقـد اتّهـم قطـر بنشـر الكراهيـة فـي بلـدان عـدة، قائـً بأنهـا عندمـا "تتوقّـف عـن تمويـل الإرهـاب، سـتكون الر باعيـة العر بيــة جاهــزة حكمــاً لاســتنئاف العلاقــات الطبيعيــة معهــا".

RkJQdWJsaXNoZXIy NDU3MzA=