الشندغة

p.13 في الستينيات، استُبدِلت البيوت المصنوعة من سعف النخيل بمنازل مبنيّة من جدران أ كثر صلابة، وتضم مساحات أوسع وحتى عدداً أ كبر من الغرف طفولتـي، كان بيـت العر يـش فـي الصغيـر المحـاذي للشـاطئ يبـدو واسـعاً. كان الأثـاث الوحيـد عبـارة عـن مراتـب رقيقـة وأغطيـة ووسـائد وبسـاط يـدوي الصنـع. كان لدينـا سـر ير واحـد لا ينـام أحـد عليـه. فـي بعـض الأوقـات مـن السـنة، كانـت أمـواج ضخمـة تبلّـل فراشـنا بالمـاء. وفـي أوقـات أخـرى، لـم يكـن هناك مفـر مـن الحـر الشـديد والرطوبـة والعواصـف الرمليـة والبعـوض الـذي يحمـل داء الملار يـا. كانـت الكهر بـاء حلمـاً بالنسـبة إلينـا. كنّـا نـأ كل بأيدينـا مـن صينيـة واحـدة موضوعـة علـى الأرض. وكان المرحـاض عبـارة عـن حفـرة فـي الأرض علـى مسـافة قصيـرة مـن المنـزل. لكـن علـى الرغـم مـن المشـقّات، كنّـا نشـعر بالامتنـان علـى النـذر اليسـير الـذي نمتلكـه. كنّـا سـعداء. تعلّمـت ألا أحكـم أبـداً علـى الأشـخاص بحسـب مقتنياتهـم، بـل بمـا تنضـح بـه قلوبهـم مـن ذهـب. ما أجمل المنزل أبراج الرياح أفـراد الأسـرة الحاكمـة، كان والتجّـار الأثر يـاء، وتجّـار اللؤلـؤ، والمسـؤولون الأجانـب يعيشـون فـي أبـراج ر يـاح (تُعـرَف بــ «بيت مرجـان») مصنوعـة مـن الحجـر المرجا نـي وحجـر الكلـس ومؤلّفـة مـن طوابـق عـدّة، وكانـت تُشـيَد حـول باحـة فـي الوسـط. غالبـاً مـا كانـت هـذه الأبـراج تضـم أجنحـة واسـعة للنسـاء ومجالـس حيـث كان يتـم اسـتقبال الضيـوف. بعـض بيـوت العر يـش الأكثـر تطـوراً كان يتـم تبر يدهـا أيضـاً بواسـطة أبـراج ر يـاح بسـيطة.

RkJQdWJsaXNoZXIy NDU3MzA=