الشندغة

p.15 كان منزلنا البسيط المصنوع من سعف النخيل يعد حصناً كبيراً بالنسبة لنا، ويسوده الحب والاحترام المتبادل. كانت الكرامة وعزة النفس هم ثروتنا. لطالما ردّد والدي على مسامعي: «حين تقابل أحدهم أيّاً كان، إيّاك والنظر أرضاً بل انظر مباشرة إ لى عينيه . والدي، أحمد بن محمد الحبتور (إلى اليسار ) مع أخوالي وجدّي لأمي، أحمد بن خلف العتيبة (الرابع من اليسار ) العائلة أحمـد، وهـو نجل شـيخ والـدي دينـي مرمـوق، لـم يكـن صخر تـي وحسـب، بـل كان أيضـاً صديقـي المفضّـل. علّمنـي السـباحة، وركـوب الخيـل والجِمـال، والصيـد، والرمايـة. نـادرا مـا كان يدعنـي أغيـب عـن نظـره، وكان يصطحبنـي معـه فـي أسـفاره إلـى البحر يـن والهنـد. كان تاجـراً صغيـراً للؤلـؤ والذهـب، وقـد علمنـي قواعـد التجـارة الأساسـية وزرع لـديّ عشـقاً دائمـاً للشّـعر. كنـت أجلـس مدهوشـاً وأنـا أصغـي إليـه يلقـي قصائـد بقلـم بعـض مـن أعظـم الشـعراء العـرب. وقـد كتـب قصائـد جميلـة. ليتنـي دوّنتهـا. أتذكّـر فقـط بضعـة أبيـات مـن قصيـدة كتبهـا للشـيخ خليفـة بـن سـعيد آل مكتـوم الـذي كان يمـرّ فـي مرحلـة عصيبـة: جا نـي قـول عجيبـي، حـيّ عـدد الأنسام مـا زعزعـت المغيبـي، وتلـه سـوت جتام مـن صـب مسـتصيبي، مـا يلتـذ بمنـام يشـكو هجـر الحبيبـي، ومزايـدة الأوهام شـانك لا تسـتجيبي، وتـدرك مقام لا تسـمع السـبيبي، ومزايـدة الأوهام سـر للمُحِـب يطيبـي، واعطـه ليـن الـكلام ـى التعذيبـي، أصبـر عل واخضـع وصِـر جتّام... «

RkJQdWJsaXNoZXIy NDU3MzA=